روى مصدر كبير في إدارة «قناة العرب»، المملوكة للأمير السعودي «الوليد بن طلال»، كيف أن القناة توقفت بالكامل وأصبحت مكاتبها مغلقة، ولم يعد بمقدور الصحفيين ولا العاملين فيها حتى زيارة المقر من أجل الجلوس وشرب الشاي، فيما ينتشر صحافيو القناة والعاملون فيها عبر دول خليجية حالياً يبحثون عن فرص عمل بديلة في ظل عدم وضوح الخيارات البديلة أمامهم.
وبحسب المصدر، فان المكاتب تم إغلاقها بصورة نهائية في العاصمة البحرينية المنامة، وأبلغ العاملون في القناة بأن يلتزموا منازلهم لحين اتخاذ القرار النهائي بشأن القناة، فيما لا يزال المستقبل غامضاً وكافة الاحتمالات مفتوحة بما في ذلك إلغاء المشروع بشكل كامل أو الانتقال الى بلد آخر.
ويقول مصدر في إدارة القناة إنه تجري دراسة خيار الانتقال الى العاصمة البريطانية لندن والبث من هناك، أو الانتقال الى العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أن كلا الخيارين يواجه الكثير من العقبات من بينها المسائل القانونية والقيود على الاقامة، اضافة الى الأوضاع السياسية التي تجعل من بيروت مكاناً يصعب العمل فيه.
وبينما يتزايد القلق في أوساط العاملين في «قناة العرب» بشأن مستقبلهم وبشأن الاحتمالات المتزايدة لتعثر المشروع بالكامل، فان العشرات من الصحافيين العاملين فيها ينتشرون حالياً في عواصم الخليج الستة يبحثون عن فرص عمل بديلة للهروب من الوضع السيء الذي أصبحوا فيه، وذلك على الرغم من التطمينات التي تلقوها من إدارة القناة، سواء تطمينات تتعلق باستمرار المشروع، أو وعود بصرف تعويضات مالية مجزية لمن يضطرون للاستغناء عن خدماته.
العديد من صحافيي «قناة العرب» بذلوا جهوداً من أجل الانضمام الى «قناة العربية» في دبي، إلا أنها لم توظف أياً منهم حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فيما يبدو أن المنافسة الاعلامية والسياسية المفترضة بين القناتين تلقي بظلالها على قرارات التعيين، كون كلا القناتين سعودية.
وقال صحفي يعمل في دبي إن العديد من العاملين في «قناة العرب» هبطوا على دولة الامارات بحثاً عن فرص بديلة في «قناة العربية» بدبي، أو «سكاي نيوز» في أبوظبي، أو في أي من القنوات المحلية، فضلاً عن جهود مماثلة يبذلها صحفيون آخرون من أجل الانضمام الى قناة «الجزيرة» القطرية في الدوحة.
وبينما يبحث الصحفيون عن فرص بديلة فان مصدراً في قناة «العرب» يؤكد أن شعرة معاوية قد انقطعت تماماً بين إدارة القناة وبين السلطات في البحرين، وأن قرار الاغلاق أصبح واضحاً بأنه نهائي، حيث تم إغلاق المكاتب والاستديوهات في المنامة، ولم يتوقف الأمر على وقف الارسال.
في هذه الأثناء، نفى المدير العام لقناة العرب، الكاتب الصحافي السعودي «جمال خاشجقي»، ما يتردد من أنباء بشأن التراجع بشكل كامل عن المشروع ووقف البث نهائياً، مؤكداً أن البث سيعود قريباً، وأن مالك القناة «الوليد بن طلال» يتابع القضية باهتمام شديد.
وأكد «خاشجقي» أن القناة مستمرة، وستستأنف بثها قريباً، إلا أنه لم يتطرق لتفاصيل كيفية استمرار القناة أو من أي دولة سيتم البث.
وكانت هيئة شؤون الإعلام البحرينية قررت إنهاء الاتفاقيات المبرمة مع قناة العرب فيما وافق مجلس الوزراء البحريني على توصية الهيئة بشأن وقف نشاط القناة وفقًا للمبررات المقدمة من الهيئة والتي عرضها وزير شؤون الإعلام بشأن عدم استكمال القناة المذكورة التراخيص اللازمة والمتطلبات الفنية والإدارية قبل ممارسة نشاطها في مملكة البحرين.
وقالت الهيئة إنها سعت لدعم القناة في استكمال المتطلبات الفنية والإدارية، لممارسة نشاطها بما يتوافق مع القوانين السارية واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي والاتفاقيات الخليجية والدولية، وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليمياً ودولياً من حرب حازمة ضد الإرهاب، إلا أنه لم يتم استيفاء تلك المتطلبات؛ ما استدعى الهيئة العليا للإعلام والاتصال اتخاذ الإجراء المناسب والتوصية لمجلس الوزراء بشأنه.
