جددت «حركة النهضة» التونسية موقفها من انتخابات الرئاسة، حيث أعلنت عدم دعم مرشح بعينه في جولة الإعادة ودعت أنصارها وعموم الشعب التونسي لاختيار الأنسب لإنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة. 

وأكد بيان صادر عن مجلس شورى «حركة النهضة» على أهمية الانتخابات باعتبارها ممارسة ديمقراطية واستحقاقا وطنيا توّجا نجاح تجربة البلاد في الانتقال الديمقراطي ووضعا تونس على طريق تحقيق الاستقرار وترسيخ الديمقراطية.

وصدر ذلك البيان بعد انعقاد مجلس شورى «حركة النهضة» في دورته 32 يومي السبت والأحد الماضيين وذلك لتحديد موقف الحركة من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.

وقرّر المجلس مواصلة اعتماد الموقف الذي اتخذته الحركة في الدور الأول والذي دعت فيه أبناءها وعموم الناخبين إلى انتخاب المرشّح الذي يرونه مناسبا لإنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة في الحريّة والديمقراطيّة والعدالة على أن تواصل المؤسسات دراسة الموضوع لتعلن الحركة موقفها النهائي خلال الأيام القادمة، نظرا لأهمية تلك الانتخابات ودقة المرحلة، بحسب البيان.

ودعا البيان أبناء الحركة وعموم الناخبين في الداخل والخارج إلى المشاركة المكثّفة في الانتخابات والحرص على سلامة العمليّة الانتخابيّة وتأمين نزاهتها وشفافيتها حتّى تعبّر بصدق عن الإرادة الشعبية.

وشدد البيان على حرص الحركة على المصلحة العليا للبلاد وتمسّكها بالوحدة الوطنيّة وتثبيت السلم المجتمعي ودعوة الجميع إلى الابتعاد عن كلّ ما قد يقسّم التونسيين أو يكرّس الاستقطابات والتجاذبات الحادة.

كما ركز البيان على التزام الحركة بالتعاون مع الرئيس الذي سينتخبه التونسيون خدمة للمصالح العليا لتونس.

وقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، نهاية الشهر الماضي أن إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لم يعد ممكنا في 14 ديسمبر/كانون الأول، بعد أن تقدم «منصف المرزوقي» بطعون في النتائج الأولية التي أظهرت تقدم «الباجي قائد السبسي»، وبهذه الطعون ستجرى الانتخابات في 21 ديسمبر/كانون الأول، أو 28 من نفس الشهر على أقصى تقدير إذا تم استئناف قرار المحكمة.

وكانت النتائج الأولية التي قدمتها هيئة الانتخابات قد أظهرت تقدم كلاً من «الباجي قائد السبسي» زعيم «نداء تونس» بنسبة 39.4% و «المنصف المرزوقي» الرئيس الحالي بنسبة 33.4% على بقية المنافسين، ولكنهما فشلا في تحقيق أغلبية مما سيجبرهما على خوض جولة إعادة.

ومنذ إعلان الهيئة الإعادة بين «السبسي» و«المرزوقي» في الدور الأول زاد التوتر بين أنصار الفريقين مع تراشق المترشحين بالتصريحات.

وسعيا لخفض التوتر، قرر «الاتحاد العام التونسي للشغل» الاجتماع مع منظمات وأحزاب سياسية في وقت لاحق للدعوة إلى نبذ الخطب والتحريض وخوض دور ثان بشكل هادئ.