قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني بطهران، إن موقف تركيا وإيران واضح من استفتاء إقليم شمال العراق، مؤكدا «نحن نتعامل فقط مع الحكومة المركزية في بغداد».

وأضاف: «في هذه المرحلة الوزارات ذات الشأن وقواتنا المسلحة ومؤسسة الاستخبارات التركية يعملون بشكل دائم لأجل محاربة التنظيمات الإرهابية».

وأكد أن «إدارة شمال العراق أجرت استفتاء غير مشروع ونحن لا نعترف به ولا يعترف به سوى (إسرائيل)».

وأشار إلى أنه بحث «مع الرئيس روحاني الآليات الثلاثة التي بدأناها من أجل التعامل مع التطورات في العراق».

التعاون الاقتصادي بين البلدين

وفي المجال الاقتصادي بين البلدين، قال «أردوغان»: «علينا أن نعزز علاقاتنا في مجال الطاقة وعلى وزيري بلدينا أن يواصلا التنسيق بهذا الشأن وكذلك الأمر بشأن مجال الثقافة والسياحة».

وكشف أن «البنكين المركزيين التركي والإيراني سيجتمعان خلال الأسبوع القادم لتباحث التعامل المالي بين بلدينا».

وأردف: «علاقاتنا الخارجية مازالت عالقة تحت ضغط العملات الأجنبية وتباحثنا بشكل ذلك، وتم الاتفاق على التبادل بالعملات المحلية».

وتابع: «بحثنا قضايا تتعلق بالطاقة وقطاعات أخرى وشجعنا وزراءنا على العمل والتنسيق أكثر مع بعضهم البعض».

وأوضح «أردوغان»: «حددنا رقم 30 مليار للعائدات البينية بين بلدينا لكننا مازلنا في حدود 10 مليار دولار»، مشيرا إلى أن اجتماعات اليوم ناقشت «العديد من الملفات؛ اقتصادية، وعسكرية، وسياحية، واجتماعية، وكان اجتماعا مفيدا».

من جانبه، قال الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، إن من ضمن القرارات المهمة التي اتخذت اليوم هو التبادل التجاري بالعملة الوطنية بين البلدين.

وكشف أن «الجانب التركي تعهد بزيادة إيراداته من الغاز الإيراني».

وأردف: «سوف نطور التعاون الاقتصادي ونعزز التبادل التجاري وسنسهل الاستثمار المتبادل في تركيا وإيران».

وأضاف «روحاني»: «ناقشنا في الاجتماعات المشتركة تنمية العلاقات الثنائية واتخذنا قرارات بهذا المجال».

ووصف «روحاني» إيران وتركيا على أنهما «جزيرتا الأمن والثبات في منطقة الشرق الأوسط الحساسة في العالم»، مضيفا: «التعاون بين تركيا وإيران وروسيا سيساهم في إحلال السلام بسوريا».

وتابع: «هدفنا محاربة الإرهاب في أي مكان كان وتحت أي مسمى سواء الدولة الإسلامية أو النصرة أو العمال الكردستاني».

وأكد أن «إيران وتركيا ترفضان تغيير الحدود الجغرافية في العراق»، مضيفا: «إقليم شمال العراق اتخذ قرارا خاطئا وعلينا وضع استراتيجية مشتركة مع تركيا والعراق للتعامل مع هذا الأمر».

وأشار إلى أن «أنقرة وطهران ستتخذان خطوات لاستقرار المنطقة وعلى المسؤولين بكردستان التراجع».

وشدد «روحاني» على رفض «النزعات القومية والمذهبية التي تخطط لها قوى خارجية ونرفض دعوات التقسيم».

وفي وقت سابق من اليوم، وصل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، على رأس وفد رفيع المستوى إلى إيران  في زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، تتصدرها الكثير من الملفات السياسية والعسكرية والاقتصادية الاستراتيجية المتعلقة بالعلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية.

وتأتي الزيارة بالتزامن مع التطورات المتعلقة باستفتاء انفصال إقليم كردستان، وتواصل مباحثات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، والحديث عن عملية عسكرية مرتقبة في إدلب، وتكثيف تركيا حملاتها في سوريا وشمالي العراق.

وقبل ثلاثة أيام، وصل طهران رئيس أركان الجيش التركي «خلوصي أكار» على رأس وفد عسكري تركي.

وعقد «أكار» مباحثات متعددة مع «روحاني» ونظيره الإيراني «محمد باقري»، ووزير الدفاع «أمير خاتمي»، تركزت في مجملها حول استفتاء انفصال شمال العراق، وجهود إنهاء الحرب في سوريا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وذلك عقب الزيارة التي وصفت بـ«التاريخية» لرئيس أركان الجيش الإيراني لأنقرة الشهر الماضي.

وتتخذ إيران وتركيا موقفا مشتركا من استفتاء إقليم كردستان، حيث يعارض البلدان أية محاولات لتهديد وحدة الأراضي العراقية، ويدعمان جهود الحكومة المركزية في بغداد بالحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».