سفير إسرائيل السابق: الجيش المصري يفشل في سيناء .. وواشنطن تعتبر «الإخوان» تيارا سياسيا أصيلا

الأحد 8 فبراير 2015 06:02 ص

رأى«تسفي مازئيل»، سفير تل أبيب الأسبق في القاهرة، في دراسةٍ جديدةٍ نشرها على موقع (ميديا) أنّ مصر تعيش، وهي أكبر وأهم دولة عربية، تعيش اليوم في ذروة جهود هائلة مبذولة لتجديد اقتصادها، ولإقامة نظام سياسي جديد ومستقرّ في الوقت الذي تدير فيه صراعًا مريرًا ضدّ التنظيمات الإسلامية المتطرّفة.

ومن المفارقات، أضاف مازئيل، الذي يعمل اليوم باحثًا في المركز الأورشليمي للدراسات الإستراتيجيّة، أضاف أنّ مصر التي تحتاج للتفهّم والمساعدة، قد تُركت بمفردها ولا تحظى بتشجيع ومساعدة من الغرب، لافتًا إلى أنّ الافتراض هو أنّ مصر ستهزم الإرهاب الإسلاميّ، ولكن سيكون ذلك بثمن حرب طويلة ودموية ستؤثّر على جميع دول المنطقة.

وتابع مازئيل قائلاً إنّ الصراع في مصر سيستمرّ، مثل الصراع ضدّ «الدولة الإسلامية» في كلٍّ من سوريا والعراق، على حدّ تعبيره. وعزا ذلك إلى أنّه لا يوجد أدنى شكّ في إلهاب المشاعر وجلب تدفّق آخر للشباب من الدول العربية ودول الغرب، وسيزيد من مخاطر الإرهاب سواء في إسرائيل أو في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، على حدّ وصفه. وبحسبه، تنبع مشكلة الأمن الرئيسية من عمليات التنظيمات الجهادية في سيناء.

في الأشهر الثمانية عشر الماضية منذ إسقاط «الإخوان المسلمون» من الحكم توسّع نشاط التنظيمات الإرهابية الإسلاميّة كثيرًا في شبه الجزيرة. تجمّعت معظمها تحت مسمّى «أنصار بيت المقدس»، الذي تبيّن أن لديه قدرات عمليّاتية مذهلة، بالمُقابل، أدخل الجيش المصريّ  تعزيزات كبيرة إلى شمال سيناء بموافقة إسرائيل، في عملية واسعة النطاق، وتمّ اكتشاف وتدمير 1850 نفق، وقُتل واعتُقل المئات من الإرهابيين وتضررت العشرات من بؤر التنظيمات.

وبهدف تأليب الرأي العام الإسرائيليّ والغربيّ، زعم السفير الأسبق أنّ قطاع غزة يُعتبر قاعدة لوجستية لعمليات التنظيمات الإرهابية في سيناء، حيث تستطيع هناك التدرّب والتنظيم من أجل عملياتها في مصر، بحسب ادعائه. وتطرّق الباحث الإسرائيليّ إلى قضية عدم نجاح الجيش المصريّ في محاربة الإرهاب، وقال يبدو أنّ المشكلة تكمن في عدم استعداده للقتال ضدّ حرب العصابات، وخصوصًا إذا كانت في المدن، فقد اتضح أنّ الجيش لم يُجهّز لمهامّ من هذا النوع من قبل قادته ولم يُجهّز أيضًا في إطار المساعدة العسكريّة الأمريكيّة التي تشتمل على تدريب ضباط الجيش المصري في الأكاديميات العسكرية الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، قال إنّه على الجيش أن يُواجه، جزئيًّا على الأقل، سكانا بدوًا عدائيين لا يميلون للتعاون مع السلطات، التي أهملتهم وأهانتهم في العقود الأخيرة.

وزعم أيضًا أنّه نتيجة هذه السياسة الحكومية الفاشلة سمحت لحماس في البداية بإقامة شبكات لتهريب الصواريخ والأسلحة من السودان إلى غزة عن طريق سيناء بمساعدة البدو، وسهّلت في المقابل على التنظيمات الإرهابية الإسلامية إغراء البدو للانضمام إلى صفوفها والكفاح ضدّ السلطة باسم الإسلام، على حدّ قوله.

