عبدالرحمن الراشد: «مبارك» ديكتاتور غبي لكنه لم يكن دمويا

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 04:12 ص

قال الإعلامي السعودي «عبدالرحمن الراشد»، رئيس تحرير سابق لصحيفة «الشّرق الأوسط» ومدير عام قناة «العربيّة» المستقيل إن الرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك» رئيس مصر المعزول مجرد رمز للماضي، ولم يمثل لحظة خطرا على النظام الجديد، كونه بلا قوة مجتمعية، ولا تيار سياسي حقيقي، وفقا لتعبيره.

وأضاف «الراشد» أن «مبارك» مات بالفعل سياسيا قبل اعتقاله في فبراير/شباط عام 2011، نتيجة إجماع القوى المختلفة ضده، وعلى رأسها مؤسسة الجيش، وأصبح خروجه نهائيا، ولم يوجد وهم في عقل أحد باحتمال عودته، ولهذا السبب كانت هناك توقعات بالإفراج عنه منذ بداية اعتقاله، لكنه بقي موقوفا إلى اليوم، وربما يموت على سرير سجنه إن لم تحكم المحكمة بجواز الإفراج عنه وولديه.

وتابع «الراشد» أنه بالرغم من وجود أصوات ودعوات طالبت بتبني مصالحة سياسية خلال فترة الحكم الانتقالية، إلا أن أول رئيس مصري منتخب «محمد مرسي»، قرر بدلا من إصدار عفو عام يدشن به عهدا جديدا خاليا من الانتقام، ويفتح الباب لمصالحة واسعة، رفض الدعوة ومنح العفو فقط للمحكومين والموقوفين من رفاقه من الإخوان المسلمين، على حد قوله.

وزعم «الراشد» أن عهد «مرسي»، الذي دام عاما واحدا، انشغل بالصراع على السيطرة على القضاء، والنيابة العامة، وملاحقة الخصوم أمنيا وقضائيا، حتى انهار النظام منهكا من المعارك، وتراكم العداوات، وانشغاله بالخصومات عن إدارة خدمات الدولة.

وقال إنه من الطبيعي أن يستنكر فريق من المصريين الحكم ببراءة «مبارك»، وربما الإفراج عنه لاحقا، وفريق آخر يرفض الاستمرار في اعتقاله، فالتنازع على التاريخ القريب، وما يعنيه من شرعية أو نزعها.

وقد استنكر «الراشد» اعتقال «مبارك» في البداية، بحجة أنه أعلن تنحيه عن السلطة ولم يشأ تحدي الثوار، بعد أن انحاز الجيش ضده، وجنب خروجه السريع البلاد الفوضى والانقسام؟، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن معظم الأنظمة التي افتتحت عهودها بالاقتصاص فشلت في تحقيق الاستقرار لزمن طويل، من الثورة الفرنسية إلى البلشفية، والانقلابات العسكرية العربية، وأحدثها ما يقع من اقتتال في العراق نتيجة اجتثاث الرئيس العراقي السابق «صدام حسين» ومن معه، في حين حقق «نيلسون مانديلا ليس إسقاط النظام العنصري الفاشي الأبيض في جنوب أفريقيا، بل الأعظم من ذلك؛ حقق التعايش بين الفئات المختلفة، واكتفى بتقديم المذنبين لمحكمة الاعتراف والاعتذار.

وأضاف أن «مرسي» الذي تشدد في ملاحقة نظام «مبارك، سهل على خصومه ومنافسيه أن يفعلوا به الشيء نفسه، في الثورة الثانية، مدعيا أن حقد «مرسي» وهمه الوحيد بالانتقام والجلوس على الكرسي السلطوي نفسه، هو الذي قضى على نظام «الإخوان».

ورجح «الراشد» أن «مبارك» لن يعمر طويلا ليستمتع بحريته، إن أطلق سراحه، فالرجل مريض منذ العقد الماضي، ومرضه الطويل من أسباب ضعفه الذي سهل انهيار الدولة التي كانت تقوم عليه، وعلى ولده «جمال».

ووصف «الراشد»، «مبارك» بـالديكتاتور الغبي، إلا أنه لم يكن رجلا دمويا، كما يشاع، موضحا أن غباؤه في عجزه عن إدراك اللحظات التاريخية التي كان يمكن أن ينقل فيها مصر إلى نظام مدني ديمقراطي يخلد اسمه ويحقق ما عجز عنه 3 رؤساء سبقوه، في إشارة منه إلى ما وصفه بقرار «مبارك المتأخر» بإقرار نظام الانتخاب الرئاسي بدلا من الاستفتاء، عام 2005، بسبب الضغوط الغربية عليه، ثم احتال عليه باختيار أسلوب الإقصاء والتزوير للبقاء رئيسا لتصبح الثورة عليه نتيجة محتملة.

وتابع «الراشد» أن «مبارك» كان فرديا، سلطويا، متشبثا، مراوغا، لكنه لم يكن دمويا كما شهدنا في بقية أرجاء المنطقة، وما استمرار الملاحقات والمحاكمات إلا علامة على اضطراب الوضع السياسي، ومن دون مصالحة سيتعب المجتمع المصري، على حد تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر مبارك مرسي الإخوان

النائب العام المصري يقرر الطعن على حكم بعدم جواز محاكمة مبارك

براءة «مبارك» وأعوانه تعيد وهج الثورة وتسطر الحروف الأولى لشهادة وفاة الانقلاب

براءة مبارك إهانة للشعب المصري ودماء الشهداء ووأد للثورة المصرية وإعادة مصر لعصر الظلمات

المخلوع «مبارك» يشيد بـ«قيادة السيسي الحكيمة» ويطالب المصريين بدعمه