اهتمت المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم بالأزمة التي تتفاقم بين واشنطن وتل أبيب إزاء إصرار رئيس الوزراء الصهيوني «نتنياهو» على الزيارة وإلقاء خطاب أمام الكونجرس - ذو الأغلبية من حزب المحافظين- تراه الإدارة الأمريكية تحديا لها وإهانة للرئيس ووزير خارجيته في الوقت الذي يتحدث فيه قادة المعارضة الإسرائيلية عن غضب أمريكي غير مسبوق، وعن تداعيات وانعكاسات خطرة لقرار «نتنياهو.. إضافة لشرح أبعاد العلاقة الراسخة بين الإمارات مصر.. فضلا عن مؤتمر محلي لحماية الطلاب من مخاطر تدفق المعلومات غير الآمن.

من جانبها وصفت افتتاحية «الخليج» إصرار رئيس الوزراء لإسرائيلي «نتنياهو» على زيارة واشنطن وإلقاء كلمة أمام الكونغرس بأنه «مغامر ومقامر» وجعلت منه عنوانا لمقالها، وقالت إنه رغم معارضة الإدارة الأمريكية وإعلان البيت الأبيض استياءه من انتهاك «نتنياهو» للبروتوكول الدبلوماسي المتعارف عليه، بعدم اطلاع الرئيس «باراك أوباما» أو وزير الخارجية «جون كيري» على الدعوة، ما دفع البيت الأبيض إلى إعلان أن الرئيس الأمريكي لن يستقبل «نتنياهو» كما أن نائب الرئيس «جون بايدن» لن يحضر إلى الكونغرس لسماع الخطاب.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية تدرك أهداف «نتنياهو» من إصراره على إلقاء خطاب في الكونغرس، فهو سيثير مسألة المفاوضات النووية الحالية مع إيران، وسيتحدث عن خطر إبرام اتفاق معها في محاولة لإثارة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، والرأي العام الأمريكي بدعم من اللوبي الصهيوني الواسع النفوذ، من أجل الضغط على إدارة «أوباما» للحيلولة دون أي اتفاق، وإبقاء الملف النووي الإيراني معلقا وخاضعا للابتزاز والتجييش كقضية مركزية في الشرق الأوسط وليست القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن «نتنياهو» يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية داخلية من خلال استغلال الكونغرس في حملته الانتخابية قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية.. وهو ما كشفت عنه في تصريحات زعيم «حزب العمل»، «اسحق هرتزوغ» حذر من تعريض العلاقات المميزة مع واشنطن للخطر.. أما «تسيبي ليفني» زعيمة «حزب الحركة» فوصفت الأجواء التي ستخلفها الزيارة بـ«أجواء الحرب»، وأن «نتنياهو» يفكر في مصلحته وليس مصلحة «إسرائيل»، ورأت زعيمة حزب «ميرش»، «زهافا جالؤون»، أن الزيارة ستؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها.

وختتمت الصحيفة افتتاحياتها بتأكيد أن «نتنياهو» مقامر سياسي، يغامر بمصلحة «إسرائيل» وبالعلاقات مع الولايات المتحدة، كما أنه يغامر بمستقبل المنطقة.. من أجل مصالحه السياسية الشخصية..

من ناحية أخرى استخدمت نشرة «أخبار الساعة» عنوانا مكررا من افتتاحية الأمس لصحيفة «البيان»، فتحت عنوان «الإمارات ومصر.. علاقات راسخة»  أكدت النشرة أن هناك محاولات مستمرة للنيل من العلاقات بين الإمارات ومصر من قبل قوى وجهات لا تريد الخير للبلدين ولا للمنطقة العربية، لكن هذه المحاولات تصطدم دائما بالأسس الصلبة للعلاقات الإماراتية - المصرية وبوعي قيادتي البلدين وشعبيهما لما يحاك ضدهما من مؤامرات، وما يواجه المنطقة برمتها من مخططات هدامة.

وأشارت إلى أنه في هذا السياق تأتي أهمية ما قاله «محمد بن زايد» خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من «عبدالفتاح السيسي»، حيث أكد أن عمق العلاقات التاريخية والراسخة بين الإمارات ومصر محل اعتزاز قيادتي البلدين وشعبيهما، وأن أي محاولة فاشلة وحاقدة لن تؤثر في ما يربط بين البلدين من علاقات أخوية متينة ومتنامية.

واعتبرت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية - أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل قوى التطرف والخراب والإرهاب غير قادرة على النيل من تلك العلاقات.. أول هذه الأسباب هو أن علاقات الإمارات ومصر تقوم على التوافق في النظر إلى قضايا المنطقة والعالم وتوجهها.. والحرص المشترك على أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها.

وأوضحت أن السبب الثاني هو البعد الشعبي العميق لهذه العلاقات.. حيث ينظر الشعب المصري بكل تقدير وإجلال إلى الإمارات قيادة وشعبا ولا ينسى موقفها الداعم لمصر في كل المراحل التي مرت بها منذ عهد الشيخ «زايد بن سلطان»..

وأشارت إلى أن السبب الثالث هو أن الدولتين تنظران إلى علاقاتهما على أنها ركن أساسي في تحصين المنطقة في مواجهة التحديات والمخاطر.. وبناء موقف عربي قوي يحفظ الأمن القومي العربي ضد محاولات اختراقه وتهديده.

وقالت «أخبار الساعة» في ختام افتتاحياتها إن علاقات الإمارات مع مصر هي جزء من علاقات خليجية - مصرية حيوية تقوم على الإيمان بأهمية التعاون المصري - الخليجي في خدمة المصالح العربية العليا، وهذا ما تؤكده كلمات قادة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين خلال اتصال الرئيس المصري بهم، وهي كلمات أكدت عمق علاقات هذه الدول مع مصر وعدم قدرة أي قوى حاقدة على التأثير السلبي فيها.

وفي شأن محلي وجريا على سياق تصدر التعامل الأمني قائمة الحلول الإماراتية، جاء رأي صحيفة «البيان» تحت عنوان «مخاطر الانترنت» ومن خلاله عرجت الافتتاحية على تنظيم برنامج «خليفة لتمكين الطلاب» فعاليات اليوم العالمي للإنترنت ضمن محوري «الأمن الفكري والجرائم الالكترونية للوثيقة الوطنية للتوعية الطلابية».. خطوة تجسّد الرؤية للقيادة في حماية النشء، بما يطمئن على تدفّق آمن للمعلومات يبعد عن المجتمع شرور التكنولوجيا..

وأضافت أن الإمارات تتبع استراتيجية واضحة في حماية مستقبل مواطنيها من مخاطر التدفّق الهائل عبر شبكة المعلومات الدولية ومخاطر التعامل غير الآمن معه.. وجعل الاستخدام الأمثل للإنترنت هدفا لا حياد عنه ودرء مخاطره ليس أخلاقيا فقط بل وفي المجال الفكري والصحي والاجتماعي..

وأشارت إلى أن رقابة الأسرة على أبنائها وتوجيههم من أهم ما يعوّل عليه في حماية أفراد الأسرة من مخاطر الاستغلال من قبل الآخرين عبر التوعية بحماية الخصوصية وعدم نشر ما قد يساء استخدامه..

وختمت «البيان» افتتاحيتها بالقول إن.. خطة ومنهجية متكاملة للتوعية والحصول على بيانات حديثة تكشف عن حجم وطبيعة إساءة استخدام التكنولوجيا والإنترنت مما يجعل الوقاية أولوية قصوى..