استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تمهد السعودية لحظر "النقاب" بعد منع "الجهاد" لأسباب أمنية؟ وكيف سيكون رد العلماء والأصوليين؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

الأربعاء 17 ديسمبر 2014 05:12 ص

فجر رجل الدين السعودي المعروف احمد الغامدي جدلا فقهيا غير مسبوق طوال الايام الثلاثة الماضية بعد ظهوره، وزوجته الى جانبه، في برنامج تلفزيوني بثته قناة “ام بي سي” سافرة الوجه في تحد غير مسبوق للتقاليد الصارمة في المملكة العربية السعودية، حيث يعتبر النقاب اللباس شبه الاجباري للمرأة في هضبة نجد على وجه الخصوص، تطبيقا لتعاليم الامام محمد بن عبد الوهاب ودعوته الوهابية.

الغالبية الساحقة من المتدخلين في هذه القضية، سواء من رجال الدين او من خصومهم الليبراليين، خاصة في وسائط التواصل الاجتماعي من "فيسبوك" أو "تويتر" ركزوا على جوانبها الدينية، ولجأوا الى التنقيب في المراجع الفقهية، والتفاسير القرآنية لتأييد وجهة نظرهم بهذه الفتوى الشرعية او تلك، وتناسوا كليا الجوانب الامنية والسياسية الاهم لهذه المسألة.

لا شيء يأتي بمحض الصدفة هذه الايام في الممكلة العربية السعودية ودول الخليج، فكل شيء محسوب بعناية فائقة، وفي اطار استراتيجية مستقبلية متفق عليها، خاصة عندما يتعلق الامر بقضايا فقهية مجتمعية لها علاقة بالاسلام السياسي بطريقة مباشرة او غير مباشرة، فحتى اشهر معدودة كان الحديث عن عدم شرعية النقاب و”اباحة” السفور من التابوهات (المحرمات) أو حتى من "الكبائر".

وسائل الاعلام السعودية، خاصة تلك التي تصدر من خارج المملكة، مثل محطة “ام بي سي” واخواتها، التي انطلقت في صيف عام 1991 من لندن، اي بعد “تحرير” الكويت مباشرة، هي احد الادوات الرئيسية التي يجري توظيفها في خدمة الايديولوجيات والاجندات السعودية الجديدة التي ترمي الى احداث تغييرات مجتمعية وسياسية تحارب الاسلام السياسي المتشدد وتعيد صياغة العقل السعودي بعيدا عن الفكر الوهابي المتشدد وفي اطار التحالف الاعمق مع الاستراتيجيات الغربية في المنطقة.

السعودية تواجه خطرا اسلاميا اصوليا جاء من صلبها، ويتبنى افكار “مذهبها” الوهابي، ويتمثل في “الدولة الاسلامية” وفكر تنظيم “القاعدة”، وهي ايديولويجة فكرية تتبنى “الجهاد” للاطاحة بالانظمة الديكتاتورية التي لا تطبق الشريعة الاسلامية وفق تفسيرات وفتاوى السلف الصالح وكبار الائمة والعلماء على حد وصف منظري هذه الجماعات وكبار علمائها.

***

واذا عدنا الى الوراء قليلا، وبالتحديد الى الربيع الماضي على وجه التحديد، عندما بدأت محطة "أم بي سي" ومن خلال برنامج الزميل داوود الشريان (الثامنة) حملة شرسة ضد الدعاة السعوديين الذين يحرضون الشباب السعودي على "الجهاد" في سورية، وسمّت أسماء العديد منهم مثل الشيوخ سلمان العودة، ومحمد العريفي، وعدنان العرعور، وقالت انها تدفع بهؤلاء الشباب الى التهلكة، ثم تبين بعد ذلك ان الهدف من هذه البرامج التمهيد لمراسيم سعودية تجرم كل من يحرض او يخرج للجهاد خارج اراضي المملكة، وفرض عقوبات كبيرة على هؤلاء تصل الى السجن 15 عاما.

