إعدام الطيار الأردني يقوي حجة الأردن للمشاركة في الحملة على الدولة الإسلامية

الخميس 5 فبراير 2015 06:02 ص

أثار قتل متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» الوحشي للطيار الأردني «معاذ الكساسبة» موجة من مشاعر الحماسة الوطنية التي قد تقوي حجة الملك «عبدالله» في تبرير مشاركة بلاده في الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم المتطرف.

في محافظة الكرك مسقط رأس الطيار القتيل حلت الدعوات للانتقام والرد العسكري على «الدولة الإسلامية» في سوريا محل الانتقادات لفشل الحكومة في إعادة الكساسبة الى بلاده.

تلقت عائلة الكساسبة العزاء في منزلها بقرية عي قرب الكرك على بعد 100 كيلومتر الى الجنوب من عمان فهي لن تستطيع دفن فقيدها الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يحرق حيا في قفص ثم يسحق تحت أنقاض في تسجيل ظهر الثلاثاء.

أقيم العزاء في خيمة تقليدية زينتها صور الكساسبة (28 عاما) الذي تزوج حديثا فكان فرصة للتعبير عن الحزن وفي الوقت نفسه إظهار الدعم للملك عبد الله الذي واجه انتقادات شعبية بسبب أزمة احتجاز الطيار.

تجمع مئات الأردنيين منذ الساعات الأولى من الصباح لتقديم العزاء. كان بين المعزين مسؤولون سابقون بالديوان الملكي ووزراء وشخصيات من العشائر التي تمثل ركيزة أساسية في دعم حكم الأسرة الهاشمية فهي التي تمد الجيش وقوات الأمن بمجندين شبان يمكن الاعتماد عليهم مثل «الكساسبة».

وقال سالم كريشان (24 عاما) وهو طالب بالكلية الحربية «معاذ وحد كل الأردنيين... هذا البطل الشاب مات رجلا».

وقال يوسف الضمور (34 عاما) وهو عامل إنقاذ «يجب أن نقف وراء قوات أمننا وجيشنا في هذه اللحظة العصيبة».

على مقربة ردد شبان هتافات تشيد بالكساسبة وقالوا كلنا معاذ.

وتحطمت طائرة الكساسبة وكانت من طراز اف-16 في شمال شرق سوريا في ديسمبر كانون الأول حين كان في مهمة لقصف أهداف للدولة الإسلامية. والأردن عضو في التحالف الذي تقوده واشنطن للقضاء على التنظيم المتطرف في سوريا والعراق المتاخمين للأردن.

لكن مشاركته في الحرب على التنظيم لم تستقطب تأييدا يذكر في الداخل. ويشعر الأردنيون بالقلق من الاضطرابات على حدود بلادهم وعبروا عن مخاوف من احتمال أن يؤدي ذلك الى أن يشن المتشددون هجمات داخل الأردن.

وامتدت الانتقادات لتأتي ايضا من داخل عشيرة الكساسبة الداعمة للملك فقد نظم عدد من أعضائها احتجاجات ضد الحكومة الأسبوع الماضي.

وتساءل منتقدون عما اذا كانت الحملة التي تقودها واشنطن هي فعلا معركتهم اذ لم تقنعهم حجة الملك عبد الله بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثل تهديدا للأردن والإسلام.

لكن إعدام الكساسبة الوحشي الذي أثار إدانات دولية ربما يكون قد أجاب عن هذا السؤال بالنسبة للبعض.

وقال رئيس الديوان الملكي السابق «خالد الكركي» متحدثا في سرادق العزاء إن معاذ ذهب ليقاتل من أجل الإسلام السمح وذهب الى الضباع في جحورها لتدميرها.

وأضاف أن هذه معركة لا يمكن أن يقول الأردنيون الآن إنها ليست حربهم مشيرا الى أنها ليست حرب الأردن وحسب بل هي حرب الإسلام ايضا.

وواجهت الحكومة صعوبة في مواجهة انتقادات بأنها لم تبذل جهدا كافيا للإفراج عن الطيار. وكشفت أمس الثلاثاء أن «الكساسبة» قتل في الثالث من يناير/كانون الثاني اي بعد عشرة أيام فقط من إسقاط طائرته.

واندلعت احتجاجات ضد الحكومة في الكرك ليل الثلاثاء لكنها انتهت سريعا فقد ساعد شيوخ العشائر في نزع فتيل التوتر. وطالب والد «الكساسبة» بالثأر واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد التنظيم.

وقال التلفزيون الرسمي اليوم إن الملك «عبدالله» تعهد بشن حرب بلا هوادة ضد «الدولة الإسلامية».

وقال «ساطي الكساسبة» والد معاذ «أطالب أن يكون الثأر أكبر وما يظل واحد (من التنظيم) حي... أطالب بإبادة التنظيم».

 

المصدر | سليمان الخالدي، رويترز

  كلمات مفتاحية

إعدام الطيار الأردني الملك عبدالله الثاني الأردن الدولة الإسلامية

ناشط سوري نشر خبر إعدام الكساسبة حرقا منذ حوالي شهر

الاستخبارات الألمانية: «الدولة الإسلامية» يخطط لاختطاف خليجيين في عدة مدن عربية

القوات العراقية تعتزم شن هجوم بري ضد «الدولة الإسلامية» بإسناد من التحالف الدولي

البحرين ترسل مقاتلات جوية إلى الأردن للمساعدة في جهود مكافحة «الإرهاب»

وزير الخارجية الأردني يدعو إلى حوار بين العرب وإيران خلال زيارته لطهران