زعم «إدوارد سنودن»، وهو متعاون سابق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أن زعيم تنظيم القاعدة، «أسامه بن لادن» كان عميلا سابقا لواشنطن.

ونافيا صحة الإعلان الأمريكي قبل سنوات عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، ادعى «سنودن» - المقيم حاليا بموسكو - إنه «يمتلك أدلة قاطعة ووثائق» تؤكد أن زعيم تنظيم القاعدة حي يرزق ويتمتع بصحة جيدة، ويقيم حاليا في جزر الباهاما تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

وقال «سنودن»، لصحيفة «موسكو تريبيون» الروسية، إن بحوزته، أيضا، وثائق تؤكد إرسال الـ «سي آي إيه» حوالات مالية إلى وجهات تابعة لزعيم القاعدة.

وكشف أنه كان ممن شاركوا في إعداد سيناريو عملية اغتيال زعيم القاعدة المزعومة، وتعهد بكشف المزيد من الحقائق في كتاب سيصدر له لاحقا.

و«إدوارد سنودن» متعاقد سابق مع الـ «سي آي إيه»، لكنه انقلب عليها، وقرر الكشف عن ملفات سرية وفضائح تجسس تديرها الاستخبارات الأمريكية. وبعد فراره من الولايات المتحدة، لجأ إلى روسيا حيث يقيم الآن.

واعتبرت صحيفة «موسكو تريبيون» أن ما كشفه «سنودن» عن كون «بن لادن» عميل للاستخبارات الأمريكية وأنه حي يرزق «مفاجأة أصابت الكثيرين بالذهول عن حقيقة العلاقة بين زعيم تنظيم القاعدة والولايات المتحدة، والدور الذي كان يؤديه على مدى سنين طويلة، في حين كان الملايين يظنون أنه العدو الأول لواشنطن».

جنرال روسي: اغتيال «بن لادن» مسرحية رديئة الإخراج

وتعليقا على ما كشفه «سنودن»، قال الجنرال الروسي، «ليونيد إيفاشوف»، إنه لم يفاجأ بهذه الأنباء، ولا يستبعد أن يكون ما قاله سنودن حقيقيا، لأنه كان مطلعا على أسرار ووثائق وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وأضاف «إيفاشوف» لموقع «الجزيرة نت»: «انطلاقا من سرعة عملية التخلص من أسامه بن لادن ورميه في عرض البحر، يمكن تصديق ما قيل عن أن عملية الاغتيال عبارة عن مسرحية رديئة الإخراج».

وتابع أن «الولايات المتحدة حينما نفذت العملية كانت بحاجة ماسة لتسجيل انتصار وهمي لتغطية إخفاقاتها في إدارة ملفات عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب سياساتها الكارثية في العديد من مناطق العالم».

واعتبر أنه «لو كان لدى الإدارة الأمريكية مصداقية في روايتها، وإذا كان بن لادن هو الإرهابي الأول على قائمتهم كما يدعون، لكان من المفترض بهم أن يقبضوا عليه ويقدموه للمحاكمة».

وأضاف أنه «ليس سرا أن أسامه بن لادن عميل أمريكي، وهذا لم يكن خافيا على الأجهزة الأمنية الروسية، وفي الوقت نفسه الأمريكان لا ينفون ذلك».

أما السفير «أندريه باكلانوف»، نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، فرأى أن «ما قاله سنودن يبرهن على أن هناك عالما آخر مختلفا عن عالمنا الذي نعيش فيه، وأن هناك مؤامرات تُحاك في الخفاء، تتناقض في جوهرها مع الصورة الظاهرية التي تقدم لعامة الناس».

وأوضح لموقع «الجزيرة نت»: «على سبيل المثال هناك صورة نمطية تزرع في وجدان العالم عن وجود قوى إرهابية خارجة عن القانون تقابلها قوى خيرة متحضرة تتصدى لها بقيادة الولايات المتحدة».

وقال إن المعلومات التي كشف عنها «سنودن» تؤكد الظنون بأن «الولايات المتحدة هي رأس الإرهاب، والجماعات الإرهابية ما هي إلا أذرع لأجهزة أمنية تديرها كما تشاء».

واعتبر أن «الإرهاب لا يمكن أن يستمر إذا لم يكن هناك طرف يغذيه ويمده بالأموال والسلاح والمعلومات، وبالتالي لنا أن نستنتج من هي الجهات الفعلية التي تقف خلف الكثير من الأعمال الإرهابية التي توظف سياسيا».

وأضاف أنه «ببقاء فزاعة الإرهاب تبقى الدول والحكومات مستنفرة وتبقى تجارة السلاح رائجة، وتبقى الولايات المتحدة مهيمنة على قرارات الدول، وتتصرف فوق القانون بما أنها تقود الحرب على الإرهاب».

ورأى «باكلانوف» أن «المعتقدات التي دأب العالم على تصديقها على مدى سنين طويلة ما هي إلا مجموعة من الأكاذيب التي روجتها الولايات المتحدة لتغيير خريطة العالم، وما يحدث اليوم من استهداف لتنظيم الدولة الإسلامية ما هو إلا فصل جديد من فصول الخداع الأمريكي، ولا سيما أن الجميع يعرف أن التنظيم امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة الذي تدعي واشنطن معاداته».