أدانت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية قرار محكمة مصرية باعتبار «كتائب القسام»، الذراع العسكري لحركة المقامة الإسلامية «حماس»، تنظيمًا ارهابيًا مؤكدة أن كتائب القسام وفصائل المقاومة هي الرقم الصعب في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي»، وستبقى ذلك. مشيرة إلى أن ذلك لا ينسجم مع الدور المأمول من مصر في رعاية الملفات ذات العلاقة بالمقاومة الفلسطينية، معتبرة الحكم بمثابة «جائزة كبرى للاحتلال».
وقالت الأجنحة خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس في غزة: «لقد صُدمنا وتفاجأنا كما كل أبناء شعبنا الفلسطيني، وكما كل الأحرار في هذا العالم بحكم جائر من محكمة مصرية، ينص على اعتبار كتائب القسام «تنظيماً إرهابياً» بزعم من حكم بهذا الحكم الغريب».
وأضافت: «إن مبعث استغرابنا الكبير واستهجاننا لهذا القرار البائس هو صدوره عن محكمة عربية مصرية، ومصر هي أقرب الجيران لفلسطين وخاصة قطاع غزة، وهي التي ذاقت مرارة الصلف الصهيوني، وطالما ولغ قادة العدو السابقين والحاليين في دماء المصريين، وعندما هبّت المقاومة الفلسطينية عبر عقود للدفاع عن شرف الأمة واستعادة كرامتها المسلوبة، تخرج علينا أصوات نشاز لتطعننا في ظهورنا بدلاً من نصرتنا ودعمنا».
وشددت على أن المقاومة وكتائب القسام تركز عملها ضد الاحتلال الإسرائيلي «وليس أدل من ذلك خوضنا ثلاثة حروب مع المحتل في بضع سنوات، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى دليل ولا برهان».
وقالت إن «الشعب المصري قبل غيره يعلم أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية شرفت الأمة العربية الإسلامية منذ شهور قليلة بأطول حرب عرفها العرب مع الصهاينة».
وشددت أنّ الإرهاب الذي ينبغي أن تتجه إليه محاكم مصر والمحاكم الدولية هو «الإرهاب الإسرائيلي» الذي قتل أبناء الشعب المصري والشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع على مدار عقود من الزمان، ولا زال هذا الاحتلال حراً طليقاً معتبراً نفسه فوق الحساب ومستعلياً على كل قوانين العالم المزعومة.
وقالت: «إن ما يطمئننا اليوم أنّ هذا الحكم الجائر المستهجن المشبوه لا يعبر قطعاً عن ضمير الشعب المصري ولا عن آرائه، ولا يمتّ لواقع احترام وتعظيم الشعب الفلسطيني للمقاومة والجهاد ضد المحتل الصهيوني البغيض الذي هو العدو المشترك بيننا وبين الشعب المصري منذ أن وجد هذا الكيان المسخ على أرض فلسطين المباركة».
وأعلنت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، رفضها هذا القرار «الظالم»، وقالت: «بالرغم من أنه خنجر في ظهر المقاومة، إلا أننا نعدُ أمتنا العربية والإسلامية بأن بوصلتنا تجاه القدس والاقصى ستبقى هي الأساس، ونطمئنهم أننا سنكمل مشوار المقاومة من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني، وإننا نعيد التأكيد على أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ونتمنى ألا يصدّر أحدٌ مشاكله الداخلية على الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة».
وأضافت: «إن هذا القرار الذي يصف المقاومة وكتائب القسام بالإرهاب هو جائزة كبرى للعدو الصهيوني ويصب في صالح أعداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وإنّ هذا القرار الغريب قبل أن يكون موجّهاً للمقاومة الفلسطينية، فهو يحاول الإساءة للشعب المصري العظيم، ويحاول المساس بتراثه وحضارته وتاريخه ومكانته، فكتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تعيش في قلوب كل العرب والمسلمين الأوفياء لفلسطين وعلى رأسهم الشعب المصري الذي يختزن في ذاكرته العداء الصهيوني التاريخي لمصر وشعبها وأرضها ومكانتها واستقرارها»
كما طالبت الشعب الفلسطيني بكل قواه أن يعبر عن رفضه وغضبه تجاه هذا القرار «الظالم» من خلال مسيرات غضب في الضفة والقطاع الجمعة القادمة.
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قد أصدرت السبت الماضي، أمرًا قضائيًا بإدراج «كتائب القسام» على خانة «التنظيمات الإرهابية»، بزعم «تورّطها في الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع أمنية وعسكرية للجيش والشرطة المصرية في سيناء»
