رسائل مختلطة تسبق اجتماع «أوبك» وتربك الأسواق

الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 08:11 ص

قال وزير النفط السعودي «علي النعيمي» لدوى وصوله إلى فيينا للمشاركة في اجتماع «أوبك» هذا الأسبوع إنه «في قمة السعادة» وتجاهل تساؤلات بشأن هبوط أسعار النفط والامدادات الفائضة.

وفي أول ظهور علني له قبيل الاجتماع المقرر يوم الخميس سلك «النعيمي نهجا مألوفا بالرد على أسئلة الصحفيين بأسئلة من عنده ولم يقدم أي فكرة عما تخطط بلاده أكبر مصدر للنفط في العالم لقوله لزملائها أعضاء «أوبك» والذين يسعى بعضهم لخفض الانتاج.

وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الاجتماع سيكون صعبا قال «النعيمي»: «لا.. لماذا؟».

ولم يكن أكثر صراحة عندما سئل بشأن الانخفاض البالغ 30% في أسعار النفط منذ يونيو/حزيران حيث قال «الأسعار ترتفع وتنخفض».

وأضاف «هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السوق فائضا في المعروض».

وعندما طلب منه التعليق بشأن حالة سوق النفط قال «النعيمي»: «أليس هناك ما يكفي من التعليقات بالفعل؟».

ولم تتغير أسعار الخام تقريبا يوم الإثنين. ولم يحدث رد فعل فوري على تصريحات «النعيمي» أو على تقرير لصحيفة روسية يشير إلى أن موسكو قد تقوم بمحاولة في اللحظات الأخيرة للتأثير على اجتماع «أوبك» بعرض خفض انتاج روسيا إذا فعلت المنظمة ذلك.

وفي وقت سابق يوم الاثنين نقلت وكالة أنباء الإمارات «وام» الرسمية عن وزير الطاقة الإماراتي «سهيل بن محمد المزروعي» قوله إن الدول أعضاء «أوبك» ستتعامل مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط وستتخذ «القرار المناسب».

وقالت «وام إن الوزير لم يوضح طبيعة أو نوعية القرار الذي ستتخذه منظمة البلدان المصدرة للبترول.

أسعار النفط الحالية ليست مقبولة

وقال وزير النفط العراقي «عادل عبد المهدي» إن أسعار النفط الحالية ليست مقبولة وإنه «ينبغي فعل شيء» بشأن الأسعار.

وردا على سؤال قبيل اجتماع منظمة «أوبك» في فيينا هذا الأسبوع عما إذا كانت الأسعار مقبولة قال «عبد المهدي» إنها ليست كذلك.

وقال ردا على سؤال عما إذا كان ينبغي لـ«أوبك» خفض الانتاج «ينبغي استخدام كل الوسائل لرفع الأسعار».

والتصريحات المؤيدة لخفض الانتاج تتعارض بشدة مع تصريحات وزير النفط السعودي «علي النعيمي» الذي وصل في وقت سابق إلى فيينا وقال إنه «في قمة السعادة» قبيل الاجتماع المقرر في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني.

إشارات روسية متباينة 

بدورها، تقوم روسيا - التي تحتاج بشدة إلى أسعار أعلى للنفط الخام - بمحاولة أخيرة للتأثير على اجتماع منظمة «أوبك» هذا الأسبوع بتلميحها إلى أن موسكو قد تخفض الانتاج إذا فعلت المنظمة الأمر نفسه.

لكن في علامة على أن روسيا لم تتخذ قرارا نهائيا حتى الآن قالت موسكو أيضا إنها قد تحافظ على مستوى الانتاج فقط دون أن تخفضه.

وقال وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك» في مقابلة مع تلفزيون «روسيا-»24 الحكومي أذيعت كاملة يوم الإثنين «نعتقد أن مساهمتنا - من حيث المبدأ - هي أننا نبقي انتاجنا النفطي (مستقرا). لا نزيد الانتاج».

وتحتاج روسيا سعرا يبلغ 100 دولار للبرميل من أجل توازن الايرادات والمصروفات في ميزانيتها. وفي ظل احتمال هبوط الأسعار إلى 60 دولارا إذا لم تتفق «أوبك» على تخفيضات كبيرة في الانتاج فقد يدخل الاقتصاد الروسي في ركود.

ونقلت صحيفة كومرسانت يوم الإثنين عن مصادر قولها إن روسيا قد تقترح خفض انتاجها بحوالي 15 مليون طن سنويا أو ما يعادل 300 ألف برميل يوميا بدءا من العام القادم وإن موسكو تتوقع أن تخفض «أوبك» انتاجها بواقع 70 مليون طن أخرى. وتجتمع المنظمة في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في فيينا.

