صحيفة «السياسة» الكويتية أسندت افتتاحيتها تحت عنوان «مبروك لمملكة البحرين» للكاتب سعود السمكة جاء فيه:
بقدر الفرح والبهجة اللتين يشعر بهما المرء إزاء العرس الديمقراطي الذي تعيشه الشقيقة مملكة البحرين لما سيعود على البلاد من خير إزاء صنع القرار البحريني الذي سيخرج معجونا بإرادتين, الحكومية والشعبية, مما يزيده رشدا وحكمة بقدر ما يحزنه أسلوب المقاطعة الذي لا ينم إلا عن موقف سلبي لا ينعكس على الدولة بقدر ما ينعكس على أصحابه!
وأضافت الصحيفة «كنا نسمع في السابق ما تطرحه المعارضة عن أن القرار محتكر عند سلطة واحدة, وبالتالي فإن فرص الإصلاح معدومة كون الجانب الشعبي لا يشارك في إخراج هذا القرار وحين مدت هذه السلطة يدها لهذه المعارضة كي تتفضل وتشارك في إدارة شؤون البلد نراها تحجم عن هذه المشاركة بحجج مرسلة لا أساس لها على ارض الواقع, من مثل هذه الحجج ما سمعت من احدهم عبر إحدى الإذاعات أن هذه الانتخابات شكلية ولن تعبر عن المشاركة الشعبية الحقيقية, هكذا يقول وقبل أن تبدأ الانتخابات وتعلن النتائج ويبدأ العمل حتى يحكم الناس أن كانت هذه الانتخابات شكلية أم عملية!».
وتؤكد الصحيفة أن مثل هذا الموقف لا يعبر عن قضية وطنية ولا عن مشروع سياسي, ولا حتى طموح تنموي أو بادرة تعبر عن حسن النوايا للأسف الشديد, بل هو موقف مبدئي من نظام الدولة الذي تبايع عليه البحرينيون عبر تاريخهم الطويل, وهنا نسقط حجة المشاركة التي يقولون انها مجرد انتخابات شكلية أمام هذا الموقف المبدئي! فالذي لديه مشروع سياسي يحمل في طياته أفكارا عملية للإصلاح لا يقاطع, بل يشارك ويتقدم بما لديه من أفكار لتناقش تحت قبة البرلمان, ويصوت عليها وفق إجراءات ومضامين الدستور واللوائح المنظمة لذلك, ثم في حال الموافقة عليها تدخل في قنوات التنفيذ.
وترى الصحيفة أن الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم ليست قائمة على نسق واحد, بل النظم الانتخابية تختلف من بلد إلى آخر كذلك هي لم تكتمل وتنضج في يوم وليلة, بل تعرضت لعقبات وعراقيل وأزمات وتباينات شديدة بين الأحزاب, لكن أحدا من هذه الأحزاب أو المكونات, لم يلجأ للمقاطعة لسبب أن قطار الدولة الذي يحمل الأغلبية سوف لن يتوقف بسبب مقاطعة الأقلية المقاطعة التي لا تريد أن تستقل القطار.
