استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التكامل «السعودي - التركي» يعيد للمنطقة توازنها

الاثنين 2 مارس 2015 04:03 ص

ينظر المراقبون إلى زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى الرياض وإلى لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» اليوم في قمة سعودية - تركية بالكثير من التفاؤل حيال التصدي للعديد من المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، نظرا لما يتمتع به البلدان من دور كبير، وحضور فاعل في كثير من الملفات، والتقاء مصالحهما حيال العديد من هذه الملفات المتفجرة، والتي بحاجة إلى عمل ثنائي مكثف يمكن من خلاله إعادة التوازن للاقطاب التي تدير مشاريع مختلفة.

الزيارة بحد ذاتها تعيد للعلاقات بين الجانبين قوتها و«تماسكها» بعد فترة من «الفتور»، وتنهي كل «الإشاعات» التي ظلت تتحدث عن تراجع العلاقات بين البلدين، على الرغم من العديد من المشتركات التي تجمعهما على أكثر من صعيد، مما يجعل العمل معا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، بات مطلبا شعبيا قبل كل شيء.

ثنائيا، هناك تحديات تواجه البلدين بشكل مباشر، وتتزاحم هذه التحديات مع حدودهما بشكل لصيق، بدءا من خطر "داعش" التي تطل برأسها على الشقيقة السعودية من البوابة العراقية، وتطل على الشقيقة تركيا من البوابة السورية، مما يعني ان التصدي لهذا الخطر يكمن في التعاون بين الجانبين، قبل استفحال الأمر بصورة اكبر.

هذا الخطر الذي تدور حوله علامات إستفهام كبيرة وكثيرة، بحاجة إلى تنسيق ثنائي على درجة عالية بين البلدين المستهدفين منه، خاصة اذا عرفنا انهما قد تعرضا بالفعل لذلك.

الازمة السورية هي الاخرى محل اجماع البلدين على ضرورة رحيل بشار الاسد، الذي مارس أبشع أنواع القتل والاجرام بحق شعبه طوال السنوات الماضية، فهذه الازمة تكمل اليوم عامها الرابع، لتدخل عامها الخامس وهي تحمل المزيد من المآسي بحق الشعب السوري الذي سقط منه اكثر من 350 الف قتيل واكثر من 10 ملايين ما بين مهجر ولاجئ.

والجانبان متفقان على دعم المعارضة السورية المعتدلة، بما فيها تدريب عناصر من الجيش الحر، الذي سبق الحديث عنه اكثر من مرة، في وقت يتلقى فيه النظام الحاكم في سوريا كل اشكال الدعم من مؤيديه ان كان ذلك من ايران أو روسيا أو أحزاب او تنظيمات أتت من دول مجاورة أو عبر "وكالات تجميع" من أكثر من مكان.

صحيح أن البلدين لم تنقطع علاقاتهما والتنسيق بينهما طوال السنوات الماضية فيما يتعلق بعدد من الملفات، وفي مقدمتها الملف السوري، لكن من المؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب المزيد من هذا التنسيق، خاصة في ظل تزاحم مشاريع اخرى بالمنطقة، تحاول التوسع على حساب الحضور التاريخي والتقليدي لأطراف أخرى، مما يعني خلق واقع جديد بالمنطقة.

وفي ظل هذا التدافع، هناك حديث ايضا عن اعادة تقسيم المنطقة، ان كان ذلك تقسيما بالمفهوم التقليدي، وهو الجغرافي، او تقسيم النفوذ، وفي كلتا الحالتين فان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، وربما «انزلاق» لصدام بين بعض الاطراف، اذا لم تتم معالجة القضايا والملفات المتفجرة معالجة جذرية وحقيقية، بعيدا عن سياسة «الترقيع» التي لا تقدم ولا تؤخر، اللهم انها «تبرّد» الملفات، و«تسكّن القضايا» الى حين، أو تنقلها الى مرحلة لاحقة، دون ايجاد حلول منطقية، تتعايش من خلالها شعوب المنطقة كما كانت، بعيدا عن هذا الفرز الطائفي الذي نشهده حاليا بصورة متصاعدة.

