تراجع مشاركة حلفاء واشنطن في الحرب الدولية ضد «الدولة الإسلامية»

الخميس 18 ديسمبر 2014 11:12 ص

أفادت بيانات عسكرية أمريكية أنه على الرغم من أن إدارة الرئيس «باراك أوباما» أعلنت شنّ ضربات جوية في سوريا قبل 3 شهور بوصفها حملة مشتركة تقوم بها واشنطن وحلفاؤها العرب، فإن نحو 97% من الضربات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.وفقًا لوكالة رويترز.

وأظهرت البيانات أن حلفاء الولايات المتحدة نفذوا ضربتين جويتين فقط في سوريا في النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول بالمقارنة مع 62 نفذتها الولايات المتحدة.

وأضافت الوكالة أن ذلك يشكّل تحوّلًا بدأ بعد فترة قصيرة من بدء الحملة في أواخر سبتمبر/أيلول حينما نفّذ حلفاء الولايات المتحدة 38% من الضربات.

وبحسب رويترز بناء على البيانات، فإن سرعان ما تراجعت النسبة إلى نحو 8% في أكتوبر/تشرين الأول و9% في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويحرص المسؤولون الأمريكيون على تفادي تفكك التحالف جراء المخاوف بشأن توجه الحملة الجوية. وتفيد مصادر بأنه لطالما ساورت بعض الحلفاء مخاوف من أن تؤدي الضربات الجوية دون قصد إلى تقوية شوكة الرئيس السوري «بشار الأسد» من خلال ضرب عدو مشترك.

بينما يقول آخرون في المنطقة في أحاديث خاصة وفقا للوكالة، إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين السنة بحاجة إلى بذل المزيد لمساعدة السنة. ولكن مسؤولين في الولايات المتحدة وفي المنطقة يصرون على أن التوترات السياسية بداخل التحالف لا علاقة لها بتراجع الضربات الجوية التي يشنها التحالف. وقد قال مصدر على دراية بالاستراتيجية الخليجية بداخل التحالف لرويترز: «إنها مسألة أهداف. من الناحية العسكرية التعاون واسع وعميق».

ويقول مسؤولون أمريكيون ومصادر خليجية أيضًا إن هناك عنصرين فاعلين في هذا الأمر هما «التراجع في الوتيرة الكلية للضربات»، و«تراجع الأهداف سهلة الاستهداف التابعة للدولة الإسلامية»، وذلك بعد نحو 3 شهور من القصف.

وتولت البحرين والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة قصف الأهداف الثابتة في بداية الأمر. بينما ركزت الولايات المتحدة منذ البداية على الأهداف الأصعب باستخدام الذخيرة الموجهة لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الإفصاح عن اسمه للوكالة «الأمر ببساطة أن عدد الأهداف (الثابتة) صار أقل.. من وجهة نظرنا هذا شيء طيب. فمعناه أن الضربات لها تأثير».

وتفيد البيانات العسكرية الأمريكية أن أقل قليلًا من نصف الضربات الجوية التي شنتها دول التحالف من دون الولايات المتحدة في سوريا وقعت في أول 9 أيام من الحملة الجوية التي بدأت في أواخر سبتمبر/أيلول.

وبلغ العدد الإجمالي للضربات التي شنتها هذه الدول 65 ضربة منها 20 ضربة وجهت في أكتوبر/تشرين الأول و14 فقط في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال مسؤول أمريكي إن الضربتين الجويتين الوحيدتين اللتين شنهما حلفاء واشنطن هذا الشهر استهدفتا كتيبة للحرب الإلكترونية بالقرب من مدينة الرقة في 7 ديسمبر/كانون الأول.

ويشير تراجع عدد الضربات الجوية التي شنها حلفاء واشنطن في سوريا إلى التباين مع الحملة التي تجري في العراق، وتقول رويترز في تقريرها أنه على الجانب الآخر من الحدود يوجد حلفاء للولايات المتحدة الذين يملكون قوات جوية عالية التدريب والتجهيز منها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا. وتعتبر هذه الدول أن الحملة الجوية في العراق لها أسس قانونية أكثر صلابة من تلك التي تجرى في سوريا حيث إن تواجدها هناك جاء بناء على دعوة مباشرة وجهتها بغداد للمشاركة في الحملة.

