القبائل العربية السورية تشكل قوة مشتركة لمواجهة الأكراد في شمال سوريا

الأربعاء 31 مايو 2017 09:05 ص

قال زعماء القبائل العربية في شمال سوريا والذين تم غزو أراضيهم من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني أنهم سيطلقون مقاومة عسكرية لاستعادة أراضيهم المحتلة وإنهاء القمع ضد السكان العرب في الشمال سوريا. وصرح نائب رئيس المجلس الأعلى للعشائر السورية، الشيخ رافع الراكو، إلى وكالة الأناضول أن حزب العمال الكردستاني وأفرعه يسعون إلى تدمير الهوية العربية للأراضي السورية.

وفي مارس/أذار من العام الحالي تجمع 50 شخصا من قادة القبائل العربية القادمين من مناطق الرقة والحسكة ودير الزور في مقاطعة شانليورفا بجنوب شرق تركيا لمناقشة التعاون العسكري والسياسي بين القبائل. وبعد الاجتماع، وافقت القبائل على تشكيل ما يعرف بـ«جيش الجزيرة وقبائل الفرات» لوضع حد لغزو تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي لأراضيهم. ومن المقرر أن يتم عقد مؤتمر موسع تحضره قبائل عراقية في أنقرة في وقت لاحق.

وفقا لـ«كن أكون» الباحث في شؤون سياسات الشرق الأوسط في مؤسسة سيتا للبحوث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإنه على الرغم من أن القبائل العربية من غير المرجح أن تنجح في تحقيق نتائج عسكرية سريعة في مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم من الولايات المتحدة، فإن هذه المبادرة من المرجح أن تمنحهم وضعا سياسيا أفضل على المدى الطويل.

وأضاف: «أعتقد أن الديمقراطية والديمغرافيا سوف تسودان على المدى الطويل خاصة خلال حقبة ما بعد تنظيم الدولة». ودعا الشيخ «رافع» المجتمع الدولي إلى وقف دعمه لحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب، بسبب الانتهاكات التي يمارسونها ضد العرب في شمال سوريا.

وقال: «إن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني منظمات إرهابية تماما مثل تنظيم الدولة، وقد دمرت منازل السكان العرب في رأس العين وسلوق وتل أبيض»

وأكد «الراكو» أن الأكراد ليسوا الأغلبية بين سكان المدن مثل الحسكة التي غزاها حزب الاتحاد الديمقراطي. «في الحسكة، 65% من السكان من العرب وبالمثل، في الرقة، لا يمثل الأكراد سوى 5% من السكان. وإذا حاول حزب الاتحاد الديمقراطي السيطرة على الرقة بعد استعادتها فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي. هم يحاولون تدمير حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا».

وقال «مسعود أوزكان»، أستاذ مشارك ورئيس أكاديمية السياسة الخارجية في حديث لصحيفة ديلي صباح إن وجود حزب الاتحاد الديمقراطي في مدن مثل الرقة والحسكة ليس واقعيا على المدى الطويل بسبب الموقف الديمغرافي.

وأضاف: «تستخدم الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب، في هجوم الرقة من أجل التوصل إلى حل سريع، إلا أن التعاون مع القبائل العربية في الحرب ضد تنظيم الدولة سيكون خيارا أكثر واقعية وعقلانية. تسيطر وحدات حماية الشعب على منطقة كبيرة من الأراضي السورية ولكن هذا من غير المحتمل أن يستمر خلال حقبة ما بعد تنظيم الدولة»

وقال الشيخ أيضا إن تلك الجماعات العربية التي تقاتل في صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي «تسعى لمصالحها الخاصة» وهي «تمثل نفسها وليس المجتمع العربي».

وقامت منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والمراقبة الكردية، بتغطية الهجرة الإجبارية التي فرضها الأكراد على العرب والتركمان، فضلا عن الاعتقالات التعسفية وعمليات تجنيد الأطفال.

إن أعمال القمع التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي لا تقتصر على السكان العرب والتركمان بل تستهدف أيضا الأصوات السياسية المتنافسة. ويواصل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تنفيذ هذه الأفعال بهدف تغيير التركيب الديموغرافي في شمال سوريا من خلال إجبار السكان العرب والتركمان على الهجرة، في الوقت الذي يضطهد فيه أيضا الأكراد الذين لا يتقاسمون معه نفس الأيديولوجية السياسية.

  كلمات مفتاحية

سوريا شمال سوريا الأكراد القبائل العربية الرقة تنظيم الدولة الإسلامية

المتمردون الأكراد يدشّنون مرحلة جديدة تستهدف الحزب الحاكم في تركيا

«أردوغان»: حلفاء تركيا يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة شمال سوريا

«أولاند»: سنبحث مع شركائنا اقتراح تركيا إقامة «منطقة آمنة» شمال سوريا

«ميدل إيست بريفينج»: حدود الدور التركي في شمال سوريا