استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«بلير» يعتذر بلطف عن «الهولوكوست» العراقي

الخميس 5 نوفمبر 2015 10:11 ص

تعرضت الإنسانية في تاريخها المأسوي إلى مذابح ومحارق وإبادة وتشريد. بعضها تم الكشف عنه والبعض الآخر ما زال طي النسيان أو الكتمان. كما تم الاعتذار عن بعض ما كُشف عنه والبعض الآخر ما زال قيد المكابرة أو الإنكار.

ومن أشهر تلك المذابح: مذابح الموريسكيين في الأندلس والهنود الحمر في أميركا ومذابح الأرمن والأكراد والروهينجا واليهود، والأخيرة هي بالطبع أكثر المذابح ذيوعاً في الإعلام ومدونات التاريخ الحديث.

الموقف الغربي من «الهولوكوست» اليهودي يفتح شهيةً دائمةً للتساؤل أمام كل مذبحة همجية جديدة: هل يكفي الاعتذار عن المذبحة بوصفها خطأً، أم يجب التكفير عنها بوصفها ذنْباً لا يكفي عنه الاعتذار؟!

ظلت الحكومات الألمانية المتعاقبة تكفّر عن جريمة هتلر ضد اليهود منذ وقوعها حتى اليوم. لم يكن الاعتذار يوماً هو المنشود بل التكفير... والتكفير المتواصل.

في الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الحكومة البريطاني الأسبق توني بلير عن «اعتذاره» في شأن غزو العراق في العام 2003. كان اعتذاراً تلفزيونياً عابراً وهادئاً وكأن «الاعتذار يخصّ طيوراً نفّرها أو شجيرات قطعها، وليس لمليون قتيل وأربعة ملايين مشرد وخمسة ملايين يتيم» كما وصفه الزميل الكاتب في هذه الصحيفة د. مسفر القحطاني في تغريدة تويترية بليغة.

لا ينفي بلير، في اعتذاره الرقيق، وجود علاقة بين ذلك الغزو «الخاطئ» ونشوء «داعش» الآن، كما لا ينفي كذب المعلومات الاستخباراتية التي بُني عليها الغزو، ما يعني المسؤولية الكاملة عن كل تبعات ذلك الغزو الخاطئ، من قتل وتشريد الإنسان العراقي وهدم وتخريب الوطن العراقي وتذويب خصائصه ومقوماته، ثم تسليمه للجار اللدود كي يستكمل فيه من التشويه ما لم تفعله الغزوة الغربية «الخاطئة»!

هذا السجل المأسوي والنتائج الكارثية لـ «الهولوكوست» العراقي لا يستوجب من أحد أعمدة ذلك الخطأ، تخطيطاً وتبريراً وتنفيذاً، سوى اعتذار تلفزيوني عابر، لا يترتب عليه أي شيء من صور التكفير.

لو تم تقسيم هذا «الاعتذار»، الذي استغرق دقيقة واحدة من الحوار التلفزيوني، على أُسر وذوي مليون قتيل عراقي، كم سيصبح نصيب كل أسرة عراقية مكلومة من هذه الدقيقة الاعتذارية من بلير؟!

وهل سيكون هذا هو آخر اعتذار عن غزو خاطئ؟! أم أننا موعودون باعتذارات كثيرة قادمة، قريباً أو بعيداً، عن غزوات تخريبية «خاطئة» في بلاد العرب، بعضها وقع فعلاً وبعضها الآخر ما زال تحت التخطيط «الخاطئ»؟!

ما أبشع الإنسان حين يكون ظالماً، وما أبشعه أكثر حين يظن باعتذار طفيف أنه قد تحلّل من ظُلمه!

* زياد الدريس كاتب سعودي

  كلمات مفتاحية

توني بلير العراق الغزو الأمريكي الظلم غزو العراق احتلال العراق أمريكا بريطانيا

عندما يتم الاعتراف والاعتذار بانتهازية

محاكمة «توني بلير» وجدلية مقاومة الظلم في بلاد العرب

«طوني بلير» وغزة وكل ذلك الغاز

الزعيم المحتمل لـ«حزب العمال» البريطاني يتعهد بالاعتذار للشعب العراقي

«أوباما»: غزو العراق أنتج «الدولة الإسلامية» وأزاح «صدام حسين» من طريق إيران

السعودية تتهيأ لتقبل إيران دولة نووية .. وتتهمها بالتوسع في احتلال العراق

«البيت الأبيض»: الولايات المتحدة أخطأت في غزو العراق

«الغارديان» عن ملفات استخباراتية: غزو العراق ساعد في ظهور «الدولة الإسلامية»

الجريمة موصوفة ... فأين العقاب؟!

«ديلي تليغراف»: «توني بلير» طلب 35 مليون دولار للعمل في بناء النفوذ الإماراتي

تقرير «تشيلكوت» .. والحصاد الكارثي

بريطانيا تحاكم «قرار الحرب»!

متى يصدر تقرير «تشيلكوت» العرب؟

ما هي مسؤوليتنا بعد تقرير تشيلكوت؟