اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء.. ماذا يعني؟

الخميس 27 يوليو 2023 04:22 م

أعلن الديوان الملكي المغربي، الإثنين، أن الملك محمد السادس تلقى رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعلن فيها اعتراف تل أبيب بسيادة الرباط على الصحراء الغربية المتنازع عليها منذ 48 عاما بين الرباط وجبهة البوليساريو.

نتنياهو قال في رسالته التي رحب بها وزير خارجيته إيلي كوهين، إن إسرائيل ستبلغ هذا القرار لـ"الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية وجميع البلدان"، كما "تدرس إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة" في الصحراء.

ويتنازع المغرب والبوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) بشأن السيادة على الصحراء منذ أن انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة عام 1975، وتطور النزاع إلى مواجهة مسلحة دامت 16 عاما وتوقفت بوساطة أممية.

  • يسيطر المغرب على 80% من أراضي إقليم الصحراء، ويقترح حكما ذاتيا موسعا للإقليم تحت سيادته، بينما تدعو البوليساريو إلى إجراء استفتاء على حق تقرير المصير، وهو مطلب تؤيده الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الصحراء، وتخيم ملفات خلافية أخرى على علاقاتها المجمدة مع جارها المغرب.
  • وقَّع المغرب وإسرائيل، في ديسمبر/ كانون الأول 2020، اتفاقية لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، في اختراق توسطت فيه الولايات المتحدة وأعلنت ضمنه الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء، بينما امتنعت تل أبيب عن هذه الخطوة رغم دعوات مغربية عديدة.
  • منذ استئناف علاقاتهما، أبرمت الرباط وتل أبيب اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة، وتبادل مسؤولون كبار الزيارات، واشتركت قوات من الجيش الإسرائيلي في تدريب عسكري بالمغرب، في مقابل معارضة شعبية وحزبية في المملكة للتطبيع مع إسرائيل التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوربا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
  • في الآونة الأخيرة بدا وكأن المغرب يقَّيم علاقاته مع الدول بناء على موقفها من قضية الصحراء، وقبل فترة انتشرت تقارير صحفية تفيد بأن الرباط ربطت استضافتها للاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى النقب (المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل وفلسطين ومصر والإمارات والبحرين) بشروط بينها موقف إسرائيل من مسألة الصحراء، وهو ما تحقق.
  • بالمثل، ربط كوهين في 3 يوليو/ تموز الجاري، احتمال اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء باستضافة الرباط لاجتماع النقب. وهذا الاجتماع كان مقررا في مارس/ آذار ثم يونيو/ حزيران الماضيين، وأرجعت الرباط تأجيله الأخير إلى "الأوضاع السياسية بالمنطقة"، في إشارة إلى تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين آنذاك. ومن المرتقب أن يلتئم المنتدى في سبتمبر/ أيلول أو أكتوبر/ تشرين الأول المقبلين، وفقا لكوهين.
  • لا يبدو أن استضافة المغرب المحتملة لثاني اجتماعات منتدى النقب سيكون الثمن الوحيد للاعتراف الإسرائيلي، إذ تتواتر أحاديث عن رغبة تل أبيب في رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى تعيين سفير، بدلا من الاكتفاء بمكتب تمثيل في الرباط.
  • قبل أيام من اعتراف تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعيين شارون إيتاح كأول ملحق عسكري له بالمغرب. وهذه الخطوة تعزز وجود تل أبيب الأمني في شمال أفريقيا والمنطقة المغاربية، ما قد يثير ردود أفعال من دول إقليمية رافضة للتطبيع، ولاسيما الجزائر.
  • من الناحية القانونية، يرى محللون أن قرار إسرائيل بشأن الصحراء لن يغير الكثير؛ لأن المسألة مرتبطة بقرار الأمم المتحدة التي تدعو إلى إجراء مفاوضات لتسوية النزاع، بينما يعول آخرون على قدرة تل أبيب، حليفة واشنطن، على حشد الدعم لموقف الرباط في المحافل الدولية.
  • ضمن ما يبدو أنها مساعٍ لحشد دعم دولي في ملف الصحراء، أجرى رئيسا الجزائر عبدالمجيد تبون والصين (تمتلك حق "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي) شي جين بينغ مباحثات في بكين الثلاثاء، وأفاد بيان جزائري بأن الجانبين أكدا "دعمهما للجهود الرامية للوصول إلى حل دائم وعادل في إطار الشرعية الدولية، لاسيما قرارات الأمم المتحدة، بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره".

موضوعات متعلقة