وجه «محمد علي عبدالكريم الحوثي»، رئيس اللجان الثورية في اليمن المكلف بإدارة البلاد طبقا للإعلان الدستوري الأخير، عدة رسائل طمأنة لمصر، التي وصفها بأنها «أقرب للحوثيين من إيران»، مشيدا في الوقت نفسه بالجيش المصري ودوره الوطني، كما أشاد بالدور الإيجابي الكبير للرئيس «عبدالفتاح السيسي».
وقال «الحوثي» في حوار مع صحيفة «المصري اليوم» والتي قدمته بإعتباره «الرئيس الفعلي لليمن» حسب تعبيرها: «مصر هي استراتيجياتنا فى الدفاع عن قضايانا وقضايا أمتنا العربية، والمصريون هم من يقومون بالوقوف إلى جانب الضحايا والمستضعفين».
ونفي «الحوثي» ما تردد عن وجود طموحات للسيطرة على «باب المندب» من قبل الحوثيين لتهديد قناة السويس، وقال «إن ذلك مجرد حديث مرسل في الصحافة والإعلام، فنحن نعلم جيدا أن لكل شعب مقومات يحافظ بها على سيادته. والشعب المصري هو شعب عظيم وقوي وتعلمنا على يد رجاله ومدرسيه الذين أتوا إلى اليمن، ونتطلع إلى أن يتفهم الشعب المصري وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى أننا لسنا أعداء لأي شخص».
وردا على سؤال هل مصر أم إيران أقرب إليكم؟ قال «الحوثي»: «طبعا مصر أقرب.. إذا فهمتنا، نحن نتفق مع الإيرانيين في موضوع العداء لأمريكا وإسرائيل التي تعتبر بالنسبة لنا قضية وطنية، ولكن يجب أن يفهم الجميع أننا مع الإخوة المصريين، فبيننا علاقات كبيرة، ونعتبر أن هناك قامات وطنية كبيرة جدًا داخل مصر، وهذا لا يعني أن ندخل في مقارنة بين إيران ومصر».
وتابع «نحن بحاجة لأن يكون هناك عمل حقيقي ومثمر بيننا وبين المصريين، ولا مانع إطلاقا من وجود شراكة حقيقية تستثمر من أجل بناء وطن مستقر كما هو عليه الحال في مصر».
من جهة أخرى، اتهم «الحوثي» السعودية بالوقوف وراء الأحداث في مأرب.. وقال، «أشياء كثيرة تحدث خلف الستار.. لكن لا يمكن الحديث عنها».
وأضاف: «أتمنى أن يكون بيننا وبين جميع الإخوة والجيران علاقة طيبة وفي حدود الاحترام المتبادل، وعلى الجميع أن يقتربوا ويتحاوروا معا، ومحاربتنا لمهربي المخدرات وغيرهم مع الحدود السعودية هو جهد طوعي نقوم به دون احتكاك مع الإخوة فى الحدود اليمنية السعودية، وعلى الإخوة السعوديين أن يتفهموا أن الوضع في هذه المرحلة يتطلب وعيا بأننا جميعا جيران، وأن أعداءنا استخدموا أسلوب التخويف من أنصار الله»..حسب تعبيره
جاء ذلك في الوقت الذي أرسلت فيه مصر سفير جديد لدى صنعاء فيما سحبت دول عدة منها دول الخليج سفرائها من اليمن بعد الانقلاب الطائفي المسلح، ما اعتبر البعض معاندة ومكايدة للخليج بعد أن أوقفوا دعمهم لـ«السيسي» قائد الانقلاب العسكري في مصر.
وعلق الكاتب المصري «وائل قنديل» على العلاقة بين نظام السيسي ونظيره الحوثي فقال «يقول المثل الدارج إن رقصة التانجو لا تتم إلا بوجود شخصين، وهذا ما يمارسه السيسي والحوثي الآن، مع تعديل بسيط يتلخص في أن العازفين من الروس والإيرانيين، وليسوا من الأرجنتين، موطن الرقصة الشهيرة.. ويبقى السؤال المهم هنا: هل يتحمل الخليج العربي هذه الرقصة الماجنة؟».