الهجمات الإسرائيلية على سوريا تهدف إلى قطع إمدادات السلاح «الإيراني» عن حزب الله

الاثنين 8 ديسمبر 2014 10:12 ص

شنت الطائرات الحربية الصهيونية هجوما جديدا استهدف مطار دمشق ومنطقتين في بلدة الديماس قرب الحدود اللبنانية، واستناداً إلى وسائل إعلام أجنبية، فقد شنت إسرائيل ما بين خمس إلى عشر هجمات جوية ضد سوريا خلال ما يقارب العامين، أخرها الغارة على بلدة جنتا قرب حدود لبنان في فبراير الماضي، في المقابل اكتفت سوريا ومعها حزب الله في ردها بالتهديدات والتحذيرات فقط، في حين تجنبا الرد بصورة مباشرة على القصف، خاصة أن «الأسد» سعيد بتحمل تحالف واشنطن العسكري عبء محاربة «داعش» علي أراضيه لصالحه مجانا.

وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان رسمي أن هناك خسائر مادية وقت في بعض المنشآت دون ضحايا، وأن هذا الهجوم الإسرائيلي يصب في مصلحة تنظيم القاعدة، ويشكل اعتداء سافراً على سوريا، فيما قال سكان في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة، ونشر ناشطون من المعارضة السورية صوراً على الإنترنت تظهر سحب الدخان وألسنة النيران الناجمة عن الانفجارات، وقال أحد سكان الديماس إن القصف أصاب المطار الزراعي في هذه البلدة التي تقع إلى الشمال الغربي من العاصمة وتخضع لسيطرة الحكومة، وتوجد بالقرب منها عدة منشآت عسكرية.

وفيما أكتفت سوريا بالشكوى لمجلس الأمن الدولي وطلب فرض عقوبات رادعة علي إسرائيل، قال محللان إسرائيليان أن سبب الهجوم هو منع نقل صواريخ جديدة وأسلحة إيرانية متقدمة لحزب الله من مطار دمشق  عبر المنطقة الحدودية، وأنه يأتي في إطار ما تعتبره تل ابيب «خطا أحمر» يتعلق بالتدخل عسكريا في حالة نقل سلاح متطور من ايران لحزب الله "ترانزيت" عبر الأراضي السورية.

وقال «عاموس هرئيل» المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس» الأحد 7 ديسمبر الجاري أن: «زعماء إسرائيل حرصوا في مناسبات مختلفة على إرسال رسائل سرية وأحياناً علنية واضحة المضمون لسوريا، بأن إسرائيل رسمت خطوطاً حمراء في الجبهة الشمالية ضد نقل منظومات سلاح متطور من سوريا إلى حزب الله، وهي مستعدة في مثل هذه الحالات لاستخدام القوة من أجل إحباط نيات الخصم»، وأن «الهجوم المنسوب إلى إسرائيل هو استمرار للسياسة المتبعة إزاء الحرب السورية».

فيما قال «عمير رابوبورت» المحلل العسكري لصحيفة «معاريف» الأحد 7 ديسمبر أنه: «استناداً إلى هذه القواعد تصرح إسرائيل بأنها لن تسمح بنقل وسائل قتالية متطورة من سورية إلى حزب الله في لبنان، لكنها لا تكتفي بالتصريحات وحدها، ولهذا نفذت سلسلة طويلة من الهجمات دمرت بواسطتها مخازن للسلاح المتطور مثل صواريخ أرض- جو من طراز أس آي 17، وصورايخ بر- بحر من نوع ياخونت»

وأضاف قائلاً: «تدخل هذه الهجمات ضمن إطار ما يسميه الجيش الإسرائيلي معركة بين الحروب، وفي الواقع، فإن عمليات إحباط تهريب السلاح ذات مغزى استراتيجي وتشمل أنحاء عدة في العالم، وتشن الهجمات من وقت إلى آخر في مناطق متعددة في أفريقيا أيضاً مثل السودان الذي يشكل محطة في طريق تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة».

وقد أشار معهد أبحاث الشرق الأوسط «ممري»، المتخصص في متابعة الإعلام العربي والفارسي، إلى أن كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني صرحوا في نهاية نوفمبر بأن إيران زودّت حزب الله بصواريخ وقذائف مداها 300 كيلومتر تصل إلى شتى أنحاء إسرائيل ويمكن أن تصل إلى مفاعل ديمونا.

