مصدر عسكري: الطائرات الأمريكية بدون طيار لا تحلق في اليمن إلا بموافقة الحوثيين

الثلاثاء 27 يناير 2015 11:01 ص

كشف مصدر عسكري أن الطائرات الأمريكية بدون طيار لم تحلّق في الأجواء اليمنية ولم تقم بأي ضربة جوية إلا بعد موافقة الرئيس اليمني المستقيل «عبدربه منصور هادي»، بينما أصبح القرار بهذا الشأن في يد مليشيات الحوثيين، الذين يسيطرون على كل البلاد بما فيها المؤسسات الرئاسية والقصر الجمهوري، وحتى البيت الشخصي للرئيس «هادي».

وبحسب تصريحات المصدر العسكري لصحيفة «القدس العربي» اللندنية، فإن أسباب قيام الطائرات الأمريكية بدون طيار بضرب المدنيين اليمنيين يرجع إلى سماح مليشيات الحوثيين لها بالقيام بذلك، في إطار التعاون الإستخباراتي المشترك بين الحوثيين والأمريكيين والذي كشف عنها مسؤول أمريكي قبل أيام.

وأوضح المصدر أنه «من المرجّح أن يكون سماح الحوثيين للطائرات الأمريكية بدون طيار وسيلة لتعميق العلاقات الثنائية بينهما وإثبات حسن نوايا في عدم الممانعة في ذلك، مقابل تعاون الأمريكيين في ضرب قبائل محافظتي مأرب والجوف التي استعصت على السقوط أمام المسلحين الحوثيين والذين حاولوا إجبار الرئيس هادي على استخدام الطائرات العسكرية اليمنية لضرب رجال القبائل وهو الأمر الذي رفضه وقرر الاستقالة جراء ذلك».

وجاءت عملية الطائرة الأمريكية بدون طيار عقب كشف مساعد وزير الدفاع الأمريكي في حديث لصحيفة «مونيتور» الأمريكية قبل 3 أيام عن وجود علاقات استخباراتية مع مليشيات الحوثيين في اليمن، في حين يعتقد أن طائرات أمريكية بدون طيار كانت قد استخدمت قبل نحو شهرين لمساندة الحوثيين في دخول منطقة المَنَاسح التابعة لمدينة رداع وسط اليمن، والتي تعتبر أحد المناطق القبلية الحاضنة لتنظيم القاعدة في اليمن.

وكانت طائرة أمريكية بدون طيار قد ضربت سيارة يستقلها 4 يمنيين أمس الإثنين، بشبهة علاقتهم بتنظيم القاعدة، حيث قتل جميع ركابها على إثر هذه الضربة الجوية في الطريق العام بين محافظتي مأرب وشبوه، بتسهيلات من الحوثيين وفقًا للمصدر، الذي أوضح أيضًا أن الضربة الجوية التي وقعت في طريق بيحان حريب التابعة لمحافظة شبوه، أسفرت عن مقتل 4 الركاب الذين كانوا يستقلونها.

وتعد هذه أول ضربة جوية بطائرات بدون طيار منذ استقالة الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، وجاءت بعد يوم واحد من سيطرة الحوثيين على قاعدة الديلمي الجوية في مطار صنعاء، ومنع قائد الدفاع الجوي من دخولها بالإضافة إلى منع دخول كافة الطيارين غير الموالين لها.

استنفار أمني للحوثيين في العاصمة صنعاء

في غضون ذلك، شهدت العاصمة صنعاء حالة استنفار أمني من قبل مليشيات الحوثيين المصحوبين بتعزيزات عسكرية وأمنية لمواجهة مظاهرات مناهضة لأعمالهم، والمطالبة بعودة شرعية الرئيس المستقيل، وذلك بعد أن دمرت ممارسات المليشيات الشيعية مؤسسات الدولة برمتها، واستولت على كافة مؤسسات العاصمة صنعاء، وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة والحكومة واستولت على المقار الرئاسية والحكومية.

وذكر شهود عيان أن كافة الشوارع المؤدية إلى ساحة التغيير قبالة بوابة جامعة صنعاء تم إغلاقها بالكامل من قبل المسلحين الحوثيين المدعومين بالمدرعات العسكرية وعربات قوات شرطة مكافحة الشغب، فيما ولم يسمح الحوثيون بدخول المتظاهرين إليها، حيث اضطر المتظاهرون إلى التجمع في أقرب نقطة إليها.

