استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إيران إمبراطورية .. وبغداد العاصمة!

الاثنين 16 مارس 2015 05:03 ص

تجاوز استفزاز إيران للطرف العربي كل الحدود، ونسف احترام حسن الجوار والتعايش السلمي بين ضفتي الخليج العربي. فلا يكاد يمر أسبوع، إلا ويتحفنا قيادي إيراني بتصريحات مليئة بالخطاب الاستفزازي الفوقي الذي يعبر عن وجهة نظر إيران التي تمد يدها مدعية الحوار والتعاون، بينما تصرفاتها وسياستها ومواقفها تكشف حقيقة مشروعها المستقوي ببرنامجها النووي، وبالتعاون والتحالف مع واشنطن على نحو أصبح علنياً ومكشوفاً تحت شعار محاربة الجماعات المتطرفة والتكفيرية وعلى رأسها «داعش». وهو ما يفسر سكوت واشنطن عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، المصنف هو وحرسه الثوري منظمة إرهابية، إذ تغض واشنطن الطرف عن أنشطتهم ودورهم وزياراتهم للعراق وسوريا لمواجهة «داعش».

ويمكن أن نعزي تعاظم دور إيران وتمددها إلى نتائج غزو واحتلال أميركا للعراق وإسقاط نظام صدام حسين في عام 2003، وقبله إسقاط نظام «طالبان» في أفغانستان، ما أدى لسقوط منظومة توازن الرعب، وسمح لطهران بأن تصول وتجول وتنشط في تنفيذ مشروعها لبسط نفوذها على المنطقة. ولذلك ليس مستغرباً تفاخر قادة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني ورجال دين ونواب في مجلس الشورى بأن حلفاء إيران يسيطرون على أربع عواصم عربية (بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء). واليوم تقاتل إيران في العراق وسوريا، وتدرب المليشيات في تلك العواصم. وآخر اختراقات إيران قتالها في معركة تكريت في العراق، وزيارة وفد من الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية وهم لا يمثلون حكومة اليمن بينما تتعامل معهم إيران كممثل شرعي للنظام اليمني. وقد أبرم الحوثيون اتفاقية بإمداد اليمن بالنفط لمدة عام وتوسيع ميناء الحُديدة وبناء محطة كهرباء. وخارج سلطة الطيران المدني اليمني، اتفق الحوثيون أيضاً على تسيير 28 رحلة طيران جوية أسبوعياً!

واللافت في تصريحات القادة الإيرانيين هو زيادة حدتها وتحديها واستفزازها وفوقيتها وخروجها عن الأعراف الدبلوماسية تجاه العرب. ومن تلك التصريحات ما ورد على لسان قائد الحرس الثوري السابق والمستشار العسكري للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية الفريق يحيى رحيم صفوي في مايو 2014 وحديثه عن مشروع إيران الجيواستراتيجي مستحضراً أمجاد الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وتجرؤه على التفاخر بأن «حدودنا الغربية.. تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط»! ما دفع الرئيس اللبناني لتكليف وزير خارجيته باستيضاح ذلك التصريح من الطرف الإيراني. وانتقد مستشار المرشد صفوي دعم دول عربية للمعارضة السورية، متناسياً دعم بلاده لنظام الأسد.

وفي يناير 2015 مع انهيار أسعار النفط بنسبة أكثر من 60% منذ صيف 2014، تخلى الرئيس الإيراني حسن روحاني (المعتدل) عن الدبلوماسية مهدداً ومحذراً «الدول التي خططت لخفض أسعار النفط بالندم.. وإذا تضررت إيران فإن منتجين آخرين سيتضررون بما في ذلك السعودية والكويت.. اللتين ستفوق معاناتهما معاناة إيران»!

وفي 25 فبراير 2015 تفاخر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري في خضم إجراء مناورات عسكرية في مضيق هرمز، وتدمير حاملة طائرات افتراضية أميركية، وتجربة صواريخ وأسلحة حديثة، مكرراً تهديدات القيادة الإيرانية ومذكراً جيرانه الخليجيين بأن إيران «بلغت قوة فريدة لا تريد أن تدخلها حيز التجربة العملية»، مهدداً بسيطرة البحرية الإيرانية على الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان «من دون أدنى شك».

أما التصريح الأكثر استفزازاً فقد كان من علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني الذي أدلى به في «منتدى الهوية الإيرانية» وكان صادماً ومعيباً، إذ تفاخر بأن «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً. وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي.. وجغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة، وثقافتنا غير قابلة للتجزئة، وغير قابلة للتفكيك. لذا إما أن نقاتل معاً أو نتحد». وقد تجاوز هذا التصريح الحدود. وتأخر الرد الرسمي العراقي، وتعاملت الحكومة العراقية معه على استحياء. واكتفى ممثل السيستاني بالتلميح في خطبة الجمعة إلى أن «قبول العراق مساعدات لمحاربة الإرهابيين لا يعني غض الطرف عن الهوية أو الاستقلال».

كما كان لافتاً في الأسبوع الماضي اعتراف الجنرال «ديفيد بترايوس»، القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، بأن سياسات المالكي في العراق أضرت بجهود الولايات المتحدة الرامية إلى دمج السُّنة. وبأن «الوجود الإيراني في العراق أشد خطراً من تنظيم داعش». وهذا تكرار لما قاله قائد القوات الأميركية الذي خلف «بترايوس» في العراق الجنرال «أوديرنو» في عام 2010 عندما حذر من أن «خطر المليشيات العاملة بإمرة النظام الإيراني في العراق أصبح الآن أشد من خطر تنظيم القاعدة».

إن هذه نتيجة متوقعة كتبنا عنها كثيراً، وهي حصاد الحسابات الخاطئة والتردد وفشل الاستراتيجية الأميركية في التعامل مع أزمات المنطقة في السلم والحرب، ما زاد من نفوذ ودور إيران لخلط الأوراق وخاصة بعد التقارب بين واشنطن وطهران على خلفية مفاوضات النووي ومحاربة «داعش». وهذا يزيد من فجوة عدم الثقة، ومن شأنه ترسيخ الحرب الباردة مع معظم العرب، وخاصة في الضفة الغربية للخليج العربي.

* د. عبد الله خليفة الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت 

  كلمات مفتاحية

إيران إمبراطورية بغداد العاصمة

مدير وكالة «مهر» الإيرانية يدعو العراقيين للالتحاق بإيران وترك «الذل العربي»

«أسوشيتد برس»: إيران تعقد صفقة لبيع العراق أسلحة بقيمة 10 مليار دولار

«السيستاني» يشدد على سيادة العراق .. ويتجاهل اتهامات «الأزهر» لـ«الحشد الشعبي»

الدوائر السياسية الإيرانية تتبرأ من تصريحات «يونسي» وتطالب بعزله

العراق يدين تصريحات إيران حول بغداد .. وأمريكا تحذر من تصاعد نفوذ «الحشد الشعبي»

مستشار «روحاني»: الشرق الأوسط إيرانيّ وعاصمتنا بغداد وسنقف بوجه الوهابيين والعثمانيين الجدد

مسؤول إيراني: لولا دعمنا لما حصلت انتصارات العراق وسوريا واليمن ولما تم إنشاء الحوثيين

ترتيبات الخلافة في إيران إذ تتسارع

مصادر تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق والحكومة تصفهم بـ«المتطوعين»

أزمة إيران أم أزمة الشيعة ؟