ليست الأزمة السورية وما ترتب عليها من ظهور تنظيمات إرهابية ومتطرفة كـ«داعش» وغيرها، هى القضية الوحيدة التي تجمع الجانبين السعودي والتركي، بل إن هناك ملفات أخرى إلى جانب التعاون الثنائي في قطاعات الاقتصاد والتعليم والاستثمار.. كالأزمة في اليمن، التي باتت هي الاخرى تتفاعل، وتشكل خطرا متزايدا بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء عبر انقلاب وسيطرة عسكرية بالقوة، وانهاء السلطة الشرعية، مما يعني فرض واقع جديد في هذا البلد، والسعي لتهديد دول المنطقة، وهو ما صدر بالفعل من قبل قيادات الحوثيين الذين اطلقوا أكثر من مرة تهديدات مباشرة للمملكة العربية السعودية الشقيقة ولقطر وغيرهما من الدول، بما فيها تركيا التي لن تكون مرحبا بها لدى الحوثيين.

الملف المصري من المتوقع حضوره في مباحثات الجانبين، لكن لا أتصور ان يكون هناك لقاء يجمع بين الرئيس أردوغان والسيسي، الذي سيزور الرياض لساعات، فالخلافات بين انقرة والقاهرة أكبر من أن تطوى بين ليلة وضحاها، خاصة أن الطرف التركي لديه «حساسية» من شيء اسمه «انقلاب عسكري»، لكن من المؤكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وما يتمتع به الملك سلمان من حكمة وخبرة طويلة تؤهله للقيام باحتواء الكثير من الخلافات، نظرا لوجود أولويات أخرى في هذه المرحلة، تتطلب رص الصفوف، للتصدي لها، وخادم الحرمين الشريفين لديه القدرة والخبرة والحكمة في التعامل مع المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، والتصدي لها بكل حزم.

هناك مشاريع تحملها أطراف عدة بالمنطقة تحت لافتات مختلفة، هدفها تفتيت المنطقة، وادخالها في حروب ونزاعات تتلظى من الشعوب، وهو ما يستوجب على دول كالمملكة العربية السعودية الشقيقة التصدي لكل من يحاول العبث بهذه المنطقة، والمملكة قادرة على القيام بهذا الدور، في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها المنطقة بصورة عامة، وإعادة التوازن لها، بما يجنبها الانزلاق الى صدامات الجميع في غنى عنها.

السعودية وتركيا التكامل بينهما لن يقتصر نفعه على البلدين، إنما سيعم المنطقة بأسرها، لذلك فان الجميع يتطلع الى قمة ناجحة ومثمرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

* جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية

 

 

  كلمات مفتاحية

التكامل السعودية تركيا توازن المنطقة سلمان أردوغان

«السيسي» يغادر الرياض عقب قمة مغلقة مع الملك «سلمان»

فيديو .. «أردوغان» ردا علي صحفي سأله هل ستلتقي «السيسي» في السعودية: «هل تمزح»؟

التعاون التركي السعودي لمواجهة إيران… هل فات القطار؟

رجل أعمال إماراتي ينتقد تقارب الخليج مع تركيا ودبلوماسي قطري: من يرفض التقارب «غبي أو عميل لإيران»

«أردوغان» يتوجه إلى السعودية السبت وأنباء عن زيارة متزامنة لـ«السيسي»

سياسة شرق أوسطيّة جديدة من دون «الإخوان»؟

مصر: القوات المشتركة والحل السياسي

الرياض وأنقرة: حسابات الاصطفاف الجديد

«أسوشيتدبرس»: السعودية تبتعد عن مصر وتوثق علاقتها بقطر وتركيا

التحالف السعودي التركي!

«ميديل إيست بريفينج»: 6 أسباب لتوتر العلاقات بين السعودية ونظام «السيسي»