أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف المدفعي التي استهدفت صباح الأربعاء مواقع عسكرية للجيش السوري بالقرب من مدينة القنيطرة في الجولان السوري.

وحذر الأمين العام من «المخاطر الناجمة عن تصاعد وتيرة الاعتداءات والعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المتأزمة في سورية وتهدد أمن واستقرار المنطقة على اتساعها».

ودعا الأمين العام مجلس الأمن إلى «تحمل مسؤولياته والتدخل العاجل من أجل وضع حد لتلك الاعتداءات الإسرائيلية، لدرء للمخاطر واحتواء الموقف المتدهور على الحدود الإسرائيلية مع سورية ولبنان».

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أنه أغار منتصف الليلة الماضية على أهداف للجيش السوري في هضبة الجولان، مشيراً إلى أنه «يعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضيه».

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، «أفيخاي ادرعي»، في تغريدة عبر موقع «تويتر» إنه «أغارت طائرات سلاح الجو (الإسرائيلي) بعد منتصف الليلة على أهداف للجيش السوري النظامي في هضبة الجولان، رداً على إطلاق القذيفتين الصاروخيتين على أراضينا أمس (الثلاثاء)».

وأضاف «أدرعي» أن «الجيش الإسرائيلي يعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضيه، وسيتحرّك في أيّ طريقة وزمان لحماية مواطني إسرائيل». ومضى المتحدث الإسرائيلي قائلاً إنه «تمّت إصابة أهداف الجيش السوري بدقة».

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، «موشيه يعالون»، إن «الغارة الجوية تشكّل رسالة إلى النظام السوري مفادها أن إسرائيل لن تتحمل إطلاق النار على أراضيها، والمسّ بسيادتها، وأنها ستردّ على أي حادث من هذا القبيل بشدة وإصرار»، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن يعالون قوله إن «إسرائيل لن تمرّ مرور الكرام على محاولات إرهابية للمسّ بأمن وسلامة مواطنيها ولن تتسامح معها».

مقتل 4 إسرائيلين في عملية لحزب الله

من ناحية أخري، تتعرض مناطق حدودية في جنوب لبنان إلى قصف إسرائيلي مكثف بعد مقتل أربعة جنود إسرائيليين في وأصابة أربعة آخرين في مزارع شبعا قبل ساعات قليلة إثر إطلاق صاروخ من داخل الأراضي اللبنانية، وذكرت مصادر أمنية أن القصف الإسرائيلي الذي يشمل المدفعية والدبابات طال خمس مناطق على الاقل تقع بالقرب من الحدود، وأن 25 قذيفة على الأقل سقطت في الجانب اللبناني من الحدود.

من جانبه أعلن «حزب الله» اللبناني، رسمياً، تبنيه الهجوم الذي استهدف آلية عسكرية إسرائيلية، الأربعاء، على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وأفاد الحزب، في بيان له حمل الرقم واحد، بأن «الهجوم أدى إلى سقوط جرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين».

وجاء في بيان الحزب أن «مجموعة شهداء القنيطرة استهدفت موكباً عسكرياً إسرائيلياً يضم عدداً من الجنود والضباط الإسرائيليين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى».

وقال مصدر أمني لبناني، فضّل عدم ذكر اسمه، إن «حزب الله نفذ عملية نوعية ضد هدف عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بجنوب لبنان، رداً على غارة القنيطرة، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين».

وأضاف أن «حزب الله أخلى مواقعه الأمنية بشكل كامل في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقله الرئيسي، منذ الثلاثاء، تحضيراً لهذا الهجوم».

وكان الجيش الإسرائيلي بدأ في وقت سابق اليوم أعمال حفر على الحدود مع لبنان، وسط مخاوف من قيام حزب الله اللبناني بإقامة أنفاق في المنطقة، وقال الجيش إنه لا يملك معلومات على وجود هذه الأنفاق لكنه أشار إلى أن سكانا في المناطق الحدودية أبلغوه بسماعهم أصواتا أسفل منازلهم خلال ساعات الليل، وفقا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وكان الجيش الإسرائيلي نفذ أعمال حفر مماثلة أسفل الحدود اللبنانية بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، نهاية أغسطس الماضين، وجاءت هذه العمليات أنداك بعدما أفاد سكان إسرائيليون في التجمعات السكانية المحاذية للحدود اللبنانية عن سماعهم أصوات حفر أسفل منازلهم خلال ساعات الليل، ولم يعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك عن اكتشاف أية أنفاق.

وقبل نحو أسبوعين قُتل ستة من عناصر حزب الله  في غارة إسرائيلية في القنيطرة بالجولان السوري المحتل.