ربما تكرر محطة “ام بي سي” هذه الايام السيناريو نفسه بكسر “محرم” في المملكة العربية السعودية جرى فرضه لاكثر من 14 قرنا، وتصديره الى دول ومجتمعات خارجها، اي “النقاب”، ولمصلحة الترويج لـ”السفور” كبديل، باعتباره الاكثر عصرية ولا تتناقض مع الدين واصوله، وحشد كل الدعاة ورجال الدين الذين يؤيدونه لدعم هذا التوجه بالحجج والبراهين والادلة الشرعية، ومن هنا جيء بالشيخ احمد الغامدي وزوجته الى شاشة قناة “ام بي سي” دون غيرها.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن توقيت هذا التحرك المدروس بعناية لمحاربة النقاب او التقليل من شرعيته، والاهداف المرجوة منه لاحقا خاصة ان المملكة وعلماءها شنوا حملات شرسة ضد دول غربية مثل فرنسا قررت منع “النقاب” في الاماكن العامة، واعتبروا ذلك منافيا للاسلام وللحريات الدينية؟

الإجابة بسيطة للغاية، ويمكن استخلاصها من حادثين خطيرين، الاول عندما تسللت "منقبة" إلى سوق الريم التجاري بمدينة أبوظبي وذبحت مدرسة أمريكية في إحدى دورات المياه، بسكين اخفته تحت ملابسها، والثانية عندما تستر اكثر من خمسة شبان ينتمون إلى تنظيم متشدد يعتقد انه "الدولة الاسلامية"، خلف النقاب، وحاولوا اختراق الحدود اليمنية السعودية في حافلة صغيرة، لتنفيذ هجمات في العمق السعودي، حيث جرى العثور على أحزمة ناسفة وأسلحة ومتفجرات في حوزتهم بعد قتلهم من قبل قوات حرس الحدود، ولا بد أن أحداث مشابهة كان للنقاب دور كبير فيها ولكنها لم تنشر.

***

في تقديرنا، بات "النقاب" يشكل خطرا امنيا في نظر اجهزة الامن السعودية ودول الخليج، ولذلك لا نستغرب وجود توجه رسمي لمنعه منعا مطلقا للحيولة دون استخدامه في اخفاء هويات المطلوبين من النساء والرجال الذين قد يلجأوا اليه لاخفاء وجوههم وهويتاهم في الوقت نفسه.

المحطات السعودية التي تصدر خارج حدود المملكة ادوات سياسية شديدة التأثير وخاصة في المجتمع السعودي، فهي التي قادت وتقود الحرب الاعلامية في سورية والعراق وليبيا ومصر واليمن، وتساند طرفا في مواجهة آخر، وهي التي تنقل الحياة الغربية والامريكية عامة الى قلب المجتمعات العربية من خلال عرض برامج ومسلسلات ذات شعبية عالية تحت مسمى “التحديث والعصرية”، مثل “آراب ايدول” و”فويس″ و”آراب غوت تالنت”، وهي برامج ومسلسلات تستحوذ على عقول الشباب رجالا ونساء، وتتحدى المؤسسة الدينية الرسمية المتزمتة حسب وصف القائمين على هذه المحطات.

انتظروا قرارات سعودية تدريجية لمنع ارتداء "النقاب" أو الحد من ارتدائه في أماكن معينة، وذلك لأسباب أمنية ليس بناء على فتاوى أو تفسيرات شرعية تبطل ارتداءه، ولا تعتبر السفور خروجا على الإسلام.

لا نستبعد ان يتم الغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) بشكل تدريجي، او استبدال دورها بحيث يتم فتح فرع نسائي اكبر لها، يتولى الدعوة الى السفور، ومحاربة النقاب، فمن كان يتوقع الحرب السعودية الشرسة ضد الاخوان المسلمين الذين كانوا الاكثر احتضانا من قبل المملكة لعقود، حتى انه عهد اليهم صياغة ووضع المناهج الدراسية في عصرهم الذهبي في فترتي الستينات والسبعينات.

الاعتبارات الامنية تتقدم على كل ما عداها في المملكة العربية السعودية في ظل تصاعد الهجمات على قوات الامن والشرطة من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة، فلا يمر اسبوع دون مقتل رجل امن سواء من المتشددين السنة او الشيعة، ولا نستبعد ان تتقدم هذه الاعتبارات على جميع ما عداها حتى لو تمثلت في "النقاب".

راقبوا محطات شبكة "أم بي سي" لكي تتعرفوا على القرارات والخطوات والمتغيرات السعودية القادمة.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

أحمد الغامدي فضائية أم بي سي خطر أمني أجهزة الأمن السعودية والخليجية توجه رسمي لمنع النقاب هويات المطلوبين لخفاء وجوه وشخوص

«الطريفي» ردا على «بن بخيت»: تحريم الخمر متواتر في الوحيين ومستحلها «كافر»

جامعة القاهرة تحظر ارتداء النقاب أثناء التدريس «حرصا على العملية التعليمية»

فيديو.. سعودية تبكي وهي بصحبة شرطة بلجيكا.. والسفارة: لم تتعرض للاعتداء

‏«أوباما»: السعوديون يمولون المعاهد الوهابية التي تعلم النمط الأصولي من الإسلام