طالب الكاتب السعودي «جميل الذيابي» بمراجعة برنامج ”المناصحة“ أو إيقافه موقتاً حتى يتم تقويمه وتقويم أعضاء لجانه، مشددا على ضرورة إنشاء قائمة مثل قائمة الإرهاب تضم ما وصفهم بـ«الرموز الميليشاويين»، وتكوين برنامج وطني متكامل يحمي البلاد من الإرهاب.
وعلل «الذيابي» وهو كاتب بصحيفة الحياة السعودية طلبه بأن برنامج المناصحة «ثبت عدم جدواه في ظل استغلاله من المتشددين وعودتهم سريعاً إلى كهوف وجحور الإرهاب، فبعض من نفذوا عمليات إرهابية في الداخل والخارج خريجو برنامج المناصحة، والتحقيق مع من «بصم» على خروجهم من تلك اللجان، كونه ضلل الدولة والمجتمع».
وشدد عبر مقال له في صحفية الحياة، اليوم على ضرورة «مواجهة كل خطاب محرّض ومبرر ومتشدد بلا مواربة، والابتعاد عن المحاباة والمناصحة «غير المفيدة»، وتسمية الأشياء بأسمائها، وفضح كل فكر يتسم بالكراهية والتعبوية والإقصائية والحزبية والميليشاوية، مستغلاً حماسة الشباب، والتي تعرّض حياة المجتمع للفتنة والخطر، وذلك بتطبيق القوانين والتشريعات التي أصدرتها الدولة».
وأكد «الذيابي» أن «الجهود القائمة حتى اليوم - بما فيها برنامج المناصحة - لا تزال تقليدية، بل إن بعض المشاركين في لجان هذا البرنامج تُوضع فوق رؤوسهم علامات استفهام، وبعض من يكتبون عن ظاهرة الإرهاب يحلّلونها بسطحية»، لافتا إلى أن «جذور الإرهاب لا تزال تنمو، ولم تتوقف، ولم يُقْضَ عليها، كونها متمددة في الفكر والخطاب والبيئة، حتى وإن «انزوت» في فترة سابقة، لكنها لم تضعف، لأنها ما لبثت أن نشطت وتفاعلت بشكل أكبر تبعاً للظروف الأمنية المحلية والإقليمية».
وتساءل الكاتب السعودي في مقالته عن «أسباب اجتذاب وتجنيد الفكر الإرهابي للشباب السعودي والإيقاع بهم ليكونوا حطباً لأزمات إقليمية وأدوات تنشر الموت، تصيح بالويل والثبور والهلاك للآخرين؟».
وأشار إلى أن «الخطر الحقيقي هو وجود المتعاطفين والمبررين والمنافقين والداعمين لهذا الفكر الداعشي بيننا»، على حد تعبيره.
وشدد «الذيابي» على ضرورة «محاسبة كل محرّض ومهيّج ومفتٍ، سواء على المنابر التعليمية أم الدينية أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، مؤكدا على أنه «لابد من أن تكون لدى الدولة استراتيجية بديلة لمواجهة تطرف شبابها عبر تجفيف الأرضيات التي ساعدت في نمو الإرهاب. لا بد من «برنامج وطني متكامل يحمي البلاد من الإرهاب»، ويقف المجتمع مع الدولة في خندق واحد لحماية وجودنا وديننا من هؤلاء الإرهابيين».
واختتم «الذيابي» مقالته محذرا مِن مَن أساماهم «دعاة الفتنة» ممن يتبطحون في فلل فخمة، ويركبون سيارات فارهة، ويلبسون مشالح مطرزة بالذهب، ويبرّرون ويحرّضون على البلاد والعباد».
