خطة أمريكية لإعادة تنظيم المجموعات السورية المسلحة "المعتدلة"

السبت 28 يونيو 2014 05:06 ص

نابيه بولوس وباتريك مكدونيل، لوس أنجيلوس تايمز 27 يونيو 2014 - ترجمة الخليج الجديد

مع سعي إدارة «أوباما» لـ 500 مليون دولار مساعدات إضافية للثوار السوريين، أمر قيادي بارز في ائتلاف المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة بتفكيك وإعادة هيكلة كاملة للجناح العسكري للجماعة.

وتُعد إعادة الهيكلة هي أحدث علامة على الفوضى داخل الائتلاف الوطني السوري، مظلة معارضة المنفى المدعومة من واشنطن وحلفائها. وقد وصفت إدارة «أوباما» التحالف كبديل لحكومة الرئيس السوري «بشار الأسد» ودعمت المجموعة بالأموال والعتاد.  

أمر «أحمد طعمة»، رئيس وزراء حكومة الأئتلاف المعارض، بحل المجلس العسكري الأعلى، الذي يشرف على الجيش السوري الحر. وأحال أعضاء القيادة العسكرية إلى لجنة الرقابة المالية والإدارية "للتحقيق".

ولم يتضمن بيان طعمة الذي صدر في وقت متأخر يوم الخميس أي تهم لمخالفات.  

وقد أطلق القائد العسكري للمعارضة الذي تم تعيينه مؤخرا، الجنرال «عبد الله البشير»، عملية إصلاح شاملة.  

وقال «طعمة» الجمعة في مقابلة مع قناة العربية، وقناة الإخبارية المملوكتين لسعوديين إن المقصود من الخطوة جزئيا هو وضع قيادة الحملة العسكرية مباشرة في أيدي قادة موجودين في سوريا.  

وقد اشتكت جماعة المعارضة السورية طويلا من أن قادتها يقضون الكثير من وقتهم في فنادق من فئة الخمس نجوم في تركيا ودول الخليج الحليفة، وإن كان «البشير» قيل رسميا أنه متواجد في سوريا.  

وقال «طعمة» إن معظم القادة لم يعد لهم وجود على أرض الواقع في سوريا ويعيشون على الأراضي التركية، مضيفا «هناك قوة جديدة في ساحة المعركة تستحق أن تكون ممثلة».

وقد أثارت إعادة الهيكلة تلك الانتقاد من القيادة العسكرية المخلوعة حيث وصف قائد سابق القررا في بيان بأنه «غير مسؤول» و «خطأ قانوني جسيم».  

إعادة الهيكلة هي أحدث اضطراب في صفوف المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة. ويقول مسؤولون امريكيون إنهم يقدمون المساعدات للجماعات المتمردة "المعتدلة" فقط والتي ترفض التطرف الإسلامي، والتي تدعم كذلك الحفاظ على بنية الحكم العلماني في سوريا واحترام حقوق الأقليات في سوريا.  

وكان الجيش السوري الحر قد خيب آمال رعاته في الخارج، حيث تم سحقه من قبل مختلف الفصائل الإسلامية المتشددة بما في ذلك الجماعات التي على غرار تنظيم القاعدة. وليس من الواضح عدد القوات التي تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر أو حتى تقارري عنه هيكل قياداته.

تشكل المجلس العسكري الأعلى في ديسمبر 2012 وهو يهدف إلى الجمع بين الجماعات المتمردة المختلفة تحت قيادة موحدة من شأنها التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية، وكذلك الإشراف على توزيع الأسلحة والأموالـ وهي الخطوة التي لاقات إشادة من مسؤولين أمريكيين.

وكان إنشاؤه في جزء منه محاولة لطمأنة أنصاره في الولايات المتحدة وأماكن أخرى والذين أصابهم الهلع إزاء تصاعد نفوذ تشكيلات الاسلاميين المقاتلة، بما في ذلك جبهة التابعة للقاعدة القاعدة ومنافستها الدولة الإسلامية في العراق وبلااد الشام.

ولكن المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة شكت مرارا وتكرارا من أن الفصائل الاسلامية أفضل تمويلًا ولديها أسلحة متفوقة.  

وجاءت الضربة الكبرى للحركة المعارضة "المعتدلة" الموالية للولايات المتحدة في ديسمبر عندما استولى المتمردون الاسلاميون على مخزونات الإمدادات "غير المميتة" التي تقدمها الولايات المتحدة والتي يتم تخزينها في المستودعات على طول الحدود السورية التركية، ومن ثم قطعت واشنطن بعض شحنات المساعدات الجديدة لعدة أشهر. ويقول النقاد إنه ليس هناك ما يضمن أن لا تقع الأسلحة الفتاكة والمساعدات الأخرى المقدمة للمتمردين "المعتدلين" لا تقع في أيدي المتشددين الاسلاميين.

وقد دفع التقدم الكاسح لداعش في العراق هذا الشهر البيت الأبيض لحشد التأييد للمعارضة السورية.  

يوم الخميس، قالت إدارة أوباما إنها طلبت من الكونغرس 500 مليون دولار من المساعدات لتدريب وتجهيز «عناصر يتم فحصها بشكل مناسب من المعارضة السورية المعتدلة»، وفقا لبيان صادر عن مجلس الأمن القومي.

  كلمات مفتاحية

للمرة الثانية: انتخاب «أحمد طعمة» رئيسا لحكومة الائتلاف السوري

بعد انتقادات متكررة لسياستها: مدير «سي آي إيه» يأمر بإعادة هيكلتها

معسكر سري بقطر لتدريب مقاتلين من «المعارضة السورية المُعتدلة» ضد «داعش» و«الأسد»