الأمير «متعب» يؤكد أن زيارته لواشنطن ساهمت في تعزيز التعاون الدفاعي الأمني

الأربعاء 26 نوفمبر 2014 07:11 ص

أكد وزير الحرس الوطني السعودي الأمير «متعب بن عبدالله» أن زيارته الأخيرة إلى واشنطن ساهمت في تعزيز التعاون الدفاعي والأمني، مؤكدا قبل عودته إلى الرياض أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر» مع واشنطن حول الموقف من نظام «الأسد» في سوريا، وأن المملكة تدعم المفاوضات الدولية مع إيران.

وقال الأمير «متعب» عن زيارته الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة أن «جميع اللقاءات كانت أكثر من ودية واتسمت بالصراحة التي تتطلبها الظروف الراهنة .. ولأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في موضع قيادي في العالم الإسلامي والعربي وتقع على عاتقها مسؤوليات عدة أهمها حماية مصالح الدول الإسلامية والعربية».

وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وزير الدفاع «تشاك هاغل» الذي -استقال من منصبه قبل يومين- بغرض «التشاور مع الأطراف الدولية المعنية بأمن المنطقة واستقرارها».

ولخص النتائج الأبرز للزيارة بتبادل الآراء ووجهات النظر بشكل مباشر مع المسؤولين في الإدارة خصوصاً في ظل الوضع الأمني المتدهور على المستوى الإقليمي.

وعن وزارة الحرس الوطني قال: «إن تعاون وزارة الدفاع الأميركية مع الحرس الوطني أمر حيوي وبدأ منذ العام 1973»، مشددا على أن خادم الحرمين الشريفين أبدى اهتماما خاصا بتطوير قدراته وتعزيز موقعه ضمن هيكلة القوات العسكرية في المملكة عموماً.

كما أكد الوزير على العلاقة التاريخية القائمة بين البلدين، قائلا: «نحن نقدر أن الولايات المتحدة دولة لها مصالحها الواسعة، ولها حسابات إستراتيجية قد لا تتطابق أو تتوافق مع حساباتنا دائماً، أو مع رغباتنا في بعض الأحيان، لكن من واجبنا أن ندافع عن مصالحنا، كما أنه من منطلق صداقتنا مع الولايات المتحدة من واجبنا شرح وجهات نظرنا وتوضيح الجوانب التي قد لا يدركها الطرف الآخر، وهذا يساهم في وجود رؤية مشتركة للتعامل مع القضايا».

وأعرب الأمير «متعب» عن أمله «بفهم أمريكي أعمق وأكثر واقعية للتحديات التي نواجهها على المستوى الإقليمي في سورية، والعراق، واليمن، وباقي أجزاء العالم العربي»، مضيفا: «مع ذلك ندرك في الوقت نفسه أن الوضع الأمني الإقليمي أصبح خطيراً، ولا بد من اتخاذ قرارات جريئة تتعامل بشكل واقعي مع حجم وخطورة الأزمات التي تواجهها المنطقة».

وأكد الأمير «متعب» على «تطابق وجهات النظر» في ما يتعلق بالموقف الأميركي من نظام الرئيس السوري «بشار الأسد«، قائلا: «موقف المملكة واضح في هذا الصدد ومضمونه أنه لا حل أو تسوية أو محاربة الإرهاب بشكل فعال في سوريا وعموم المنطقة من دون الاتفاق على مبدأ تغيير النظام في سوريا لكون هذا النظام يمارس الإرهاب ويوفر بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهذا ما لمسته من الرئيس باراك أوباما».

وفي الملف النووي الإيراني، قال الأمير «متعب» إن «هذه قضية معني بها أولاً المجتمع الدولي بكامله، فهي ليست قضية إقليمية فقط، لأن مخالفة أي دولة لنصوص والتزامات معاهدة دولية مثل معاهدة حظر الانتشار النووي لها تبعاتها السلبية الخطيرة على الأمن والاستقرار الدولي». وشرح موقف المملكة بأنها «تقف وبشكل كامل مع الجهود الدولية لتسوية هذا الخلاف»، مضيفا: «نحن على أمل كبير في إمكانية التوصل إلى تسوية ديبلوماسية تضمن التزام إيران الشامل والكامل والمستمر بنصوص الاتفاقية التي تحرم تطوير أو امتلاك قدرات نووية للأغراض العسكرية».

