نفى المتحدث باسم حرس الحدود السعودي اللواء «محمد سعد الغامدي»، صحة ما تم تداوله عبر مقطع الفيديو الذي نشره حساب المغرّد السعودي الشهير «مجتهد»، على موقع يوتيوب، والذي قال إنه يظهر اشتباكات وقعت بين عناصر من «الدولة الإسلامية» مع قوات من حرس الحدود السعودية، في مركز سويف التابع لجديدة عرعر، بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

إلا أن المتحدث الرسمي باسم حرس الحدود السعودي قد نفى صحة الواقعة تماما، وقام بنشره عبر حسابه الشخصي على تويتر، معلقًا عليه بقوله: «يتداول هذا المقطع على انه اشتباك بين الحدود والارهابيين -بحسب قوله - ولكن هذا غير صحيح مطلقا ولم يحدث سوى ما تم الإعلان عنه في حينه». وتابع قائلًا انه «في هذا الوقت يجب علينا الوعي التام بما يدور وبمن يهدف الى إثارة الشائعات خصوصاً فيما يتعلق بالأمن الذي ننعم به ولله الحمد في وطننا الغالي»، كما نوه على ضرورة عدم تداول أي مقطع أو صور إلا بعد التأكد من مصادرها لأن هناك بزعمه «من يخطط للنيل من  السعودية بأساليب رخيصة معروفة أهدافها».

وكان «مجتهد» قد  نشر مقطع فيديو لا تتجاوز مدّته الدقيقة والنصف الدقيقة، يتضح فيه صوت إطلاق نار كثيف، مع وجود عناصر مسلحة تتبادل إطلاق النار مع نقطة حدودية كما يعنون الفيديو، إضافة إلى وجود آليات عسكرية عبارة عن سيارة نصف نقل تحمل رشاشًا كان قد تم توجيهه لاستهداف النقطة الحدودية، وقد حمل المقطع تاريخ 12 يناير 2015.

وقال «مجتهد» أثناء نشره للمقطع، أن «الفيديو مسرب عن المواجهة بين مجاهدي الدولة وحرس الحدود السعودي في مركز سويف بمنطقة عرعر»، مضيفًا: «هكذا وصلني ولا تسألوني عن التفاصيل».

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم حرس الحدود السعودية في ذات التصريحات أنه «لن نتفاوض مع أحد، سنطلق عليهم النار على الفور، بلا أي تحذير»، وتابع قائلًا أن ضباط الأمن على الطرف العراقي من الحدود قد اطلعوا بدورهم على هذا القرار.

وأعلن «الغامدي» أن ذلك يأتي في إطار تعليمات جديدة أدخلت تغييرًا على قواعد الاشتباك، قائلا في تصريحات صحفية أنه «صدرت تعليمات لرجال حرس الحدود بإطلاق النار على كل من يقترب خط الحدود، دون التفاوض معه»، معتبر هذا الإجراء حقا سياديًا للمملكة في الدفاع عن أرضها ومواطنيها.

من جانبها، أفادت سلطات الرياض أن المهاجمين الأربعة على منفذ سويف الحدودي بعرعر قُتلوا في 5 يناير/كانون الثاني أثناء محاولتهم دخول منطقة عرعر الشمالية، عندما فجر اثنان منهم متفجرات كانت بحوزتهما. كما ألقت السعودية القبض على 3 سعوديين و4 سوريين على صلة بتفجير وهجوم مسلح على حدود المملكة مع العراق، وهو أول هجوم بري لمسلحين على الحدود منذ سنوات.

هذا ولم تتبن أي مجموعة الهجوم الأخير، إلا أن السعودية المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الولايات المتحدة، تشن غارات على مواقع خاضعة لسلطة «الدولة الإسلامية» وتنظيمات جهادية في سوريا والعراق منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

ولفت «الغامدي» أن المعتدين الذين وصفهم بـ«الإرهابيين» كانوا قد وفدوا من العراق وحاولوا المرور من معبر رسمي. مضيفًا أن هؤلاء أرادوا ضرب هدف في مكان آخر في السعودية، كما وضح أنه تم العثور على آلاف الدولارات بحوزتهم.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي  دشنت السعودية المرحلة الأولى من سور حماية ونظام مراقبة إلكتروني على طول 900 كلم في الصحراء، على حدودها الشمالية.

«سور» الحدود السعودية وجدواه 

وبحسب مراقبين سعوديين فإن السور الذي تقيمه السعودية على طول حدودها مع العراق بطول 600 ميل، بما يعادل 966 كم، سيكلف السعودية مبالغ مالية باهظة، وسط احتمالات بألا يجدي بناؤه نفعا في مسألة تسلل المقاتلين من العراق إلى السعودية، حيث أن الجانب العراقي لا يخضع بشكل كبير للقوات الأمنية العراقية؛ مما يساهم في تمكن عناصر مقاتلة من شن هجمات تستهدف الحدود. 

من جانبها، شبهت صحيفة «تليغراف» البريطانية  في تقرير سابق لها، السور بـ«سور الصين العظيم»، موضحة أنه عبارة عن خطة سعودية قديمة نوقشت عام 2006، غير أن العمل به تأخر حتى سبتمبر/أيلول من العام الماضي. وأضافت أن السور يشمل بناء 5 طبقات، إلى جانب أبراج مراقبة، وكاميرات رؤية ليلية، وكاميرات رادار.