مفاجأة الانضمام لـ«الدولة الإسلامية» .. ليس كل ما يتمناه المرء يدركه

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 09:12 ص

لم يكن سوى مجرد شخص يقوم بتنظيف المراحيض وجلب الماء لمتشددي «الدولة الإسلامية»، إنه ذلك الجهادي الهندي الذي قطع الطريق متحملاً معاناته وعقباته متجهًا إلى العراق للانضمام إلى المسلحين هناك لكنه عاد الآن الى وطنه بخيبة أمل بعد أن اكتشف أنه صار «بوّابًا» عظيمًا أكثر من كونه مقاتلاً يُشار له بالبنان كما كان يأمل.

«أريب مجيد» (23 عامًا) طالب الهندسة خرج من مدينة «مومباي» الهندية مع ثلاثة رفاق له في أواخر مايو/أيار الماضي متجهًا إلى العراق للانضمام لما يُعرف باسم «الدولة الإسلامية» كما تُسمّي نفسها، أو «داعش» كما يحلو لوسائل الإعلام تسميتها، لكنه عاد الجمعة الماضية إلى مدينته لتعتقله السلطات الهندية على الفور وتوجّه له تهم تتعلق بالإرهاب.

المسلحون الإسلاميون الذين يعبرون الحدود من من باكستان المجاورة يسببون صداعًا مُزمنًا للحكومة الهندية، والتي أصبحت أكثر قلقا بشأن التهديد الذي يشكله المحاربون المحليون الذين يصعب تحديدهم وإلقاء القبض عليهم.

«مجيد» وثلاثة من أصدقائه جميعهم من مدينة «مومباي» تبنّوا الفكر المتشدد عن طريق الإنترنت، وتمكنوا من الحصول على معلومات الاتصال بشخص يُدعى «أبو علي»، وفور وصولهم «الموصل» العراقية اتصلوا به ليخبروه بوصولهم وما هي الخطوة التالية لهم. كان في استقبالهم مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من أحد المساجد، والذين استقلوهم في سيارة إلى خارج المدينة حيث مكان مجهول لتلقي دورة تدريبية استمرت خمسة وعشرين يومًا، كانت كلها باللغة الإنجليزية على حد قول «مجيد».

وخلال التحقيق معه فور عودته؛ قال «مجيد» إنه تدرب هو ورفاقه على بندقية من طراز (إيه كي-47) وأسلحة أخرى لا يعرف نوعيتها، لكنه بعد انتهاء التدريب اعتبرت الجماعة السنية المتشددة الشباب الهندي ضعيف البنيان ولا يقوى على مهام القتال. ولم يستغرق «مجيد» وقتًا طويلاً ليدرك أنه قد خُدع، وأن المهمة العظيمة التي قطع لأجلها كل هذه المسافة قد تبخرت، وسيقتصر الجهاد الذي جاء لأجله على عمل روتيني ممل من التنظيف ومساعدة أولائك الذين يقومون بالقتال في أرض الميدان.

وبحسب صحيفة «تايمز أوف إنديا» فقد نقل مسئولون في الهند عن «مجيد» قوله إنّ «لا توجد حرب مقدسة، ولا حتى قراءة لآياتٍ من الكتاب العظيم. مقاتلي الدولة الإسلامية اغتصبوا امرأةً مراتٍ عديدة».

لقد أصاب «مجيد» الإحباط وخيبة الأمل بسبب نمط حياة «الخلافة»، ومن ثمّ قرر العودة إلى وطنه بعد إصابته برصاصةٍ وبقائه دون علاج لمدة ثلاثة أيام. وليس من الواضح معرفة سبب إصابته بطلق ناري في الوقت الذي كان يعمل فيه بوابًا أو حارسًا كما قال خلال التحقيقات.

وأضاف خلال التحقيق معه «توسّلتلهم من أجل العلاج وأخيرًا نقلوني إلى المستشفى. لقد كنت أعالج نفسي، ولكن الإصابة كانت تزداد سوءًا نظرًا لعدم توفر علاج مناسب أو حتى أغذية داخل المخيمات التي كنّا نقيم بها».

بعد نقله للمستشفى تمكن «مجيد» من السفر إلى تركيا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني واتصل بوالده الذي يعمل طبيبًا في مدينة مومباي. وعلى الفور اتصل والده بــ«وكالة التحقيق الهندية الوطنية» وجهات حكومية أخرى وأطلعهم على الأمر ليبدأوا عملية ترتيب عودته إلى وطنه. ولا تزال التحقيقات مع «أريب مجيد» جارية لمعرفة الأسباب التي دفعته للانضمام إلى هذا التنظيم المسلح الذي يعمل في سوريا والعراق.

التشدد الذي وصل إليه «مجيد» ودفعه إلى السفر للانضمام إلى «الدولة الإسلامية» كان مسار نقاشٍ واسع لوسائل الإعلام المحلية الهندية طوال الفترة الماضية. ولا زالت «وكالة التحقيق الهندية الوطنية» تبحث مصير ومكان وجود الشبان الثلاثة الآخرين الذين فروا من الهند مع «مجيد» الربيع الماضي.

وقبل مغادرته إلى العراق؛ تحدث «مجيد» مع عائلته بنبرة المستنكر لما يعيشون فيه من رفاهية بينما آخرون يعانون في العراق وسوريا. لكنه عاد مُجددًا إلى مدينته «مومباي» ليواجه تهمًا تتعلق بالإرهاب، وينظر إلى صورته في المرآة ليتذكر أنه ذلك الفتى الذي كان يجلب الماء لعناصر «الدولة الإسلامية» ويقوم على تنظيف المراحيض، ومن ثمّ يعلم أن نمط الحياة السهلة القديمة ربما ليست سيئة للغاية.

المصدر | سيوبهان أوجريدي، فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

المقاتلون العائدون المقاتلون الأجانب أريب مجيد الدولة الإسلامية الهند

افتتاحية نيويورك تايمز: خطر الجهاديين الأجانب

«أمن الدولة» يحقق مع كويتي عائد من القتال في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»

ماليزيا: اعتقال شاب وفتاة انضما لـ«الدولة الإسلامية» ... والفرنسيون هم الأكثر شغفا بالتنظيم

قيود أوروبية مشددة تحول دون انضمام جهاديين لتنظيم «الدولة الإسلامية»