فرقت قوات الأمن المغربية، مساء السبت، وقفة أمام البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط خرجت احتجاجا على المشاركة المغربية في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن.

وفرق رجال أمن بزي رسمي ومدني بالهراوات الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها نشطاء حقوقيين ويساريين؛ ما أسفر عن إصابة 6 منهم بكدمات، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

وكان نشطاء من الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب (تضم عدد من الجمعيات والهيئات الحقوقية) دعوا للتظاهر، مساء السبت، لإدانة ما أسموه بـ«التدخل العسكري ضد اليمن»، والمطالبة بوقف المشاركة المغربية ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية.

وفي حديث لـ«الأناضول»، قال «عبد اللطيف زروال»، أحد أعضاء حزب النهج الديمقراطي (حزب يساري معارض)، إن تنظيم هذه الوقفة جاء لتنديد «بالعدوان الهمجي على الشعب اليمني، واستنكارا للتدخل الأجنبي في حق الشعوب في تقرير مصيرها».

واعتبر «زروال» أن «قمع» السلطات المغربية للوقفة يهدف لـ«منع القوى الديمقراطية من التعبير عن رأيها، وتكريسا للخطوط الحمراء التي تضعها السلطات لعدم التطرق للقضايا الحيوية في البلاد».

وكان المغرب اعتبر في تصريحات صحفية للناطق باسم حكومته، «مصطفى الخلفي»، أن مُشاركته في «عاصفة الحزم» تأتي «وفاء لواجب التضامن العربي ودفاعا عن الشرعية»، مؤكدا على أن هذه المشاركة لا تعد «إعلان حرب» على خلاف ما أثير في الأوساط السياسية المغربية بشأن خلاف دستوري حول تسمية طبيعة المهمة التي تقوم بها القوات العسكرية المغربية على الأراضي اليمنية.

ورغم الترحيب الواسع في صفوف الطبقة السياسية المغربية بمشاركة القوات العسكرية لبلادها في الحملة العسكرية باليمن، إلا أن بعض التيارات السياسية اليسارية عبرت بشكل صريح عن معارضتها وتحفظها على ما أسمته «التدخل المغربي في الشؤون الداخلية لليمن»، فيما رأى قطاع آخر من المغاربة أن المشاركة في هذه الحملات العسكرية خارج الحدود، يصرف البلاد عن الاهتمام بتحديات أمنية وأخرى تنموية تهم الداخل المغربي بشكل حيوي.

وأعلن حزب الاتحاد الاشتراكي الموحد (المعارض)، في بيان، معارضته للمشاركة المغربية في العمليات العسكرية باليمن، واصفا ما يجري حاليا في اليمن بـ«صراع النفوذ في المنطقة»، وعده «تدخلا في الشؤون الداخلية لليمنيين».

على النحو ذاته، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية في المغرب)، في بيان سابق لها، ما وصفته بـ«التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده القوى الخليجية المعادية لحقوق الإنسان» ضد اليمن، على حد تعيبرها.

وفي وقت سابق، صرح «رضا بنخلدون»، القيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي، قائد الائتلاف الحاكم بالمغرب، لـ(الأناضول)، بأن المشاركة المغربية كانت استجابة لطلب دول الخليج، الحلفاء الاستراتيجيين للمغرب، خاصة أن السعودية تنزع من خلال طلبها للدعم العربي في حملتها باليمن، إلى استبدال الحماية الغربية التي كانت توفرها الولايات المتحدة بأخرى عربية.