وأكد أن «المملكة دعمت المسار التفاوضي على أمل أن يتمكن هذا المسار من فرض إرادة المجتمع الدولي على إيران، ومنح جيران إيران الإقليميين وباقي دول العالم ضمانات فعالة بتخلي طهران عن طموحاتها النووية العسكرية، وانطلاقاً من ذلك فإن المملكة تقف كباقي أعضاء المجتمع الدولي في انتظار نتائج المسار التفاوضي، وسيكون حكمها مرهوناً بالنتائج وطبيعة الاتفاقية التي سيتم التوصل إليها».

وقد أجرى الأمير «متعب»، عددا من الاجتماعات في الكونغرس الأميركي، والتي شملت شخصيات في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، في إطار زيارته الرسمية للولايات المتحدة، التي استهلها بلقاء الرئيس الأميركي «باراك أوباما».

وتحدث الأمير «متعب» إلى أكثر من 200 من المدعوين، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال «مارتن دمبسي»، والسيناتور «جون ماكين»، ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي «ايد رويس». مؤكدًا أن اجتماعاته في العاصمة الأميركية كانت مثمرة، وأن لقاءه بالرئيس الأميركي كان إيجابيًا، مبديًا فخر السعودية بأن لديها عددًا كبيرًا من الأصدقاء في العاصمة الأميركية.

وشدد على أن الصداقة بين السعودية والولايات المتحدة تستطيع أن تنجز الكثير، «وأن العمل معًا يحقق السلم في العالم».

وأوضح وزير الحرس الوطني السعودي أن المملكة تولي اهتماما كبيرا للوضع في اليمن ولديها علاقات تعاون قوية سياسية وعسكرية مع اليمن، قائلا: «لقد ناقشت الوضع في اليمن مع الرئيس أوباما ووجدت قدرا كبيرا من التفهم والأفكار المتقاربة وأتمنى أن نصل إلى نهاية للمشكلات في اليمن».

من جانب آخر، التقى الأمير «متعب» بعدد من الطلبة السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة، وناقش معهم ضرورة الاستفادة من فرص التعلم والتدريب داخل المؤسسات الأميركية وشدد على ضرورة تذليل أيه صعوبات يمكن أن يواجهها الطلبة السعوديون، كما التقى «فرانك جراس» مدير الحرس الوطني الأميركي.

وقال بيان لمجلس الأمن القومي، في البيت الأبيض، إن «أوباما أكد، خلال لقائه الأمير متعب، الشراكة القوية والمستمرة بين البلدين، معربا عن تقديره لإسهام السعودية في الجهود الدولية لمكافحة «الدولة الإسلامية»، كما نوه بالدور السعودي في المحافظة على السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك اتصالات السعودية الأخيرة بالحكومة العراقية الجديدة».

كما قال البيان إن «أوباما» و«متعب» ناقشا جهود إعادة الاستقرار لليمن، والجهود الدولية لمكافحة فيروس «إيبولا»، والوضع الراهن للمفاوضات النووية مع إيران في إطار مجموعة «5 +1».

وكان الأمير «متعب بن عبدالله» وزير الحرس الوطني قد وصل العاصمة الأميركية واشنطن منتصف الأسبوع الماضي تلبية لدعوة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي – المستقيل- «تشاك هاغل»، وكان في استقباله لدى وصوله لقاعدة أندروز الجوية الأميركية كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة «عادل الجبير» وأعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية بواشنطن.

المصدر | الخليج الجديد+الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية الأمير متعب خادم الحرمين الملك عبدالله سوريا نظام الأسد العراق اليمن إيران الولايات المتحدة واشنطن أوباما

الأمير «متعب»: المملكة ملتزمة بتدريب المعارضة السورية ”قريبا“

«متعب بن عبدالله»: العمل بين السعودية والولايات المتحدة «يحقق السلم في العالم»

الأمير متعب بحث مع أوباما الأوضاع في المنطقة .. ويلتقي اليوم وزير الدفاع وأعضاء الكونجرس

«مجتهد»: الأمير «متعب» يزور أمريكا للتنسيق مع حلفائه ضد «محمد بن نايف»

«مجتهد» يكشف تفاصيل شراء «بن زايد» لأمراء سعوديين علي رأسهم «متعب بن عبدالله»