وزير المالية القطري: الحصار دفعنا لتعزيز قوتنا السياسية والاقتصادية

الجمعة 13 أكتوبر 2017 03:10 ص

وصف وزير المالية القطري «علي شريف العمادي»، إجراءات دول الحصار، بأنها جاءت بنتائج عكسية تماما لما تم التخطيط له، حيث رفضت الدوحة سياسات التركيع واستغلت ما حدث لتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية.

وأوضح «العمادي»، في مقال له بمجلة نيوزويك ترجمته «الجزيرة» أنه «على مدى سنوات عديدة اتبعت قطر إستراتيجية تنويع اقتصادي عالمي حيث استثمرت بشكل رشيد وطويل المدى، ونتيجة لذلك أقامت علاقات تجارية قوية مع شتى دول العالم».

وقال الوزير إن «الاقتصاد القطري أثبت متانته، وتكيفَ بنجاح مع الحصار، في حين تنشأ فرص جديدة كل يوم، وصار الاكتفاء الذاتي هدفا مشتركا لكل سكان قطر».

وأكد «العمادي» أن «الحياة اليومية في قطر بمختلف جوانبها لم تتأثر من المنظور الاقتصادي، بل هي تتحسن بأشكال عديدة».

وأشار المقال إلى أن «قطر تعرفت على أسواق جديدة، ومن أحدث الأمثلة على ذلك الاتفاقية التي أعلن عنها مؤخرا لتصدير الغاز المسال القطري إلى بنغلاديش لمدة 15 عاما. وقد تعرفت قطر سريعا على جنوب آسيا كسوق جديدة ومتنامية للغاز الطبيعي المسال، وستحقق أكبر فائدة ممكنة من هذه الفرصة».

وبينما يدفع الحصار دولة قطر إلى زيادة وتيرة التنويع الاقتصادي في القطاعات الاقتصادية القائمة على المعرفة، لا يزال النفط والغاز يشكلان أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وبفضل هذه الثروة الطبيعية تتمتع قطر بسيولة وفيرة، ولديها الأصول والأمان اللازم لضمان الاستقرار الاقتصادي لزمن طويل.

وأوضح أن «الأصول الأجنبية والاستثمار الأجنبي لبلاده يمثلان أكثر من 250% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمكن قطر من الدفاع عن عملتها واقتصادها، بل والتنويع في اتجاهات جديدة مبتكرة».

وشدد «العمادي» على أن «قطر لا ترحب بهذا الحصار أو تطلبه بأي شكل من الأشكال، إذ إن له تداعيات إنسانية خطيرة تمثلت في قطع الأرحام ومنع الطلبة من دراستهم، لكنها مع ذلك ترى فيه حافزا للتفكير بطريقة مغايرة وسببا لفرص تجارية ودبلوماسية جديدة».

ميناء «حمد»

ولفت الوزير القطري إلى أن «ميناء حمد، الذي تم افتتاحه رسميا في الآونة الأخيرة، أطلق خطوطا بحرية جديدة إلى بلدان عديدة، من بينها سلطنة عمان وتركيا والهند وباكستان لتجنب استخدام ميناء جبل علي في الإمارات. ونتيجة لذلك تراجعت تكاليف الشحن البحري بنسبة 31% منذ فرض الحصار».

وتابع في مقاله: «قطر دشنت في ظل قيود المجال الجوي خطوطا تجارية جديدة سجلت كفاءة عالية، فقد كانت الإمدادات من موردي الأغذية الهنود تتوقف في محطة بالإمارات والسعودية في طريقها إلى قطر، لكنها الآن تصل إلى قطر مباشرة على طائرات الشحن، وهو ما سيكون على المدى الطويل أكثر ترشيدا للتكلفة والوقت».

ووفقا لـ«العمادي» فإن «كثرة البدائل للمواد الغذائية التي كانت تأتي من السعودية والإمارات سيكون لها أثر -على المدى الطويل- في إبقاء الأسعار عند مستويات منخفضة».

واختتم مقاله بالتأكيد على أن «الحصار خلق فرصا جديدة في مجال السفر الجوي، إذ بفضل القدرة الاستيعابية الفائضة لشركة الخطوط الجوية القطرية تمكنت قطر من توسيع نطاق خدماتها في أسواقها الحالية العالية الربحية، بل وإضافة 24 سوقا جديدة خلال الأشهر الـ12 المقبلة».

وكان «صندوق النقد الدولي» كشف، الأربعاء الماضي، عن تراجع نمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي للعام الجاري 2017، باستثناء قطر، التي تحافظ وحدها على الصعود رغم تخفيض الصندوق توقعات نموها عن مؤشرات سابقة.

ورجح الصندوق في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي، والذي نشره على موقعه الإلكتروني، أن يبلغ نمو الاقتصاد القطري 2.5% بنهاية العام الجاري، بينما كان قد سجل في 2016 نموا بـ2.2%، وسط توقعات بارتفاع النمو إلى 3.1% العام المقبل 2018.

  كلمات مفتاحية

دول الحصار حصار قطر وزير المالية وفرة السيولة ميناء حمد الاقتصاد القطري

«النقد الدولي»: الاقتصاد القطري يواصل ارتفاعه وتراجع بقية الخليج

قطر تقاطع منتجات دول الحصار

بالأرقـام.. الاقـتـصاد القـطري أقـوى من حـصارهم

تداعيات كورونا.. الاقتصاد القطري ينكمش 6.1% خلال الربع الثاني 2020