ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية «دونالد ترامب» أشار إلى أنه سوف يستثني عمدة لندن المسلم المنتخب مؤخرا من حظر مؤقت دعا إليه بهدف منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وكان عمدة لندن الجديد «صادق خان» قد أعرب عن قلقه من أنه لن يتمكن من زيارة الولايات المتحدة إذا انتخب «ترامب».
وقال «ترامب» إنه سعيد لفوز خان بالانتخابات، مضيفا أنه إذا «أبلى بلاء حسنا… فهذا أمر رائع».
كان «ترامب» قد طرح فكرة الحظر بعد هجمات باريس العام الماضي والتي راح ضحيتها 130 شخصا.
وندد مسلمون وجماعات معنية بحقوق الإنسان والخصوم الديمقراطيون لـ«ترامب» والعديد من منافسيه الجمهوريين على الترشح للرئاسة بالاقتراح بوصفه مسببا للخلافات وغير مفيد ويتعارض مع القيم الأمريكية.
وفاز «خان» وهو مرشح حزب العمال على خصمه من حزب المحافظين بفارق قياسي، محققا أكبر تفويض فردي في التاريخ السياسي البريطاني بعد حملة انتخابية أثارت جدلا واسعا.
وردا على سؤال بشأن أساليب المحافظين، قال «خان» (45 عاما) لصحيفة (الأوبزرفر) البريطانية «يستخدمون الخوف لمحاولة تأليب المجموعات العرقية والدينية المختلفة على بعضها – لقد استقوا هذا الأسلوب من دونالد ترامب».
وقال «خان» في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية إنه يود السفر إلى الولايات المتحدة للإطلاع على البرامج المشوقة لرئيسي بلدية نيويورك وشيكاغو لكنه ينبغي أن يفعل ذلك قبل يناير/ كانون ثاني تحسبا لفوز «ترامب» بالرئاسة الأمريكية في الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضاف «إذا أصبح دونالد ترامب الرئيس فسوف أمنع من الذهاب إلى هناك بسبب ديني مما يعني أنه لا يمكنني التواصل مع رؤساء البلدية الأمريكيين وتبادل الأفكار».
وبفوز «خان»، يكون أول مسلم يرأس بلدية عاصمة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وعقب فوزه، تعهد بأن يكون عمدة «لكل اللندنيين».
و«خان» يمثل الجيل الثاني للمسلمين المهاجرين إلى بريطانيا، وينحدر من أسرة بسيطة كان عائلها يعمل سائق حافلات.
وجرت الانتخابات، التي كانت جزءا من انتخابات بلدية في انجلترا واسكتلندا وويلز، الخميس الماضي.
ويخلف «خان» بذلك رئيس البلدية الحالي المحافظ «بوريس جونسون».
وكان منافسه «غولد سميث»، وهو ابن ملياردير والنائب المحافظ لضاحية ريتشموند الميسورة، اتهم «خان» بالمشاركة في تجمعات تحدث فيها متطرفون إسلاميون.
من جانبه، اتهم «خان»، وهو محام متخصص بحقوق الإنسان، «سميث» بإثارة الفرقة بين الناخبين في واحدة من أكثر مدن العالم تنوعا من الجوانب العرقية والدينية.
ويبلغ عدد سكان لندن 8,6 مليون نسمة، بينهم مليون مسلم.
وكان «خان» انتقد الحملة الشرسة الموجهة ضده، واضطر مرارا للدفاع عن نفسه أمام الاتهامات بامتناعه عن إدانة المتطرفين.