كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد» فى تغريدات له عبر حسابه على «تويتر» أبعاد هجوم عرعر الذي وقع أمس الاثنين بمنطقة الحدود الشمالية للمملكة قرب العراق، والذي أودى بحياة 3 جنود من بينهم قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية، العميد «عودة البلوي»، و4 من المسلحين.
وفي تغريداته، أكد «مجتهد» أنه قد وصلت تحذيرات استخباراتية قوية عن نية لاختراق الحدود للمملكة، وهو ما تزامن أو ربما أسفر عن «توسيع مسافة الإخلاء السكاني من 10 إلى 20 كم خوفا من اختلاط المتسللين بالأهالي».
وتابع «مجتهد» أن استجابة قائد المنطقة لطلب المهاجمين بالحضور ما هو إلا «تصرف غريب»، باعتبار أن الضباط لا يحضرون الصف الأمامي، فيما يشير إلى أنه «لم يتبين إن كان بادر بنفسه أو بإذن محمد بن نايف» في تلبية الحضور لموقع الحادث.
كما لفت «مجتهد» إلى أنه لا يمكن أن يصل أي متسلل للمنفذ إلا بعد مروره بثلاث نقاط تفتيش عراقية، موضحًا أن الداخلية السعودية لم تتعرف حتى الآن على تفسير تجاوز المهاجمين النقاط الثلاث.
وبحسب «مجتهد»، فإن العملية استطاعت بالفعل إثبات فشل مشروع الحدود الذكية، حيث أكد أن «نقطة الحادث هي مما تم إنجازه من المشروع، والذي أنفق عليه مليارات يبدو أنها في جيب بن نايف».
كما أوضح أن الاشتباك «وقع على مسافة قصيرة جدا يفترض ألا يحصل»، وهو «ما يدل على تدني مستوى التدريب والتصرف غير المهني عند حصول المخاطر حتى عند كبار الضباط»، على حد قوله.
يُذكر أن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء «منصور التركي»، قد أكد أن استشهاد قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية السعودية، العميد «عودة البلوي»، بتفجير (انتحاري) جاء بعدما أظهر الانتحاري «مرونة موهما باستعداده لتسليم نفسه»، في حين ذكرت تقارير صحفية سعودية أن وزير الداخلية أمر بنقل جثمان «البلوي» إلى مكة للصلاة عليه بالحرم المكي وفقا لوصيته.
وكانت الداخلية السعودية قد أصدرت بيانا مساء الاثنين، أشارت فيه إلى أن قوات حرس الحدود رصدت محاولة تسلل أربعة عناصر للحدود السعودية عبر مركز سويف الحدودي مع العراق، وعند مبادرة دورية حرس الحدود لاعتراضهم بادروا بإطلاق النار، ما استدعى الرد بالمثل، ما أسفر عن مقتل أحد المتسللين، في حين «بادر آخر إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله، عند محاولة إقناعه لتسليم نفسه»، كما تمت متابعة الشخصين الآخرين والتعامل معهما أثناء محاولتهما الهرب.
وتمكن رجال الأمن من محاصرتهما بـ«وادي عرعر» في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية، حاولا الاختباء فيها، وجرى توجيه النداء لهما بتسليم نفسيهما، إلا ان أحدهما أقدم على تفجير نفسه في حين لقي الآخر مصرعه على أيدي رجال الأمن، وضبطت قوات الأمن أسلحة رشاشة وقنابل وأحزمة ناسفة، بالإضافة إلى أوراق نقدية تطايرت من حقيبة كانت بحوزة المسلحين، بينما قُتل من القوات السعودية العميد «عودة البلوي»، إلى جانب اثنين من الجنود.
وكرر «التركي»، في اتصال مع الفضائية السعودية، تعليقا على الهجوم، أن تحديد هوية المتسللين بحاجة للمزيد من التحقيقات، معتبرا أن محاولة التسلل كانت متوقعة نظرا لأن الإرهابيين «لا يجدون ملاذا آمنا في المملكة وليس لهم إلا التسلل عبر الحدود».
وردا على سؤال حول حقيقة وجود مناورة من قبل المتسللين لخداع رجال الأمن سمحت بمقتل «البلوي»، رد التركي بالقول أن «أحد اللذين حوصرا اليوم أظهر مرونة واستعداد لتسليم نفسه، وكان العميد العودة يقود ذلك بنفسه، وكان متحمسا لإقناعه بالاستسلام والقبض عليه، وقد استغل العنصر الإرهابي هذه الفرصة لتفجير نفسه وقتل العميد العودة».
من جانبه، ذكر موقع «سبق» السعودي أن وزير الداخلية، الأمير «محمد بن نايف»، وجّه بنقل جثمان «البلوي» لمنطقة مكة المكرمة للصلاة عليه بالحرم المكي، بناء على وصيته، على أن يصلى عليه ويدفن فجر اليوم الثلاثاء.