لماذا دافع وزير الخارجية القطري عن «حماس» في ميونخ؟

الثلاثاء 10 فبراير 2015 08:02 ص

كان وزير الخارجية القطري «خالد العطية» واضحا في الدفاع عن وصم حركة «حماس» بالإرهاب واعتبرها حركة مقاومة مشروعة لها الحق القانوني في العمل على التحرر من الاحتلال، داعيا دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف عن الممارسات الإرهابية إذا كانت تريد العيش في أمن. وقد ردت «حماس» بتثمين مواقف وزير الخارجية القطري ودوره في الدفاع عنها أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ بوجود وزير الاستخبارات الإسرائيلي.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتضح فيها الموقف القطري تجاه حركة «حماس» فقد تكرر الموقف عدة مرات وفي أكثر من مناسبة، حيث أشار الوزير قبل شهر تقريبا إلى نفى الأنباء بصدد أن تكون قطر قد طلبت، أو ستطلب في المستقبل، من زعيم «حماس»، «خالد مشعل»، أن يغادر الدوحة.

وينبع الدعم القطري لـ«حماس» من قناعة الإمارة بشرعية الحركة الشعبية والقانونية التي فازت من خلالها بانتخابات 2006 ، كما تعلم قطر أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ومهما انشغلت الشعوب بقضايا داخلية أو جزئية فإن الجميع في لحظة ما لا يستطيع أن يغفل عن قضية فلسطين ومركزيتها بين سائر القضايا.

و لهذا فإن قطر أيضا تنطلق في سياساتها من هذا الأساس، ولنا أن نستدل على هذا بأن قطر ظلت ثابتة في مواقفها تجاه الحركة في غزة قبل وبعد الربيع العربي، وتجسد هذا في مواقفها في عام  2009 خلال القمة التي دعت لها الدوحة أثناء العدوان على غزة، وكذلك في زيارة أمير قطر السابق «حمد بن خليفة» لغزة في 2012.

خلال الفترة التي امتدت من 2006 إلى الآن ارتبطت حماس بعلاقات متينة مع القيادة القطرية، وربما تعود جذور العلاقة لأبعد من ذلك لكن المقصود هو العلاقة السياسية من موقع وصول الحركة للحكم في فلسطين.

 وبالتأكيد فإن هذه العلاقة كما ذكرنا قد بنيت على أسس من القناعة والانسجام، وليس على أسس الابتزاز أو الضغط لصالح أجندات معينة كما يشير بهذا المعنى عدد من قيادات حركة «حماس» في الداخل والخارج.

 تحاول قطر أيضا أن تدير علاقتها مع الحركة ضمن محدد ضبط التوازن بينها وبين السلطة الفلسطينية، من خلال إدارة علاقات جيدة مع الطرفين. وإن كانت السلطة أو أنصارها يجنحون أحيانا إلى اتخاذ مواقف لا تتناغم مع سياسة قطر نظرا لانسجامهم مع مواقف عربية أخرى مثل الموقف المصري أو السعودي تجاه مرحلة الربيع العربي وتداعياته. لذا فإن كل من يرى ضرورة الحرب على حركة «حماس» أو القضاء عليها ينظر إلى قطر على أنها حليف لـ«حماس» وأحد المدافعين عنها والداعمين لها.

بالفعل لعبت قطر خصوصا في مراحل العدوان الاسرائيلي على غزة أعوام 2009 و2012 و2014 أدوارا مهمة سواء في وقف العدوان أو تعرية الرواية الإسرائيلية، لذا فإن أحد الأساسات التي تدفع قطر لتبني «حماس» هو أساس أخلاقي إنساني من ناحية وأساس إسلامي عربي وطني من ناحية أخرى.

وبالرغم من اتهام الحركة بالإرهاب من قبل إسرائيل ومن يدعمها سواء من الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة، فإن قطر تعمل فضلا عن الدور الانساني على مضاعفة جهدها السياسي والقانوني والإعلامي كوسيلة لتقديم الدعم.

كما لا يستبعد في هذا الاطار أن تكون قطر، وربما بالتعاون مع دول أخرى قد تكون تركيا على رأسها، تعد لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أو تجميده من خلال مشروع تسوية جديد يقوم على أنقاض أوسلو وتكون «حماس» جزءا منه كما السلطة أو منظمة التحرير وفق شروط ومعطيات جديدة لكن الحديث عن شيء عملي في هذا السياق  - وإن كان واردا - فإنه لا يزال مبكرا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس قطر خالد مشعل خالد العطية

«خالد العطية»: لم نطلب من «مشعل» مغادرة الدوحة .. ولا توجد خصومة مع مصر

«خالد مشعل»: تركيا القوية مصدر قوة لجميع المسلمين

الأمير «تميم» يلتقي «عباس» و«مشعل» في الدوحة لبحث الأوضاع في غزة

أمير قطر يبحث مع مشعل آخر المستجدات في ضوء التصعيد الإسرائيلي «الخطير»

«عبد الله بن زايد» يسبّ الرئيس الفلسطيني وينتقد الموقف التركي من المنطقة

دول الخليج تقاطع اجتماعا إقليميا في طهران يبحث أمن المنطقة