أعلنت المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، أنها «أبقت على إنتاجها من الخام من دون تغيير يذكر في شهر أكتوبر/تشرين الأول»، وذلك في أحدث مؤشر على عدم تقليص للإمدادات حتى الآن، في الوقت الذي وصل فيه انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى له على مدى أربع سنوات.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، في تقرير شهري صدر يوم أمس الأربعاء، إن: «الطلب على خاماتها سيتراجع إلى 29.20 مليون برميل يومياً في العام المقبل، بانخفاض نحو مليون برميل يومياً عن مستوى الإنتاج الحالي».
وأشار التقرير الذي نشرته وكالة رويترز إلى أن «السعودية أبلغت أوبك بإنتاج 9.69 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة مع 9.704 مليون برميل يومياً في سبتمبر/أيلول».
ويُعد هذا آخر تقرير شهري للمنظمة قبل اجتماع وزراء نفط دول «أوبك» في فيينا يوم 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لمناقشة انخفاض الأسعار ومستويات الإنتاج.
هذا وأبقت «أوبك» على توقعاتها الرئيسية للعرض والطلب في سوق النفط العالمية عامي 2014 و2015 من دون تغيير، وكان أعضاء في أوبك منهم الكويت قالوا إنه من غير المحتمل إجراء خفض في الآنتاج في الاجتماع القادم للمنظمة لكن بعض المندوبين بدأوا يتحدثون بشكل غير رسمي عن ضرورة اتخاذ إجراء ما لكنهم يشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق لن يكون سهلا.
وفي السياق ذاته، قال وزير النفط السعودي «علي النعيمي» يوم الأربعاء، إن المملكة ستضاعف انتاجها من الغاز الطبيعي بحلول العام 2030 لكنها تخطط للاحتفاظ به كله في الداخل لتغذية النمو المحلي.
وأبلغ «النعيمي» حشدا من وزراء الطاقة والمديرين التنفيذيين في مؤتمر للغاز الطبيعي في منتجع أكابولكو المكسيكي المطل على المحيط الهادي: «في غضون العقد المقبل ستضاعف السعودية إنتاجها من الغاز الطبيعي ليصل إلى أكثر من المثلين».
وقال إن المملكة ستكرس ثروتها من الغاز للاستخدام المحلي لتلبية حاجاتها المتزايدة من الطاقة بما في ذلك توليد الكهرباء وتحلية المياه وأيضا تطوير صناعتها المتنامية من المعادن، وأضاف أن «السعودية حاليا ليس لديها أي خطط لتصدير غازها أو الدخول في نشاط (الغاز الطبيعي المسال)».
وفي أول تعليقات علنية له منذ أن هبطت أسعار النفط العالمية إلي ادنى مستوياتها قرب 80 دولارا للبرميل أكد «النعيمي» مجددا سياسة المملكة الطويلة الامد للسعي إلى استقرار الاسواق العالمية رافضا الحديث عن «حرب أسعار» لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال النعيمي ان تقديرا «متحفظًا» لاحتياطيات المملكة من الغاز هو 300 تريليون قدم مكعبة، وفي حين قال «النعيمي» أن النفط الخام سيبقى مصدر الطاقة للاقتصاد العالمي «لعقود كثيرة قادمة»، إلا أنه أضاف أن الأهمية المتزايدة للغاز الطبيعي هي «موضع ترحيب».