السعودية تتهيأ لتقبل إيران دولة نووية .. وتتهمها بالتوسع في احتلال العراق

الثلاثاء 17 مارس 2015 03:03 ص

بدأت المملكة العربية السعودية تعبر عن قلقها تجاه الاتفاق النووي الايراني الامريكي بصوت عال، وتبني حساباتها في الوقت نفسه على ان هذا الاتفاق بات حتميا، وان عليها التعايش معه وكل ما يمكن ان يترتب عليه من تداعيات.

الامير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات والسفير السعودي السابق في كل من لندن وواشنطن اصدر تحذيرا قويا يوم امس في مقابلة مع الـ”بي بي سي” حذر فيها من ان التوصل الى هذا الاتفاق النووي سيدفع دولا اخرى في المنطقة لبدء تطوير وقود ذري، وشن هجوما شرسا على ايران واتهمها بتوسيع “احتلالها” في العراق ولعب دور معرقل في اليمن وسورية والعراق وفلسطين والبحرين.

تحذير الامير الفيصل يعني ان المنطقة مقبلة على سباق تسلح نووي، ولكنه لم يقل ذلك صراحة، لان ايران باتت تملك الخبرة والمعدات النووية وكميات اليورانيوم المخصب التي تؤهلها لانتاج رؤوس نووية في اي وقت في المستقبل في حال تضمن الاتفاق فترة العشر سنوات التي سيتم فيها تجميد عمل برامجها النووية في تخصيب اليورانيوم والتأكد من اقتصار هذه البرامج على مهامها السلمية.

لا نعرف لماذ تأخرت المملكة العربية السعودية في دخول سباق التسلح النووي لاكثر من خمسين عاما عندما اقامت اسرائيل مفاعلها النووي في ديمونا في صحراء النقب الفلسطينية المحتلة وللأغراض العسكرية، وليس السلمية، وانتجت اكثر من 300 رأس نووي.

فاذا كانت الانشطة الايرانية النووية، التي ما زالت حتى الآن في اطارها السلمي، تشكل خطرا على المملكة العربية السعودية، فأن الرؤوس النووية الاسرائيلية اكثر خطورة بعشرات المرات، واسرائيل تحتل اراض ومقدسات عربية واسلامية وتهدد امن العالمين العربي والاسلامي معا.

توقيع المملكة العربية السعودية اتفاقا للتعاون النووي مع كوريا الشمالية الاسبوع الماضي يشمل اقامة مفاعلين نوويين فيها، وتوقيعها اتفاقات مماثلة مع كل من فرنسا والصين والارجنتين في اطار خططها لبناء 16 مفاعلا نوويا خلال العشرين عاما الماضية، هو التوجه العملي السليم بدلا من اصدار التحذيرات، والتعبير عن القلق من برامج الآخرين النووية.

واذا صحت الاتهامات السعودية لايران باحتلال العراق والتوسع فيه ولعب دور معرقل في اليمن وسورية وفلسطين والبحرين، فأن هذا التوسع يأتي بسبب “انكماش” المملكة وهي الدولة الكبرى، وتخليها في السنوات السابقة عن معظم مسؤولياتها وواجباتها العربية والاسلامية في التصدي للمشاريع التوسعية الاسرائيلية في المنطقة، والدخول في التحالفات الخطأ ووضع كل بيضها في سلة الولايات المتحدة الامريكية ومشاريع هيمنتها وحروبها التدميرية للقوى العسكرية والسياسية العربية.

السباق النووي هو اسرع الخطوات لبناء قوة ردع عربية نووية، ولذلك يظل سباقا محمودا، يستحق توظيف كل الاموال والجهود في خدمته، والمملكة العربية السعودية تملك احتياطا ماليا يزيد عن 750 مليار دولار حاليا، علاوة على دخل سنوي من عوائد النفط يفوق المئتين مليار دولار في الوقت الراهن رغم انخفاض الاسعار.

السعودية لا تستطيع، ولا يجب ان تواجه اي توسع ايراني سواء نووي او جغرافي استراتيجي بالعويل والصراخ وانما بمشروع عربي متكامل يركز بالدرجة الاولى على القضية المركزية الاولى اي قضية فلسطين، لان الاصوات التي تصدر من وسطها، وتطالب بالتحالف مع العدو الاسرائيلي في مواجهة ما تراه خطرا ايرانيا، هي الاصوات نفسها التي دفعت الممكلة للتحالف مع امريكا في عدوانها على العراق، وتفكيك سورية وليبيا واليمن.

البوصلة السعودية يجب ان تكون عربية اسلامية تؤشر نحو المسجد الاقصى وكنائس القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لها بكل الطرق والوسائل بعد ان فشلت مبادرتها للسلام في التقدم سنتيمترا واحدا، وقوبلت بالاحتقار من قبل القيادة الاسرائيلية.

الصيام الاستراتيجي السعودي الذي استمر لعقود يجب ان ينتهي اذا ارادت القيادة السعودية تحصين داخلها وخارجها من الاخطار التي تحدق بها من كل الجهات، والتاريخ لا يرحم.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران دولة نووية التوسع احتلال العراق الرد السعودي السباق النووي التوقيت

«الفيصل»: الاتفاق النووي مع إيران سيشعل المنطقة .. ومن حقنا امتلاك نفس القدرات

مجلة إسرائيلية: السعودية تستعد لليوم الذي يلي الاتفاق مع إيران

السعودية تستعد للاتفاق النووي الإيراني بتطوير تحالفاتها الإقليمية

«كيري» يحاول طمأنة خصوم إيران في الخليج بشأن المحادثات النووية

توسع إيراني إقليمي قصير النظر ولا مستقبل له

مناطق وساحات الصراع بين السعودية وإيران والسيناريوهات المتوقعة

«الملك سلمان» يدعو «العبادي» إلى زيارة الرياض

مصادر تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق والحكومة تصفهم بـ«المتطوعين»

السعودية: استخدام الطاقة النووية سلميا «حق مشروع» لكافة دول المنطقة

«بلير» يعتذر بلطف عن «الهولوكوست» العراقي