زيارة رئيس «الموساد» للسعودية تكشف «تحالف إسرائيلي عربي» لمواجهة إيران والتنظيمات الإسلامية

الخميس 11 ديسمبر 2014 05:12 ص

هل هناك علاقة ما بين زيارة مدير المخابرات السعودية للقاهرة، ثم زيارة مدير المخابرات المصرية للسعودية، ثم ما كشفته صحيفة عبرية عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز «الموساد»، «تامير باردو» إلى المملكة العربية السعودية؟ وهل يمكن الربط بين هذه الزيارات وزيارة مدير المخابرات المصري الأخيرة لـ«إسرائيل»، وتزامن كل هذا مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» التي أكد خلالها وجود تحالف عربي مع «إسرائيل» لضرب حركة المقاومة الإسلامية «حماس» و«الجهاد الإسلامي»؟

قد يكون ما ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» في عددها الصادر الأربعاء، أن رئيس جهاز «الموساد»، «تامير باردو»، زار مؤخراً السعودية والتقى في الرياض بنظيره السعودي، نوع من الضغط الإسرائيلي علي الرياض لتسريع وتطبيع وإعلان التعاون بين السعودية و«إسرائيل» الذي ظل لسنين طويلة يتم في الخفاء بعيداً عن الأنظار.

ولكن المؤكد – كما كشف البروفسور «عوزي أراد»، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق في «مؤتمر الطاقة عام 2015 في إسرائيل» الذي رعته مجلة «Israel defense» المتخصصة بالشؤون الأمنية والعسكرية مؤخرا - أن: «ما يجمع تل أبيب بالرياض هو أكثر بكثير مما يعلن»، و«إن تعاوناً امنياً واستراتيجيا موجود بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية من ضمن تعاون أوسع في مجالات أخرى، وعلينا أن ننتظر لنرى ما يمكن أن يصل إليه هذا التعاون»، بحسب «أراد».

وهو أمر أكده أيضا البرفسور «يهشوع تتيالباوم»، الباحث البارز في «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية» في جامعة «بار إيلان» بقوله: «إن التقاء المصالح بين السعودية وإسرائيل يمكن أن يفضي إلى قيام الرياض بتقديم مساعدات مهمة لإسرائيل في حال قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية».

وفي ورقة صدرت عن المركز مؤخراً، أوضح «تتيالباوم» أن السعودية يمكن أن تسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في أجوائها أثناء توجهها لضرب إيران، علاوة على أن السعوديين يمكن أن يسمحوا بتزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود خلال الطيران.

ومع أن صحيفة «إسرائيل اليوم» ركزت علي أن رئيس جهاز «الموساد» «تامير باردو» زار السعودية والتقى في الرياض بنظيره السعودي، ضمن «التحالف الدولي ضد المقاومة الفلسطينية»، وتزامن هذا مع قول وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إن هناك دولاً في منطقة الشرق الأوسط مستعدة للدخول في تحالف إقليمي جديد لمكافحة ما أسماها بـ«الجماعات الإرهابية»، إلا أن تقارير أخري ركزت علي أن التحالف هو ضد «الجماعات الإرهابية »عموما بحسب تعريف كل دولة خصوصا «الدولة الإسلامية» وإيران.

وأضاف في كلمة أمام منتدى «سابان» السنوي لبحث العلاقات الأمريكية - «الإسرائيلية» نشر على موقع الخارجية الأمريكية الأحد 8 ديسمبر: «إنهم (دول التحالف) يقولون لي إنهم على استعداد للوقوف وصنع السلام مع «إسرائيل»، ويقولون لي إنهم يعتقدون أن هناك قدرة في هذا الوقت على خلق تحالف إقليمي جديد ضد حركتي حماس و الجهاد الإسلامي... »، على حد قوله.

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، قالت الأسبوع الماضي في مقال للكاتبة «كارولين جليك» إن المشير «عبدالفتاح السيسي» أدخل السعودية والإمارات في تحالف غير معلن مع «إسرائيل» ضد تيارات الإسلام السياسي، والتي تشكل تهديدا استراتيجيا على أمن «إسرائيل».