ولكن بعض الحلفاء وخاصة في أوروبا يرون الوضع مختلفا بالنسبة لسوريا فالقيام بالحملة غير متاح بسبب المعارضة العلنية التي تبديها الحكومة السورية للضربات التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي «إنها مسألة قانونية، الموضوع يتعلق بالمخاوف عند شركائنا الأوروبيين وغيرهم بشأن مآل الوضع في سوريا..لذا فإن الحقيقة هي أنه على الرغم من أننا نقول أن المشكلة لا تعرف حدودا فإن هناك فرقا جوهريا».

وكثفت الولايات المتحدة حملتها في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول. فشنت قرابة 233 ضربة حينما صارت المعركة على بلدة كوباني الحدودية نقطة مفصلية. ونفذت 146 ضربة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتفيد البيانات العسكرية الأمريكية أن الولايات المتحدة نفذت ما مجمله 488 ضربة جوية في سوريا حتى 15 ديسمبر/كانون الأول، وأضاف مسؤول أمريكي إن ما يجعل الضربات الجوية أصعب أن «تنظيم الدولة الإسلامية خفض أنشطته في المناطق المفتوحة ويثبت أقدامه في منشآت للاستخدامات المدنية أو بالقرب منها».

ووصف دبلوماسي في الخليج دور الحلفاء بأنه رمزي إلى حد كبير في ضوء حجم وتعقيد العمليات الأمريكية، مضيفا أن «هناك أهداف وكل المشاركين يعلمون أن الولايات المتحدة أكثر كفاءة في ضربها. الوقت الحالي لا يسمح بارتكاب أخطاء».

وقال الجنرال «جيمس تيري» الذي يقود جهود التحالف ضد الدولية الإسلامية في العراق وسوريا للصحفيين إن الضربات ألحقت ضررا بالدولة الإسلامية.

وتقول رويترز أن «المشهد على الأرض متباين»، فـ«الأسد» قال هذا الشهر أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لم تحدث فرقا، بينما يقول أنصار الدولة الإسلامية في سوريا إن الضربات الجوية ساعدت الجماعة في كسب التأييد بين الأهالي وفي تجنيد مقاتلين. وحتى داخل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، تؤكد رويترز وفق مصادرها أن هناك مخاوف من أن تكون الضربات الجوية قد أفادت «الأسد» بالفعل من خلال السماح لقواته بتكثيف هجماتها الجوية على جماعات أخرى تتعاطف معها واشنطن.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

واشنطن أمريكا التحالف الدولي الدولة الإسلامية العراق سوريا

رغم الضربات الجوية .. «الدولة الإسلامية» تتشبث بمواقعها على الأرض

من أكبرُ المستفيدين من غارات التحالف الدولي؟

معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: حرب التحالف الدولي ضد «الدولة الاسلامية» عبثيّة

أوباما: الوقوف إلى جانب «الأسد» ضد «الدولة الإسلامية» سيضعف التحالف

إيران تعتبر التحالف الدولي خطرا على نظامها وأذرعتها العسكرية

«العبادي» يعارض المشاركة "العربية" في الضربات الجوية ضد «داعش» ويرفض أي تدخل بري في العراق

4100 طلعة جوية أمريكية مقابل 40 عربية ضد «الدولة الإسلامية»

رئيس الأركان الأمريكي: الضربات الجوية ليست كافية للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»

«المرصد السوري»: مقتل 1171 «جهاديا» في غارات التحالف بسوريا خلال 3 أشهر

«البنتاغون»: غارات التحالف استهدفت 3222 هدفا لـ«الدولة الإسلامية»

«وول ستريت»: التدخل الروسي في سوريا «خرق» الحلف الأمريكي الشرق أوسطي

«معهد واشنطن»: «السعودية سلمان» باتت ترى أمريكا حليفا لا يمكن الوثوق به