عززت السعودية قواتها البرية على الشريط الحدودي مع العراق، بعد مهاجمة عناصر من «الدولة الإسلامية» مركز سويف التابع لمحافظة جديدة عرعر، فجر الإثنين الماضي، وقتل ثلاثة من رجال الأمن، بينهم قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية، فيما أعلنت الكويت أمس، اتخاذ «أقصى درجات التأهب على حدودها مع العراق» وأكدت أن الاستعانة بقوات مصرية على أراضيها «غير وارد».
من جانبها، أعلنت الداخلية السعودية أنها في انتظار إجراءات الحمض النووي لكشف هوية الإنتحاريين الأربعة الذين هاجموا المركز الحدودي مع العراق، ورجح مراقبون أن تكون «الحقائب المالية والأحزمة الناسفة التي عثر عليها في مكان الحادث، مؤشراً إلى أن المهاجمين كانوا ينوون العبور إلى داخل الأراضي السعودية، وعندما تم كشف أمرهم، بادروا بمهاجمة رجال الأمن».
وتفرض المملكة رقابة مشددة على حدودها مع العراق منذ سقوط نظام الرئيس العراقي «صدام حسين» عام 2003. ودشن العاهل السعودي الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» العام الماضي، مشروع «الملك عبدالله لأمن الحدود»، وهو عبارة عن مدن سكنية لرجال الأمن، وسواتر ترابية وحديدية وأبراج استشعار وكاميرات نهارية وليلية تعمل بالأشعة ما فوق البنفسجية، لتتبع المتسللين والمهربين، وترتبط هذه المنظومة الأمنية بمركز للقيادة والسيطرة والتحكم في وزارة الداخلية في الرياض.
من جهته، قال عضو مجلس الشورى السعودي «زهير الحارثي»، إن الإعتداء على الحدود السعودية مع العراق، «يؤكد أن المملكة مستهدفة، وأن هناك رغبة في زعزعة أمنها، على رغم المحاولات الفاشلة السابقة»، مضيفاً: «هناك محاولات تكشف وجود رغبة وإصرار في جر السعودية إلى مواجهات مختلفة، والاستفادة من المتعاطفين في الداخل مع التنظيمات الإرهابية»، فهذه الجماعات المتطرفة ترى بأن «مشروعها لن ينجح بوجود المملكة كدولة تمثل الإسلام الوسطي».
وأشار «الحارثي» إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يريد أن يكسب من عملية الاعتداء على الحدود السعودية «إعلامياً بأنه موجود على الساحة، وأنه بات يمثل قلقاً للمملكة»، وقال إن «العبرة بعد الجهود الأمنية هي بثبات واتحاد الجبهة الداخلية، لمواجهة التنظيمات (الإرهابية) سواء كانت داعش أو غيرها، لأن هناك شريحة قد تتعاطف في الداخل معهم، على رغم أن الخطاب السائد في المملكة ضد هذه الجماعات».
ورأى أن السعودية ستزيد مشاركتها مع قوات التحالف في الحرب على الإرهاب، ومواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وأضاف: «هذه المحاولات لن تثني السعودية عن مواصلة المشاركة الدولية ضد التنظيم، والآن لا بد من أن تتغير آلية المواجهة مع التنظيم، بحيث تكون هناك مواجهات برية»، مؤكدا أن «هذا مهم وسيحسم الأمور، كون المواجهة عبر الجو لا تكفي وحدها».
إلى ذلك، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي «خالد الجارالله» لمصادر صحفية، إن الأوضاع على حدود بلاده مع العراق «منضبطة»، وأن الكويت «اتخذت الاحتياطات الأمنية اللازمة في ظل الظروف غير الطبيعية الموجودة في المنطقة»، وأضاف: «اتخذنا أقصى درجات الترقب والتأهب».
وأكد «الجار الله» أن هناك «يقظة كويتية وتتبعاً للأمور على الحدود»، وأشار إلى أن الاستعانة بقوات مصرية في الكويت «أمر غير وارد»، وذلك بعد يوم واحد من اختتام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» زيارة رسمية للكويت، وتأكيده حماية مصر «أمن دول الخليج العربي». وأوضح وكيل الخارجية أن التعاون العسكري مع مصر سيتواصل، وأن «زيارة «السيسي» كانت ناجحة بكل المقاييس».