‏ابن عم ملك المغرب: «السيسي» جر السعودية والأردن لحرب مفتوحة على «الإخوان»

الخميس 5 مارس 2015 12:03 ص

اعتبر الأمير «هشام بن عبدالله العلوي» ابن عم الملك «محمد السادس» ملك المغرب، أن الربيع العربي يشهد حلقة جديدة ممثلة في الحرب الباردة التي تخوضها بعض الأنظمة العربية في الشرق الأوسط فيما بينهما ضمن تفادي تأثيرات الربيع العربي على الوضع الداخلي، لافتا إلى تراجع مواضيع كلاسيكية إلى الهامش مثل الصراع العربي - الإسرائيلي.

وأوضح الأمير الملقب بالأمير الأحمر بسبب مواقفه السياسية الجريئة كيف عادت الأنظمة العربية في الشرق الأوسط إلى التزام الصمت تجاه مطالب المواطنين حول الديمقراطية والشفافية والمساواة، وهي المطالب نفسها التي فجرت الربيع العربي في ديسمبر/كانون الأول 2010، لتدخل في صراعات إقليمية هاربة من هذه المطالب ومن التحديات الاقتصادية.

وأكد الأمير أن الدول المعنية بهذا الصراع هي مصر وإيران والأردن واليمن وسوريا التي عرقلت الإصلاحات السياسية الرامية إلى إرساء الديمقراطية وتسجل انزلاقات خطيرة، ومن جهة أخرى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر التي حالت دون بداية أي إصلاح بنيوي.

وشدد على أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لم يقم فقط بتمديد نظام «حسني مبارك» بل بإعطائه نفسا خطيرا أكبر، واصفا النظام بأنه لا يرى الواقع المصري الذي يسجل تغيرات اجتماعية هامة قادرة على خلق المفاجأة، علاوة على ما وصفه بـ«البلقنة» الصامتة في هياكل الدولة التي قد تحمل مفاجآت كذلك.

كما أكد الأمير هروب «السيسي» إلى الصراعات الإقليمية ومنها جر السعودية والأردن إلى حرب مفتوحة على «الإخوان المسلمين»، مشيرا إلى أن مصر انجرت إلى مشاكل عميقة، حيث ترتبط ماليا بشكل أكبر بمساعدات الخليج، فيما لا يقوم النظام على قوة سياسية ثابتة عكس «مبارك».

وقال إن الحرب الباردة التي تقودها مصر في المنطقة هي ضد جماعة «الإخوان المسلمين» أكثر منها صراعا استراتيجيا مع قوى كبرى في المنطقة.

وأضاف أن اليمن يأخذ البعد الحقيقي للصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران الداعمة لـ«الحوثيين»، حيث يعكس صراع الأقليات والطوائف الدينية بشكل بارز في هذا العقد وهو ما جعل «حزب الله» يتدخل في سوريا تحت مبرر دعم الطائفة العلوية القريبة من الشيعة، وفي الوقت نفسه هو عنوان حقيقي للحرب الباردة بسبب العنصر الديني: السنة والشيعة.

وكشف الأمير غياب نقطة جوهرية في تحاليل الخبراء حول تنظيم «الدولة الإسلامية» وهي أن هذه المنظمة هي كونفدرالية لتنظيمات متعددة ومختلفة المشارب، ما يجعلها غير قادرة على التسيير المركزي، كما أن نظامها يقوم على المغانم، وهذا لا يمكن تطبيقه في المدن نهائيا وإن كان يطبق في المجال الريفي.

واعتبر الأمير أن أنظمة مثل الجزائر والمغرب وموريتانيا تقوم بـ«استجابة مقنعة» لمطالب المواطنين بالإصلاح، بينما هي في العمق تعزز من السلطوية، وإن كانت مقتنعة بأن رياح التغيير ستعود كما كان عليه الوضع ما بين سنتي 2011-2013، مؤكدا أن رهان المغرب على سياسة الاحتواء سواء عبر الحوار أو العنف السياسي، يعتمد على عامل الزمن.

وذكر أن الأنظمة في الشرق الأوسط لا تعيش فقط الحرب الباردة في الصراع السني – الشيعي والحرب ضد «الإخوان المسلمين» بل تعيش مواجهة حقيقية مع مجتمعاتها الهادفة إلى التغيير، مشددا على أن الصراع الإقليمي لن يغطي على المطالب الداخلية والتي ستطفو بين الحين والآخر وفي شكل عنيف.

ولفت الأمير إلى أنه ولأول مرة في التاريخ العربي الإسلامي لم تعد القاهرة وبغداد ودمشق صانعي القرار والقوى المهيمنة بل حبيسة مشاكلها الداخلية، في حين انتقلت الزعامة إلى عواصم مثل الرياض وطهران إلى مستوى أن المعركة الأخيرة بين السعودية وإيران سيكون مسرحها سوريا بعدما بدأت بشكل مكثف في اليمن خلال اندلاع الربيع العربي.

وفيما يخص المغرب العربي أشار الأمير إلى أن تونس ستستمر في التأثير السياسي على شعوب المنطقة، وأن النموذج الديمقراطي السائر نحو التطور سيكون محفزا للمغاربة والجزائريين وموريتانيا للتطلع إلى شبيه له، ولكن لن يتحقق بدون توتر بحكم تردد الأنظمة في تلبية مطالب شعوبها.

وأكد الأمير أنه رغم ما يعيشه العالم العربي من توترات، فروح الربيع العربي مستمرة لأن الأمر يتعلق بمسلسل طويل سيستمر زمنا طويلا رغم الإخفاقات المرحلية والانزلاقات لأن هناك وضعا سياسيا جديدا آخذا في التبلور بمفاتيح جديدة ورأي عام عربي جديد.

  كلمات مفتاحية

المغرب مصر السعودية الأردن سوريا الجزائر تونس السيسي حسني مبارك الإخوان المسلمين الدولة الإسلامية

لهذه الأسباب .. لن يرعى الملك «سلمان» مصالحة بين «السيسي» و«أردوغان»

«السيسي» يغادر الرياض عقب قمة مغلقة مع الملك «سلمان»

«خاشقجي»: «الملك سلمان» يزور تركيا بعد زيارة «أردوغان» وتوقعات بتنسيق يشمل كل المنطقة

«أردوغان» يتوجه إلى السعودية نهاية الشهر الجاري لتوحيد الأجندة الإقليمية

«بن زايد»: الملك سلمان يحمل رؤية واعية .. وعلاقتنا بالسعودية تمثل العمود الفقري للتعاون الخليجي

أقباط المهجر: السعودية لا تساوي شيئا بدون مصر وعلي «الملك سلمان» توضيح موقفه عاجلا

الإعلامي المصري «إبراهيم عيسى» يهاجم سياسات السعودية في عهد «الملك سلمان»

«الغنوشي» يدعو «الملك سلمان» لرعاية مصالحة «تحقن الدماء» في مصر

القيادات التاريخية للإخوان ترفض جمعية «الذنيبات»

فض مظاهرة بالرباط رافضة لمشاركة المغرب في «عاصفة الحزم»