«بيتار».. فريق إسرائيلي يهتف بموت العرب فاز بجائزة مكافحة العنصرية

الاثنين 9 أكتوبر 2017 04:10 ص

سلطت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، الضوء على نادي «بيتار يوروشاليم» الصهيوني، واصفة إياه بالنادي الأكثر تعصبا في كرة القدم، بعدما أصبح ملاذا لليهود الفقراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي القادمين من الشرق «السافارديم»، منذ تأسيسه عام 1936م، في مدينة القدس المحتلة جامعة الديانات السماوية الثلاث.

واعتادت جماهير «بيتار يوروشاليم» ترديد هتاف رئيسي هو «الموت للعرب»، وبات ممثلا لتيار اليمين المتشدد، وارتبط النادي المتعصب بالسياسة بشكل وطيد، ففي عام 1947 أصدر المندوب السامي البريطاني أمرا بحظر «حركة بيتار» التي تأسست عام 1936 بسبب العنف، إذ ضمت لاعبين ينتمون إلى «حركة إيتسل» العسكرية التي حاربت ضد الحكم البريطاني وضد الفلسطينيين قبل قيام دولة الاحتلال.

ويعد «بنيامين نتنياهو» أحد أكبر الداعمين والمشجعين لنادي «بيتار» مع نظيره الأسبق «إيهود أولمرت» و«أفيجدور ليبرمان» وزير الخارجية والرئيس «رويفين ريفيلن».

وفي عام 2014 ظهر «بنيامين نتنياهو» بساحة قريبة من ملعب «بيتار» وهتف وسط أنصار النادي «لقد أتيت هنا لأقول كلمتين فقط.. المجد لبيتار».

كما صرح «أفيجدور ليبرمان»: «بيتار هو أهم مكتسبات دولة (إسرائيل) والواجهة الكروية لتيار اليمين المتشدد، فخر مدينة القدس وببساطة هو نادي الشعب وقيمته تتمثل في حب (إسرائيل) والديانة اليهودية».

وبالقرب من بوابات مدينة القدس رفع جمهور «بيتار» لافتة مكتوب عليها: «فريق يهودي يقع في دولة يهودية»، وفي مبارياته لا ترفع جماهيره سوى أعلامه ذات الألوان الصفراء والسوداء ويتوسطها علم دولة (إسرائيل) الشهير بنجمة داوود، كما توجد لافتة أخرى تحمل جملة: «وطن صهيون.. عاصمته القدس لا تل أبيب»

كما اعتمدت جماهيره نشيد «إسرائيل أنا أحبك أنا أحبك.. وأقسم دوما أن أبقى مخلصا لبيتار»، ويجب على كل لاعب بعد أن يكون يهودي الديانة تلاوته خاشعا في مدرجات الفريق العلوية جهة يمين الملعب.

وهناك هتاف «الحرب الحرب» المصحوب بدقات الطبول والذي تردده الجماهير عند مواجهة نادي «اتحاد أبناء سخنين» أول فريق من عرب (إسرائيل) يلعب في الدوري الإسرائيلي منذ عام 2003، والتي عادة ما تشهد اشتباكات دامية قبل وبعد المباراة بين جماهير الفرقتين.

وفي مواجهات «بيتار يوروشاليم» و«اتحاد أبناء سخنين» تتصادم الهتافات المتضادة، فنجد جماهير الأول تهتف «الموت للعرب.. الحرب الحرب»، بينما يهتف الثاني «القدس والأقصى عربية» و«طلع البدر علينا من ثنيات الوداع».

في خطوة مفاجئة عام 2012، ضربت إدارة «بيتار يوروشاليم» بشعار «بيتار نقية للأبد» عرض الحائط، بعدما تعاقد مع لاعبين مسلمين من دولة الشيشان وهم «قاديف» و«سادايف».

وقالت جماهير النادي في أول تعليق لها: «من الصعب أن تقبل جماهير بيتار أن يخلع أحدهم قميص النادي ويلقي به في الملعب ليسجد عليه، هذا سيجرحنا بشدة».

وأضاف آخر: «ليس لدينا أزمة في التعاقد مع مسيحي الديانة، ولكن مسلم لا، كل ما ينالنا من أذى وإرهاب كان من المسلمين فقط، يقذفونا بأعياد الميلاد بهدايا عبارة عن رؤوس صواريخ».

ولم يحضر الجمهور أول تدريب ظهر فيها «قاديف» و«سادايف» في المدرجات المخصصة، بل التف حول الشباك المحيطة بالملعب ممسكا به ومحركا له في غضب كقضبان السجون: «لا مكان لمسلمين..الحرب الحرب» و«القدس دوما صهيونية»، ما أضطر المدرب «إيلي كوهين» لإلغاء المران سريعا.

وأثناء اقتراب «قاديف» من ممر الخروج لغرف خلع الملابس، قفز أحدهم السور ذاهبا وموجها رسالة له في غضب، قائلاً: «اللعنة عليك وعلى أجدادك، اذهب وحرر الأقصى إن استعطت.. ما دخل المسلمون بفريقنا؟!».

ولم يتمكن الثنائي القادم من الشيشان من أداء صلواتهم إلا في أتوبيس الفريق بالخلف خوفا من بطش الجمهور، وفي أول مباراة لهم تصاعدت هتافات الحرب مع أعلام تنادي بالموت للعرب والمسلمين وصراخ دائم من كل اتجاه بالملعب، بعد عشر دقائق أحرز «سادايف» هدفاً تحولت الكراهية لفرحة بالهدف مع تصاعد صيحات الحرب في مزيج غريب لا يمكن دراسة سبب حدوثه.

وأصيب «سادايف» بالذهول بسبب صيحات الغضب رغم إحرازه الهدف الوحيد، بل إن جمهور «بيتار» ترك الملعب.

واضطر «ريفلين» الرئيس الإسرائيلي للتهديد بعدم حضور المباريات إذا لم يتراجع النادي وجمهوره عن هذه السياسة معلناً تشجيعه لنادي «بيتار نورديا القدس» الذي أسسه مشجعو «بيتار» الذين لم يريدوا المشاركة في أي أعمال عنصرية، وقاموا بالتعاقد مع لاعبين عرب وضمهم إلى الفريق.

وفي محاولة لتشجيع «بيتار يوروشاليم» للتخلي عن سياساته العنصرية منحه «رؤوفين ريفلين» الرئيس الإسرائيلي جائزة مكافحة العنصرية، الأسبوع الماضي، على تحسين تصرفاته وسلوك جماهيره، بعدما أنشأ منتدى لمعالجة التحريض والعنصرية.

وقال «ريفلين»: «آمل في أن يواصل بيتار السير على الطريق الصحيح، وسيكون لنجاحكم تأثيرات إيجابية على الناس».

تجدر الإشارة إلى أن الأندية الأخرى بـ(إسرائيل) لا تجد مانعا في التعاقد مع لاعبين مسلمين والانضمام لفرقها حتى لو كانوا عرب (إسرائيل) على عكس «بيتار».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عنصرية إسرائيل المسلمين نتنياهو

نار العنصرية تلاحق بالوتيلي الجديد 

يهود الفلاشا يقطعون طرقا بإسرائيل ويهتفون: فلسطين حرة

اتفاق مبدئي لاستحواذ الإمارات على أكثر فرق إسرائيل عنصرية