ويتشكك متعاملون في القطاع في احتمال قيام روسيا بعمل أي شيء يذكر لتعزيز الأسعار نظرا لأنها لم تساهم حتى عندما وعدت بخفض الصادرات لمساعدة «أوبك» في كبح انخفض الأسعار في مطلع العقد الأول من القرن الحالي.

وروسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين للخام في العالم إلى جانب السعودية والولايات المتحدة واقترب انتاجها في الشهر الماضي من أعلى مستوياته منذ انهيار الاتحاد السوفيتي البالغ 10.6 مليون برميل يوميا.

ويقول محللون إن «أوبك» بحاجة لخفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا لدعم أسعار الخام.

وقدر «نوفاك» أن المعروض الحالي بالسوق يزيد بواقع 700 ألف إلى 800 الف برميل يوميا عن الطلب، وأضاف أن بلاده تخطط لإبقاء الانتاج عند حوالي 520 مليونا إلى 525 مليون طن سنويا (10.4-10.5 مليون برميل يوميا) حتى عام 2020.

وأضاف «القيام بخفض سريع أو زيادة سريعة أمر مستحيل عمليا، انتاجنا النفطي له سمات خاصة».

كان «نوفاك» قال الأسبوع الماضي إن موسكو تدرس خيار خفض انتاج الخام لكنه أضاف أنه لم تتم الموافقة على هذا الاجراء حتى الآن.

 

رئيس روسنفت الروسية يزور فيينا لمحادثات مع أوبك

في سياق متصل، يصل إيجور ستشين رئيس شركة روسنفت الروسية العملاقة المملوكة للدولة لفيينا اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بينما تتحسب السوق إزاء رد فعل السعودية تجاه تهاوي أسعار النفط.

ومن المتوقع ان يجتمع ستشين مع مسؤولي أوبك وسط تلميحات من موسكو بأنها قد تخفض الانتاج أو الصادرات إذا ما فعلت أوبك نفس الشيء.

وهوت أسعار النفط 30 بالمئة منذ يونيو حزيران لتقل عن 80 دولارا للبرميل بفعل تخمة في المعروض العالمي نتيجة زيادة انتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة وضعف الطلب جراء التباطؤ الاقتصادي في الصين وأوروبا.

وهناك انقسام بين مراقبي سوق النفط بشأن نتيجة الاجتماع كما تتباين التوقعات بين خفض كبير يدعم الأسعار وخفض بسيط وصولا إلى الإبقاء على الانتاج عند مستواه الحالي.

ولم تفصح السعودية عن نواياها في الأسابيع الأخيرة وتركت السوق في حيرة.

وتجتمع أوبك يوم الخميس ووصول النعيمي إلى فيينا قبل ثلاثة أيام من موعد الاجتماع يشير إلى أنه يتأهب لمحادثات مطولة مع نظرائه وربما مع ستشين.

ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصادر قولها أن روسيا قد تقترح خفص انتاجها بنحو 300 ألف برميل يوميا العام المقبل في حين تتوقع أن تخفض أوبك الانتاج بواقع 1.4 مليون برميل يوميا .

وموافقة روسيا على خفض الانتاج تعني مساندتها للصقور في أوبك مثل فنزويلا الذين يضغطون بشدة على السعودية لخفض الامدادات.

لكن المتعاملين في القطاع يشكون في أن تأخذ روسيا أي خطوة مهمة لدعم الأسعار.

وتوترت العلاقات بين موسكو وأوبك بعد أن تعهدت روسيا بخفض الانتاج تمشيا مع قرار مماثل لاوبك في مستهل العقد الماضي ولكنها لم تف بتعدها بل وزادت صادراتها.

وقال موقع وزارة النفط الإيرانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بالهاتف مساء الاثنين واتفقا علي "ضرورة التعاون لصالح أسواق النفط". 

 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أسعار الخام اجتماع أوبك السعودية العراق الإمارات روسيا

توقعات بنزول أسعار النفط إلى 60 دولارا ما لم تخفض أوبك الإنتاج

«أوبك» تعلن تراجع الطلب مليون برميل يوميا فى العام المقبل

«أوبك» تترنح!!

احتدام الخلاف بين أعضاء أوبك فى ظل تراجع أسعار النفط

«أوبك» تتوقع انخفاض إنتاجها في 2015 ليصل إلى 29.5 مليون برميل يوميا

أوبك: السعودية والإمارات والكويت قد تخفض إمدادات النفط