تستعد قطر نهاية يناير/كانون الثاني الجاري لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة من العاصمة البريطانية لندن.
ومن المتوقع أن تحظى القناة التي تحمل اسم «شبكة تلفزيون العربي» باهتمام كبير من المسؤولين القطريين ليكون لها نفس ثقل قناة «الجزيرة» في المشهد الإعلامي العربي.
وبحسب خبراء إعلاميين فإن قطر تطلق هذه القناة من أجل «تصحيح صورتها» والتخفيف من «وطأة العداء الذي تولد ضدها» في بعض الدول العربية.
ونشرت تقارير صحفية أن القناة سيتم إطلاقها لتعويض التراجع الذي عرفته قناة «الجزيرة» بعد انخفاض شعبيتها في السنوات الأخيرة، لكن مصادر إعلامية أكدت أن القناة الجديدة لن تكون متخصصة في الجانب الإخباري على غرار الجزيرة وإنما سيطغى عليها جانب المنوعات والترفيه على شاكلة قنوات«MBC» السعودية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في العالم العربي.
وقال الصحفي والكاتب السياسي المغربي المقيم بلندن لـ« DWعربية»، «حسن سوسي» إن قطر شعرت ببدايات تراجع قناة «الجزيرة بعد أن كانت في القمة، لذلك بادرت إلى إنشاء قناة جديدة يدل اسمها على أنها تحاول أن تكون ممثلة لما تسميه قطر عمليا «لعربي الجديد أي مولود ما كان يسمى الربيع العربي».
ويتوقع «سوسي» أن «العربي» ستكون مكملة لـ«الجزيرة» تجاه بعض القضايا الإعلامية وقد تلعب دور البديل في بعض القضايا الأخرى، مضيفا أنه ينبغي أن ألا ننسى أن القناة الجديدة قد لا تكون محايدة ولكنها ستشتغل وفق القوانين السائدة في بريطانيا وهي بهذا المعنى لن تتجاوز بعض الحدود المسموح بها قانونيا في التعامل مع قضايا الساعة، ما سيضفي عليها مصداقية في نظر الكثيرين على عكس الجزيرة التي كانت أداة للهجوم على سياسات وشخصيات في المنطقة.
من جهته قال الدكتور «صفوت العالم» الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة والخبير في الإعلام السياسي إن قناة «العربي» الجديدة ستسعى لتصحيح صورة قطر بعد تضررها بسبب اللهجة الحادة التي طالما اعتمدتها قناة «الجزيرة» لكن ذلك لا يعني أنها ستعوض الجزيرة، مشيرا إلى أن «الجزيرة» لا يمكن أن تنتهي لأنها صارت ماركة مسجلة ومازال لها دور في تدعيم قطر دوليا وإقليميا كما أنها تتوفر على شبكة قوية من المراسلين ولها جمهورها وأسلوبها، لكن حالة العداء لقطر من بعض الدول قد يجعلها توظف القناة الجديدة لتحسين العلاقات مع هذه الدول.
يشار إلى أن قناة «الجزيرة» أطلقها أمير قطر السابق الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني» عام 1996.
ويرى «صفوت عالم أن قناة «الجزيرة» شكلت موضوع إزعاج لبعض الدول وتسببت لقطر في أزمات ديبلوماسية بدليل أن قطر طولبت عدة مرات بوقف الحملات التي تشنها القناة عليها.