وقالت الصحفية إن «السيسي» وجنرالاته أطاحوا بـ«الإخوان المسلمين» من السلطة بدعم سعودي وإماراتي، وأن «السيسي» لم يدعم «إسرائيل» ضد «حماس» فحسب، بل إنه أدخل كذلك السعودية والإمارات، وأن الانقلاب الذي قاده «السيسي» في مصر بدعم إماراتي سعودي كان لمنع مصر إلى الانضمام لما أسمته «المحور السني الجهادي».

وتحدثت عن أن «السيسي» دخل في تحالف مع «إسرائيل» في محاربة الإسلاميين، وهو ما ظهر جليا في أفعاله ضد «حماس» في قطاع غزة، خاصة أنه خالف كل التوقعات خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث توقع الجميع أن يفتح المعابر مع القطاع، إلا أن «السيسي» دعم «إسرائيل» ضد «حماس»، مختلفا في موقفه عن موقف «حسني مبارك» و«محمد مرسي».

واعتبرت أن التحالف الجديد يعد تطورا استراتيجيا مهما، حيث أصبحت الحرب ضد «إسرائيل» حربا كذلك على دول التحالف.

ورغم اقتصار التطبيع الرسمي بين «إسرائيل» والدول العربية على مصر والأردن وموريتانيا، إلا أن الدائة على المستوى الغير رسمي تبدو أوسع كثيراً؛ حيث كشفت عنه اللقاءات العديدة الغير معلنة بين المسئولين الإسرائيليين والقادة العرب، والذي دفع الكاتب الإسرائيلي «إيلي فودا» إلى القول بأن العرب يعاملون «إسرائيل» كالعشيقة التي يلتقون بها سرا.

وسلطت القناة العاشرة العبرية الأسبوع الماضي خلال مقابلة لها مع الجنرال «عاموس جلعاد»، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية الضوء على تعاظم العلاقات بين «إسرائيل» والمملكة العربية السعودية، والتي وصفتها القناة بأنها تصطف إلى جانب «إسرائيل» في التصدي لما أسمته «مخاطر الإسلام السني»، قائلة إن السعودية تولي هذا الملف اهتمام أكثر من تصديها لأي تهديد آخر.

وقال «جلعاد» أن هذا السبب هو الذي جعل الرياض تدعم بقوة الخطوة التي أقدم عليها المشير «عبدالفتاح السيسي» بالإطاحة بأول رئيس مصري منتخب.

ولفت «جلعاد» إلى أن مواجهة التنظيمات الإسلامية السنية أولوية على مواجهة إيران لدى الرياض، فيما قال الكاتب السياسي «إيلي فودا» أن نظام الحكم في السعودية يبدي «صفر تسامح» إزاء أنشطة رجال الدين السنة الذين يحاولون كسر القواعد المعمولة بها بين نظام الحكم و«طبقة رجال الدين».

وخلال مشاركته في البرنامج الإخباري الصباحي الذي بثته إذاعة «عروتسشيفع»، أشار «فودا» إلى أن السلطات السعودية لم تتردد في اعتقال الشيخ «محمد العريفي»، أكثر رجال الدين شعبية في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر إسرائيل السيسي الإخوان مبارك محمد مرسي غزة حماس الجهاد الإسلامي الإمارات إيران بنيامين نتنياهو جون كيري

مسؤول (إسرائيلي): ما يجمعنا مع الرياض أكبر من المعلن

«جلوبز» الإسرائيلية: «السيسي» يحمي حدودنا ويدهشنا بحفاظه علي أمن إسرائيل

«معهد الأمن القومي الإسرائيلي»: «نتنياهو» و«عباس» يتحالفان لمنع «انتفاضة ثالثة» في فلسطين

«مجتهد» يؤكد ما بات معلوما: الإمارات والسعودية تمولان العداون الإسرائيلي على غزة

لأول مرة.. تدشين نصب تذكاري ليهود إيران الذين قتلوا فى حربها مع العراق

نائب رئيس الموساد الأسبق يكشف دور الأحزاب الكردية في تهجير يهود العراق

تقرير: تخبط أمريكا في سوريا يشجع «تحالفا عسكريا» بين روسيا و(إسرائيل)