توفر هذه اللعبة الجميلة مساحة نادرة للصراحة والنقد
الإيكونومست - ترجمة: الخليج الجديد
في أي حالة أخرى، فإن حشدا من آلاف السعوديين الهاتفين والمشجعين سيتم القفز عليه وإسكاته سريعا بواسطة قوات الأمن لمكافحة الشغب. لكن ما بين أسبوع وآخر، يهتف المواطنون السعوديون في الملاعب بجميع أنحاء المملكة لفرق رياضية مثل الهلال والنصر، وكلاهما في العاصمة، الرياض. يقول أستاذ جامعي سعودي: «لقد برزت كرة القدم (في السعودية) كمنطقة نادرة لحرية التعبير».
كرة القدم هي النشاط الوحيد الذي يمكن أن تتأثر فيه العائلة المالكة بالضغط الشعبي وبشكل واضح. في عام 2012، شعر الأمير «نواف بن فيصل» أنه ملزم بالاستقالة من منصبه كرئيس للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم عندما انقلب السعوديون العاديون ضده بعد أن أخفق منتخب كرة القدم السعودي في التأهل لدخول نهائيات كأس العالم في البرازيل في 2014.
في السنة الماضية، حاول المشجعون المتحمسون لنادي النصر الإطاحة برئيس النادي، الأمير «فيصل بن تركي»، بعد سلسلة من الهزائم. فشلت المحاولة، لكن هذه الحملة، التي شنتها وسائل التواصل الاجتماعي، كانت مثالا نادرا من السعوديين في القدرة على التعبير عن سخطهم علنا وبشكل حر.
ربما كان انتخاب رئيس اتحاد كرة القدم هو الحالة الأكثر حرية في المملكة، التي بالكاد تسمح بالتصويت الحر حول أي شيء له قيمة أو أهمية جوهرية. بعد استقالة الأمير «نواف بن فيصل»، تم انتخاب الكابتن «أحمد عيد الحربي» لإدارة اتحاد كرة القدم السعودي. والرئيس الجديد هو حارس المرمى السابق، وهو ليس فقط أول شخص من عامة الشعب يتولى مسؤولية هذا الموقع، بل هو أيضا صاحب بشرة داكنة اللون، الأمر الذي يزدريه كثير من السعوديين.
حكام المملكة العربية السعودية يخشون التجمعات العامة، وبشكل خاص منذ اجتاحت الاحتجاجات الجماهيرية دولا كثيرة من العالم العربي في عام 2011. بدورهم، بعض رجال الدين الوهابيين، الذي يفرضون نسخة متزمتة من الإسلام ويحكمون البلاد والعباد جنبا إلى جنب مع «آل سعود»، انتقدوا هذه الرياضة باعتبارها إلهاء وصرفا للناس عن الدين.
لكن العائلة المالكة لا يمكن أن تمس الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة. فالمواطنون السعوديون سيجدون مساحة أكبر في المقاهي وعبر تويتر والفيسبوك ويوتيوب – للحديث عن أي شيء آخر (لا يريد الحكام للناس أن يتحدثوا فيه). وإذا أساء حكامهم التصرف فيما يتصل بكرة القدم، فسيخرج لهم المواطنون البطاقة الحمراء. ■
