من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» الإثنين المقبل في روما نظيره الروسي «سيرغي لافروف» لبحث الأزمة الأوكرانية، في الوقت الذي تبنى فيه الكونجرس الأميركي قانوناً يجيز تقديم مزيد من المساعدة العسكرية إلى كييف.

من جهتها رحبت أوكرانيا أمس الجمعة بالتصويت الذي اعتبرته «تاريخيا» للكونغرس والذي يجيز تزويدها بالأسلحة وتبنّي عقوبات جديدة ضد روسيا، وذلك في اليوم الرابع من هدوء حذر يسود شرق البلاد، كما دعت كييف، «الاتحاد الأوروبي» إلى الاحتفاظ بإمكان فرض عقوبات جديدة مشددة على موسكو، وأكد السفير الأوكراني في بروكسل «كونستانتين يليسييف» أن روسيا تمارس لعبة وتحاول تمويه دورها في النزاع.

وقد أعلنت الخارجية الأميركية أمس الجمعة أن «لافروف» و«كيري» سيبحثان الإثنين آخر التطورات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأزمتين في أوكرانيا وسوريا.

من جانبها، أعربت موسكو عن «أسف عميق» لتصويت الكونغرس الأميركي على هذا النص الذي تم تبنيه من دون نقاش أو تصويت حقيقي، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية.

وقد أعلن وزير الدفاع الأوكراني «ستيبان بولتوراك» أن الجيش سيستدعي أربعين ألف جندي خلال العام المقبل 2015، أي ضعفي عدد المجندين قبل اندلاع الأزمة، كما أعلن أنه سيتم تدريب 10500 آخرين في إطار تعاقد، كما سيرتفع عدد القوات المسلحة في العام المقبل إلى 250 ألف رجل مقابل 232 ألفاً حالياً، وستشكل وحدات جديدة وقوات تكلّف بعمليات خاصة، ما سيؤدي إلى تضاعف الموازنة العسكرية في هذا البلد الذي بات على شفير الإفلاس، ويحتاج بشكل عاجل إلى مليارات الدولارات من المساعدات الغربية، تبلغ خمسين مليار هريفنيا (2.4 مليار يورو).

وعلى صعيد المواجهات الميدانية، فقد قتل اثنين من المتطوعين الأوكرانيين في اليوم الرابع من دخول اتفاق تهدئة بين الجيش والمتمردين الموالين لروسيا لهدنة في شرق أوكرانيا، ويطالب المتمردون الموالون لروسيا بأن تشمل المفاوضات «رفع الحظر الاقتصادي» عن المنطقة التي يسيطرون عليها، والتي توقفت كييف عن تمويلها تماما، كما تشمل مطالبهم الأخرى تبادل الأسرى وتطبيق قانونين أوكرانيين ينصان على العفو عن بعض المتمردين ومنح المناطق التي يسيطرون عليها مزيداً من الحكم الذاتي.

هذا ويشكل تصويت الكونغرس خطوة أولى رمزية بالنسبة إلى أوكرانيا التي تسعى منذ أشهر إلى إقناع حلفائها ببيعها أسلحة يفتقر إليها جنودها في مواجهة المتمردين الموالين لروسيا والمدعومين عسكرياً من موسكو، وفق كييف والدول الغربية، لكن هذا التصويت لا يعني بالضرورة أن الرئيس الأميركي «باراك أوباما»، والذي فضل حتى الآن تسليم أوكرانيا معدات «غير فتاكة» مثل الرادارات والمناظير الليلية والسترات الواقية، سيعمد إلى تزويد القوات الأوكرانية بتلك الأسلحة.