مجلة أمريكية: قلق في واشنطن من استخدام «الدولة الإسلامية» عملة «بِتكوين» لإخفاء تعاملاتها المالية

الاثنين 16 فبراير 2015 05:02 ص

قالت مجلة حكومية أمريكية متخصصة في مجال الأعمال أن هناك حالة من الرعب في واشنطن من أن تكون «الدولة الإسلامية» قد نجحت في استخدام عملة «بِتكوْين» الرقمية لإخفاء تعاملاتها المالية، لأن هذا ينسف الخطط الأمريكية التي تسعي لتجفيف المنابع الاقتصادية لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.

وقالت مجلة «جوفرنمنت إيجزيكوتي»  Government Executiveالأمريكية الحكومية المتخصصة في الأعمال في تقرير لها الأحد 15 فبراير/شباط، أن الولايات المتحدة الأمريكية التي أعربت عن خشيتها من احتمالية لجوء التنظيم إلى استخدام عملة «بتكوين» الرقمية،Bitcoin  التي من شأنها تسهيل معاملاته التجارية غير الشرعية، تعيش حالة رعب بسبب شائعات عن أن التنظيم نجح بالفعل في استخدام هذه العملة وقام بتبادلات تجارية ومالية بالرغم من الحظر الأمريكية.

ونقلت المجلة في التقرير الذي نشرته بعنوان: «قلق بين متابعي التمويلات المالية للإرهاب من أن تكون الدولة الإسلامية تستخدم (بيتكون) بالفعل»، على موقعها الإلكتروني عن «جينفر شاسكي كالفيري» رئيسة شبكة إنفاذ الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأمريكية والمنوط بها مكافحة عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، انزعاجها الشديد من إمكانية أن تساعد تقنيات الدفع القوية على تسهيل أنشطة من وصفتهم بـ«اللاعبين الأشرار في العالم».

وأضافت «كالفيري»: ما يقلقني عندما أفكر في العملة الرقمية هو أنّ التهديدات الحقيقية متمركزة بالخارج، ونحن نعيد التفكير هذه الأيام في «الدولة الإسلامية»، متسائلة: «كيف يقوم المسلحون بنقل أموالهم، وكيف يصبح الأفراد المحتملون الذين يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلين أجانب؟ وهل يقومون بنقل أموالهم؟ وهل بمقدورنا التعرف على هويتهم من حركة أموالهم؟ وما الذي يعنيه الأمر إذا ما بدؤوا في نقل أموالهم عبر عملة بتكوين؟»، مؤكده: «لقد بدأنا نتطلع على بعض المقالات العامة التي تشير إلى أن هذا قد حدث بالفعل».

واستشهدت المسئولة بوزارة الخزانة الأمريكية في تصريحاتها للمجلة بالتقرير الذي نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية الصيف الماضي والتي قالت فيه إن إحدى المدونات المناصرة لتنظيم «الدولة الإسلامية» قد ناقشت بالفعل استخدام «بتكوين» لتمويل مساعي المسلحين في فرض رؤيتهم الخاصة بهم للشريعة الإسلامية في كل من العراق وسوريا.

لكن التقرير قال إنه لم يتضح بعد إذا ما كانت العملة هي «بتكوين»، أو حتى ستكون، جزءًا مهمًا جدا من عمليات جمع الأموال من جانب مسلحي التنظيم، وهو ما يعتمد بصورة كبيرة على الأموال التي يتم الحصول عليها مقابل إطلاق سراح الرهائن وأيضا مبيعات النفط غير الشرعية.

وقالت إن القدرة على نقل الأموال عبر الحدود من الممكن أن يساعد تنظيم «الدولة» على تمويل الهجمات في الغرب، تماما مثلما موّل تنظيم «القاعدة» في اليمن بصورة واضحة هجمات شارلي إيبدو في فرنسا.

وتوصف «بتكوين» بأنها عملة رقمية يصعب تتبع أنشطتها، لأنها لا تمتلك رقمًا متسلسلًا ولا أي وسيلة أخرى من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة (مثل المخدرات) عبر الإنترنت على حد سواء.

وهو ما يعني أن تقدم هذه العملة غطاء لكل من يريد نقل الأموال عبر الحدود دون إثارة الشبهات التي من الممكن أبيتكن تحيط بالعملات الأخرى العادية في عمليات الحوالات النقدية الضخمة.

إذ أن «بتكوين» هي عملة إلكترونية يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود مرئي (فيزيائي) لها.

كما تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها وتتابعها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.

وتقوم «بتكوين» على التعاملات المالية بين شخصين مباشرة دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، حيث تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري ودون وجود أي رسوم تحويل ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات وسيطة من أي نوع كان.

وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة «بتكوين» بأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بهذه العملة، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.

وكان قاضٍ فدرالي في الولايات المتحدة قد حكم مؤخرا بأن «بتكوين» هي عملة ونوع من أنواع النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.

ويرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانبا إيجابيا، وهو إعطاء العملة المزيد من الشرعية، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع إحدى ميزات بتكوين كعملة غير خاضعة لأي جهة.


 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة واشنطن الدولة الإسلامية عملة داعش القاعدة اليمن فرنسا شارلي إيبدو

«الدولة الإسلامية» يسيطر على مناطق مختلفة من العراق ويقترب من قاعدة «عين الأسد»

«أوباما» يطلب تفويضا لمحاربة «الدولة الإسلامية» والجمهوريون ينتقدون تقييده العمليات البرية

300 صينيا ينضمون لـ«الدولة الإسلامية» عبر ماليزيا

رغم الضربات الجوية .. «الدولة الإسلامية» تتشبث بمواقعها على الأرض

3 طائرات فرنسية مقاتلة تصل الأردن لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«أوباما» يطلب تفويضا من «الكونجرس» للحملة ضد «الدولة الاسلامية»

بالصور: «الدولة الإسلامية» يبدأ تداول الفئة الذهبية من عملته الجديدة