وتابع أنّه من المثير للدهشة، فإنّ مصر التي تُحارب الإسلام الأصوليّ، لا تحظى بالمساعدة من الغرب. خصوصًا بالنسبة للولايات المتحدة المرتبطة مع مصر باتفاقات للمساعدة الأمنية منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، موضحًا أنّ الإدارة الأمريكيّة تستمرّ في التعبير عن دعمها لحركة «الإخوان المسلمون» واعتبارها تيّارا سياسيًا أصيلاً وشرعيّا في الإسلام. وقد ظهر هذا الدعم في الأسبوع الماضي بشكل حادّ ويمسّ بمصر عندما تمّ استقبال وفد من «الإخوان المسلمون» هرب أعضاؤه من مصر إلى محادثة في وزارة الخارجية في واشنطن. التقط أحد أعضاء الوفد صورة بجانب شعار وزارة الخارجية وهو يشير بأصابعه بإشارة تأييد حركة «الإخوان المسلمون»، ونشر الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي في تحدّ واضح للسيسي، على حدّ تعبيره.

وقال أيضًا في الدراسة، التي ترجمها موقع (المصدر) إنّه على الرغم من أنّ واشنطن قد أرسلت مؤخرًا العشرات من مروحيّات الأباتشي التي كانت تنقص مصر في حربها بسيناء ضدّ الإرهابيين، ولكن المساعدة الأمنية التي تمّ تعليقها كعقاب للسيسي لا تُجدّد بنطاقها الكامل، مُشيرًا إلى أنّ أوباما يُواصل تجاهل للسيسي ولا تحظى مصر بالمساعدة في مجال القوى الخاصة وإدارة حرب العصابات، مما يمكن أن يرفع من قدراتها في حربها ضدّ قوى الإرهاب في سيناء. أيضًا الاتحاد الأوروبي لا يقوم بأيّ جهد لمساعدة مصر.

وتابع مازئيل قائلاً إنّه في الوقت الراهن، توفّر السعودية ودول الخليج لمصر مساعدات مالية، ولكن ذلك دواء مؤقّت وليس بديلاً عن النموّ الاقتصادي، وأردف أنّ هناك تحدّ آخر ومهمّ جدّا وهو جلب الاستقرار للنظام السياسيّ الذي لا يزال يعتمد بشكل أساسي على الرئيس، بينما لا تنجح الأحزاب في إقامة أطر سياسية قابلة للحياة قبيل الانتخابات البرلمانية، على حدّ قوله.

وخلُص إلى القول إنّ الانتخابات التي يُفترض إجراؤها في نهاية شهر آذار (مارس) هي المرحلة الثالثة في خارطة الطريق التي قدمها السيسي للشعب المصري بعد عزل مرسي، وقد تمّ تنفيذ المرحلتين الأولين بنجاح وهي: صياغة الدستور والموافقة عليه من خلال استفتاء شعبي والانتخابات الرئاسية. مؤكّدًا: ستمثّل الانتخابات البرلمانية اختبارا للمشهد المصري المحلّي.، إذ، برأيه، فإنّ برلمانًا منتخبًا مكوّنًا من أحزاب ليبرالية هو فقط ما يمكنه أن يمثّل وزنًا ضدّ الرئيس، وينتقد السياسات الاقتصادية، ويحافظ على حقوق الإنسان ويوقف التطرّف الإسلاميّ، على حدّ قول سفير تل أبيب الأسبق في القاهرة.

المصدر | زهير أندراوس، رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر أنصار بيت المقدس ولاية سيناء الإرهاب أوروبا أمريكا الإخوان المسلمون

إصابة 10 أشخاص في 5 انفجارات بمحيط أقسام شرطة بالأسكندرية شمال مصر

15 قتيلا من الجيش والشرطة في تفجيرات بسيناء .. وتغييرات في القيادة العسكرية على وقع الإخفاق

صحيفة إسرائيلية: حكومة «السيسي» عاجزة عن صد «التمرد الإسلامي»

سفير إسرائيلي جديد يبدأ مهام عمله بالقاهرة.. الأحد