قال الكاتب السعودي «جاسر الجاسر» في مقال له إن السعوديين لا متعة لهم سوى كرة القدم، فكل المسارات الأخرى مغلقة، حتى إن اجتماعهم على رصيف يثير ريبة «الهيئة»، ولا يعرفون المسرح سوى لسماع الخطب والمحاضرات، ولا يجتمع أكثر من ثلاثة لمشاهدة فيلم سينمائي فلا مكان يتسع لزيادة.

وأضاف «أن الشيء الوحيد الذي يتجمهر حوله السعوديون، إضافة إلى الحوادث المرورية، هي مباريات أنديتهم، أما العلامة الوطنية الوحيدة المعلنة فهي مباريات المنتخب، ومع ذلك يخرجون منها بحزن من شاهد تكفين ميت!».

وتابع «الجاسر» قائلا: «جميع المدربين الذين تركوا بصماتهم في كل مكان يأتون السعودية ليعودوا بوصمة الفشل والخيبة على جباههم، فالوعود بالإنجاز لا تتغير وإن تبدلت الألسنة الناطقة بها، والنهايات المخيبة سمة ثابتة في كل مرحلة، ولم يسبب «لوبيز» الخسارة، فهو مجرد مكفول لم يستطع فهم رغبات كفيله وكيفية تلبيتها، وإن كان سيئا فهو جاء وفق رغبة الكفيل وبراعته في الانتقاء، وهو مجرد ضحية لحق بطابور زملائه السابقين، بينما الكفلاء دوماً على حق».

وأوضح أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد مر عليها رؤساء عدة، وتمتع اتحادها الكروي بحيثية انتخابية لا يعرفها مجلس الشورى وعمداء الكليات، وأقالت من المدربين أكثر من أهداف مباراة ألمانيا، على حد تعبيره.

وقال «الجاسر» إن المنتخب السعودي كان روحا وطنية، فأضحى ميدان صراع وتجاذبات جعل النادي أولى من الوطن، وبدلاً من أن يكون راية التفاف أصبح رايات متنازعة مدعوماً بالخسائر المتوالية، فأصبح كل طرف يتهرب من شماعة الأخطاء ويعلقها على الطرف الآخر، مضيفا أن إقالة «لوبيز» ليست الحل، بل هي هرب مألوف.

وأشار الكاتب إلى أن الخاسر الوحيد هو الجمهور الذي لا يعرف سوى الكرة متنفساً، ومع ذلك يجدها تورثه الحسرات والخيبات، فهو ضحية مثل المدربين واللاعبين لأن معنى الفعل والفاعل لا يحدده المنطق في ما يبدو، لافتا أن خطط الآخرين ناجحة، بينما تفشل خطط المنتخب السعودي الذي أصبح شعاره الثابت: «راح المدرب... جاء المدرب».

وقد أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل أيام عن إقالة مدرب الأخضر، الإسباني «لوبيز كارو»، عقب الاجتماع الذي عقده الاتحاد الجمعة في مدنية جدة على ساحل البحر الأحمر، بحسب ما أفادت «وكالة الأنباء السعودية الرسمية» (واس).

وكان المنتخب السعودي قد خسر أمام قطر في بطولة كأس الخليج 22، بعد أن فاز المنتخب القطري في المباراة الختامية للبطولة التي أقيمت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، بهدفين مقابل لاشيء، ما عزز الاستياء في الشارع السعودي من المدرب الاسباني.