أكدت دولة قطر أنّ نشر رسوم جديدة مسيئة للنبي محمد ﷺ «يؤجج الكراهية والغضب»، وأعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان رسمي تداولته الصحف العربية، عن «استهجانها واستنكارها لما قامت به صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وبعض الصحف الأوروبية من إعادة نشر صور مسيئة لمقام الرسول الكريم محمد». مضيفًة أنّ «حرية التعبير لا تعني الإساءة للآخرين واستفزاز مشاعرهم والتهكم على معتقداتهم ورموزهم الدينية».
وحذّرت من أنّ «مثل هذه التصرفات المشينة، لا تخدم مصلحة أحد، بل إنّ من شأنها أن تؤجج الكراهية والغضب»، معتبرة أنها تشكل «انتهاكًا للقيم الإنسانية ولمبادئ التعايش السلمي والتسامح والاعتدال والاحترام المتبادل بين الشعوب».
من جانبه، جدّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية العلامة «يوسف القرضاوي»، ومقره قطر، إدانته الرسوم الأخيرة كذلك، مستنكرا حالة الصمت التي رأى أنها «غير مبررة» لدى المجتمع الدولي حيال «ازدراء الأديان السماوية». وحذر من «العواقب الوخيمة لاستمرار الازدراء بالإسلام والقرآن وبالرسول الكريم»، داعيًا إلى «تنظيم التظاهرات السلمية القانونية»، كما طالب الاتحاد العالمي من «الحكومات الإسلامية» التدخل لدى الأمم المتحدة لإصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان السماوية، بحسب ما جاء في البيان.
وكانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية قد استنكرت اليوم «الاستمرار في نشر الرسوم المتطاولة على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم»، باعتبار أن تلك الرسومات «لا تمت إلى حرية الإبداع والتفكير بصلة».
وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور «فهد بن سعد الماجد»، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية «واس» اليوم الجمعة: «إن جرح مشاعر المسلمين بهذه الرسومات لا يخدم قضية ولا يحقق هدفًا صائبًا، وهو في المحصلة النهائية خدمة للمتطرفين الذين يبحثون عن مسوغات للقتل والإرهاب». مضيفًا أن «واجب العالم أن يصنع الاحترام المتبادل والتعايش البناء، ولن يكون ذلك بإهانة المقدسات والرموز الدينية».
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد مدني» مؤخرا رفضه «إعادة نشر صحيفة شارلي ايبدو الرسوم المسيئة للرسول» واعتبره «حماقة»، لكنه أدان في الوقت ذاته الاعتداءات التي تعرضت لها الصحيفة.
كما ندد رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» أمس الخميس، بنشر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة الفرنسية رسميا جديدا مسيئا للنبي «محمد صلى الله عليه وسلم»، مؤكدا أن حرية التعبير لا تعني «حرية الإساءة»، وقال «أوغلو» في تصريحات صحفية في العاصمة التركية أنقرة إن نشر هذا الرسم الكاريكاتوري استفزاز خطير، وحرية الصحافة لا تعني حرية الإهانة، مضيفا: «لا يمكننا القبول بالإساءة إلى النبي».