توقف بث قناة «العرب» مؤقتا .. والمنامة تهدد بسحب تراخيصها عقب استضافتها لمعارض بحريني

الاثنين 2 فبراير 2015 10:02 ص

أوقفت قناة «العرب» الإخبارية، الملوكة من الملياردير السعودي الأمير «الوليد بن طلال»، بثّها، اليوم الأثنين، بعد ساعات فقط من انطلاقها من العاصمة البحرينية، وبعد استضافتها لمعارض بحريني انتقد المنامة.  

وتوقفت القناة عن بث برامجها ونشراتها الإخبارية، فيما استمرت ببث مواد ترويجية لها.

وأعلنت القناة، عبر حسابها على موقع «تويتر» وفي إعلان على شاشتها، «توقف البث لأسباب فنية وإدارية»، مؤكدة «سنعود قريبا إن شاء الله».

وأكد مدير إدارة وسائل الإعلام في هيئة شؤون الإعلام البحرينية «يوسف محمد»، من جهته، أن «التعاون قائم مع إدارة القناة لاستئناف بثها والإنتهاء من الإجراءات اللازمة في أقرب فرصة ممكنة»، وذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

وفيما لم توضح القناة الأسباب التقنية والإدارية التي أدت إلى توقف البث، كتبت صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية الموالية للحكومة، في وقت سابق، أن وقف القناة أتى «لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية».

وأشارت الصحيفة بشكل خاص الى أعراف مثل «حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها».

وكان الضيف الأول للقناة، مباشرة على الهواء، القيادي في المعارضة البحرينية «خليل مرزوق»، حيث انتقد سحب السلطات البحرينية الجنسية من 72 شخصاً.

ونقل موقع «الدولية» عن الصحافي الجزائري في القناة «عبد الفتاح بوعكاز» قوله إن الحكومة البحرينية تتدخل بشكل سافر في عمل القناة وأمرت بوقف بثها فورا تحت تهديد بسحب الترخيص منها.

وانطلق البث الحي لقناة «العرب»، أمس، في تمام الساعة الرابعة بتوقيت المنامة (13:00 توقيت غرينتش)؛ وعرضت اللحظات الأولى من البث جولة داخل استديوهات القناة مع المذيعة السعودية «وئام الدخيل»،  ثم نشرة أخبارية عادية قدمها الإعلامي «طارق العاص».

وكان المدير العام للقناة «جمال خاشقجي» أكد، في وقت سابق، أن «العرب» ستكون على مسافة واحدة من الجميع، قائلاً «لن نقوم بالإصطفاف الى جانب أي طرف».

كسب المشاهد المُعارِض

وفيما يبدو أنها محاولة لخلق انطباع غير تقليدي، استضافت القناة في نشرتها الأولى؛ الرجل الثاني في جمعية الوفاق البحرينية الشيعية المعارضة، «خليل المرزوق»، وذلك للتعليق على سحب الحكومة البحرينية الجنسية عن 72 من مواطنيها بتهم تتعلق بـ«ممارسة العنف والإضرار بمصالح البلاد»، حسب الرواية الحكومية. كانت الجمعية قد وصفت هذا بأنه «استخدام للجنسية كأداة لمعاقبة المعارضين».

حيث ظهر «المرزوق» متحدثًا عن البيان الصادر عن الجمعية تعليقًا على الخبر، إلا أن مغردين لاحظوا مقاطعة المذيع لممثل «الوفاق» أكثر من مرة أثناء الحوار، ليبقى الأمر معلقًا فيما إذا كان هذا متعمدًا أو من قبيل إدارة وقت الحوار.

وبانتهاء النشرة تبعتها نشرة أخرى قدمتها المذيعة السعودية «وئام الدخيل»؛ واستضافت فيها وزير الإعلام البحريني «عيسى الحمادي»، للإجابة عما قاله ممثل «الوفاق»، في مشهد تحاول «العرب» إبرازه بشكل مثالي عن سياساتها. وتساءل مغردون ضمن ردات فعل واسعة عما إذا سبق هذه الخطوة تنسيق بين القناة والحكومة البحرينية.

وفي لقاء سبق انطلاق بث القناة بيومين على «روتانا خليجية» مع «عبد الله المديفر»، قال مدير عام القناة «جمال خاشقجي» إن القناة لا تتخذ مسارًا سياسيًا معينًا لها في التعامل مع المعلومة الخبرية، فيما بدا ذلك غير مقنع للمذيع الذي ألحَّ على الضيف بالابتعاد عما أسماها «بالشعارات والكلام العام»، ليعود «خاشقجي» ويؤكد أن سياستها التحريرية تعتمد فيها الخط السعودي بالدرجة الأولى، كما تحرص أن تبتعد عما يعرّضها للمثول أمام القضاء البحريني.

وعن الحديث عن القوائم السوداء، قال «خاشقجي» إنه لا قائمة سوداء في «العرب»، إلا أنه عاد بعد سؤال المذيع عن المعارضة السعودية في لندن وأكد وجود هذه القائمة التي تضم «سعد الفقيه» و«محمد المسعري» و«مضاوي الرشيد»؛ التي لن تظهر على الشاشة، بحد وصفه.

وفي مفارقة، قال «خاشقجي» إنه لا مشكلة لدى القناة من ظهور «البغدادي» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها، وكذلك «علي سلمان» زعيم «جمعية الوفاق» المعارضة البحرينية، إلى جانب قيادات الإخوان؛ حتى وإن صنفتهم السعودية «كإرهابيين»، ليطرح بهذا تساؤلًا عن مدى التناقض بين التصريحين ومدى طبيعة وحقيقة وجود مثل هذه القائمة.

كما أكد «خاشقجي» في اللقاء أن مالك القناة والمموِّل الرئيس لها، الأمير «الوليد بن طلال»، لن يتدخّل في السياسة التحريرية الخاصة بالقناة. وقال: «الأمير الوليد اجتمع بالزملاء في التحرير ووعدهم أنه لن يتدخل في سياسة التحرير أو يقول افعل كذا أو لا تفعل كذا»، وأضاف: «الأمير يريد أن يعطي انطباعًا للمشاهد أن ما يعرض على (العرب) ليست آراءه».

وبالتساؤل عن تصريح الوليد بن طلال في ذات اللقاء المعروف، الذي قال فيه إن قناة الجزيرة قناة الشعوب والشارع العربي، وإن قناة العربية هي قناة الحكومات؛ قال «خاشقجي»، ضاحكًا، إن «العرب» قناة «شعوب الحكومات»، وفسّر هذا بأن القناة ستهتم بتطلعات الشعوب وفي نفس الوقت ما أسماها «ظروف» الحكومات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قناة العرب الوليد بن طلال جمال خاشقجي البحرين جمعية الوفاق خليل المرزوق

إعلامية سابقة بالجزيرة، تنضم لقناة من البحرين ملكيتها لأمير سعودي وداعمين لإسرائيل

مصادر: إغلاق قناة «العرب» تم لحرص المنامة على «ألا تعكر شائبة صفو العلاقة مع السعودية»

قناة «العرب» ترفض تعديلات البحرين لعودة البث وتؤكد: شروطكم تُكبلنا

البحرين تعلن رسميا وقف قناة «العرب» لعدم حصولها على «التراخيص اللازمة»

وزير الداخلية البحريني يتهم قناة «العرب» بالتعبير عن «نهج إعلامي متطرف»

فسخ الاتفاقات المبرمة بين البحرين وقناة «العرب» رسميا

«خاشقجي» يؤكد عودة قناة «العرب» قريبا نافيا بثها من «قبرص»