وأكدوا أن المسلحين قاموا بالاعتداء على المتظاهرين عبر وسيلة جديدة، قاموا من خلالها باحضار أعداد كبيرة من أتباعهم بلباس مدني كمتظاهرين، واندمجوا مع المتظاهرين المناهضين للحوثيين، ثم قاموا بالاعتداء على المتظاهرين من طلبة جامعة صنعاء ومن النشطاء الشباب والاعتداء عليهم بشكل عشوائي بالضرب المبرح، بما في ذلك متظاهرات من طالبات جامعة صنعاء. 

ووفقا لمصدر صحافي كان ضمن ضحايا اعتداءات أمس الإثنين، فقد اعتدى المسلحين الحوثيين بالضرب المبرح على مصور قناة «الحرة»، «محمد عيضة»، وصادروا كاميرته ثم أعادوها إليه لاحقا، كما احتجزوا مراسل قناة سكاي نيوز عربية، «محمد القاضي» مع مصوره ثم أفرجوا عنهما لاحقا، واعتدوا بالضرب على مصور وكالة رويترز «خالد عبدالله المهدي».

كما قام المسلحون بالاعتداء على مراسل قناة «سهيل»، «هائل البكالي» وعلى المصورين «ماهر الحبيشي» و«عبدالله الروحاني» وصادروا كاميراتهم، كما اعتدوا على المصور التلفزيوني في شركة «يمن ديجيتال ميديا»، «يعقوب الشرعبي»، بالاضافة إلى قيامهم باختطاف المصور «يحيى السُّواري» وصادروا كاميرته واعتدوا عليه بأعقاب البنادق ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة، كما اعتدوا على المصور «محمد العماد » وأجبروه على حذف الصور بالكامل من كاميراته.

وذكروا أنه من بين من تم الاعتداء عليهم في مظاهرة أمس بالضرب المبرح الصحافي في جريدة الأهالي «هيثم الشهاب» والمصور «توفيق المسلمي» والصحافي «عبد الله السامعي» والناشط الإعلامي «عادل شمسان».

إلى ذلك ذكر مصدر سياسي أنه من المقرر أن يلتقي قادة أحزاب تكتل اللقاء المشترك، وهي ستة احزاب رئيسية، بينها أحزاب إسلامية وقومية واشتراكية، اليوم الثلاثاء، للوصول إلى رؤية عامة وبلورة صيغة تفاهمات لوضع التسوية القادمة في البلاد والدخول بموقف موحد لها في المباحثات التي يحاول المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن «جمال بن عمر» أن يخرج بها بين المكونات السياسية المتعددة ومليشيات الحوثيين.

وكانت المكونات السياسية الموقعة على اتفاق «السلم والشراكة» في اليمن التقوا أمس مع المبعوث الأممي «جمال بن عمر» لمناقشة تداعيات استقالة الرئيس «هادي» ورئيس الحكومة «خالد بحاح» الخميس الماضي، وسط مقاطعة من بعض الأحزاب التي ترفض في المُطلق الجلوس للتحاور مع الحوثيين وفي مقدمتهم التنظيم الوحدوي الناصري.

واتفقوا على استئناف اجتماع هذه المكونات السياسية مع مندوبي مليشيات الحوثيين مساء اليوم الثلاثاء لمناقشة ما يمكن أن يتم التوصل إليه من اتفاقات لحل الوضع الراهن المعقد عقب الاستقالة الرئاسية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الحوثيين اليمن أمريكا صنعاء طائرات بدون طيار

مقتل 3 من عناصر «القاعدة» في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار شرقي اليمن

مقتل 3 من مقاتلي القاعدة فى هجوم طائرة بدون طيار باليمن

مقتل سعودي بارز في تنظيم «أنصار الشريعة» بغارة أمريكية في اليمن

«نيويورك تايمز»: «سي آي إيه» تدير قاعدة لطائرات بدون طيار جنوب السعودية

برنامج واشنطن للطائرات بدون طيار في اليمن يعاني نقصا في المعلومات الاستخباراتية

فرنسا تبعث تعزيزات عسكرية إلى سواحل اليمن لـ«حماية مصالحها»

مشغل طائرة بدون طيار أمريكي: «شاركت في قتل 1600 شخص واستقلت لأني لا أستطيع النوم»

كيف تستخدم أمريكا الخليج وإيران للحفاظ على مصالحها؟