ويقول المحللون الإسرائيليون أن القصف الأخير كان استثنائياً لثلاثة أمور على الأقل: (الأول) أنه جرى بعد الجهد الذي بذله حزب الله لوضع قواعد جديدة في مواجهة إسرائيل على الجبهة الشمالية؛ و(الثاني) بعد أن غيّر المجتمع الدولي أولوياته بشأن الحرب السورية (في البداية كان الهدف إطاحة الأسد وأصبح اليوم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش)؛ و(الثالث) أن هذه هي المرة الأولى التي تتحرك فيها إسرائيل ضد سوريا منذ إعلان رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» الدعوة إلى انتخابات جديدة.

لكنهم يؤكدون أن توازن الردع الذي خلقته إسرائيل تغير في فبراير الماضي من جانب حزب الله، فاستناداً إلى المصادر الأجنبية حاولت إسرائيل الهجوم على قافلة تحمل سلاحاً بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، وجرى ذلك داخل الأراضي اللبنانية وليست السورية ، وفي أعقاب الهجوم وضع حزب الله ثمناً انتقامياً، فكل عملية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية سيرد عليها. وفي الواقع، قام الحزب بمجموعة هجمات، زرع عبوات ناسفة، وأطلق صواريخ في مزارع شبعا وفي هضبة الجولان، واعتبرت هذه العمليات كنوع من الرد الانتقامي على هجوم جنتا وعلى حادثين آخرين تسببا بمقتل أعضاء من الحزب، بالإضافة إلى عمليات أخرى نُسبت إلى إسرائيل.

تحالف واشنطن يصب في مصلحة «الأسد»

ويقول المحللان الإسرائيليان أنه منذ التطور الكبير في الصيف الماضي عندما شكلت الولايات المتحدة ائتلافاً من دول عربية وغربية من أجل محاربة «داعش»، وعلى الرغم من كلام البيت الأبيض بشأن ضرورة الإطاحة بنظام الرئيس «بشار الأسد»، فمن الواضح للجميع أن جدول أولويات الإدارة الأميركية قد تغيّر، وأن «الأسد» هو أكبر المستفيدين بالتدخل الأمريكي ضد «داعش» والذي يصب في مصلحة بقائه بشكل مباشر.

فالولايات المتحدة لم تهاجم ولا مرة واحدة أهدافاً تابعة للنظام السوري طوال أربعة أعوام كان هذا النظام يرتكب فيها المذابح بحق شعبه، وفي المقابل، تشن الولايات المتحدة اليوم مئات الهجمات ضد مسلحي «داعش» في سوريا والعراق، ويبدو أن هذا هو السبب الذي منع «الأسد» من الرد على القصف الإسرائيلي، فإذا كانت الولايات المتحدة تقوم بدلاً منه بمحاربة تنظيم «داعش» الذي يمثل اليوم العدو الأول بالنسبة إليه، فلا سبب يدفعه إلى مواجهة جانبية مع إسرائيل من شأنها أن تزيد الأمور تعقيداً بالنسبة إليه.

على جانب آخر، يرى المحللان أن الأمر الأكثر صعوبة هو توقع ردة فعل حزب الله الذي أظهر خلال العام الماضي ثقة بالنفس أكبر في تحديه لإسرائيل، فلم تعد إسرائيل وحدها من يفرض قواعد اللعبة، فهناك حزب الله أيضاً، الذي بدأ يرد منذ فبراير الماضي وقام بعدد من الهجمات على الحدود الإسرائيلية وبخاصة مع لبنان، قد يتغاضى الحزب عن بعض الهجمات الإسرائيلية في سوريا ولكنه لن يفعل ذلك إذا وصلت الأمور إلى لبنان.

وتشير وسائل إعلام أجنبية إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية قبل أكثر من 3 أعوام، قامت إسرائيل عدة مرات بقصف أهداف داخل الأراضي السورية مما أدى إلى تدمير أسلحة متطورة قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غارات جوية إسرائيل حزب الله حسن نصر الله بشار الأسد

السعودية تدعو إلى إدراج «حزب الله» والميليشيات الشيعية على قائمة العقوبات في مجلس الأمن

إيران تخفض مخصصات دعمها لـ«حزب الله» ومنظمات أخرى

«حزب الله» يحمل السعودية المسؤولية الأولي فى انتشار الفكر الداعشي

«حزب الله» اللبناني: فساد مالي بمليارات الدولارات والحوزات لتصنيع المخدرات

حسن نصر الله يثق في انتصار المقاومة ويبدى استعداد حزبه للتعاون معها لمواجهة العدوان على غزة

لأول مرة.. تدشين نصب تذكاري ليهود إيران الذين قتلوا فى حربها مع العراق

صحيفة لبنانية: تقارب مصري مع «حزب الله» اللبناني رغم وجود عدد من القضايا العالقة

«ن.تايمز»: اعتراف «حزب الله» بوجود جواسيس لإسرائيل في صفوفه «مثير للدهشة»