«البيت الأبيض»: الولايات المتحدة أخطأت في غزو العراق

الخميس 7 يوليو 2016 11:07 ص

قال المتحدث باسم «البيت الأبيض» «جوش إيرنست»: «إن الرئيس باراك أوباما كان يتعامل مع تداعيات قرار غزو العراق الذي كان يعارضه طوال فترة ولايته».

جاء ذلك في تصريح لـ«البيت الأبيض» تعليقا على تقرير بريطاني ينتقد دور حكومة رئيس الوزراء الأسبق «توني بلير» في حرب العراق.

وأضاف «إيرنست»: «إنه يتعين استخلاص الدروس من الأخطاء، التي ارتكبت في غزو العراق، ومن المهم تحديدا للولايات المتحدة –وأنا هنا أتحدث عن بلادنا- أن تتعلم الدروس من أخطاء الماضي».

يذكر أن تقرير اللجنة التي ترأسها «جون تشيلكوت»، خلص إلى أن تبرير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير» وتخطيطه لحرب العراق وتعامله معها ينطوي على العديد من الإخفاقات، فيما يمثل حكما قاسيا على دور بريطانيا في الصراع.

وهيمن تقرير «تشيلكوت» بشأن حرب العراق على جل عناوين كبريات الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس.

واعتبرت افتتاحية «تلغراف» التقرير سلسلة من الأحزان وأن البعض قد يسعى لاستغلاله لتسجيل نقاط سياسية، لكن هذا سيكون غير لائق للتحقيق الرسمي في صراع أودى بحياة أكثر من 200 مواطن بريطاني وأكثر من 150 ألف عراقي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير أدان عدم كفاية التخطيط من قبل بريطانيا وأمريكا في مرحلة ما بعد الحرب، وأنه كانت هناك أخطاء سخرت من مفاهيم ما قبل الحرب التي بالحد الأدنى من الجهود الغربية كان من الممكن إعادة تشكيل العراق (ودول أخرى بالشرق الأوسط) كدولة ديمقراطية ليبرالية.

وعقبت بأنه بالرغم من أن قرارات ما بعد الحرب اتخذت من قبل الأمريكيين دون اعتبار يذكر لوجهات النظر البريطانية، فإن هذا الأمر لا يعفي استعدادات لندن الضعيفة، وخاصة ما يتعلق بتجهيز القوات بشكل صحيح.

ومن جانب آخر، قالت افتتاحية «فايننشال تايمز» إن تقرير «تشيلكوت» هو التحقيق الرسمي الخامس الذين أجري بأحداث قادت لغزو العراق عام 2003 وإن كل التحقيقات السابقة رفضت بسرعة باعتبارها تمويها فشل في كشف سبب اتخاذ بلير هذا القرار المصيري للإطاحة بـ«صدام حسين».

واعتبرت الصحيفة التقرير لائحة اتهام شاملة للسياسات البريطانية في الفترة التي سبقت الصراع وتداعياته، لكنها أردفت بأنه سيخيب ظن الذين كانوا يأملون أن يقدم «تشيلكوت» إدانة واضحة وحاسمة لدور «بلير» في الصراع، حيث إن الاتهام الرئيسي ضد «بلير» هو أنه كذب متعمدا على الشعب والبرلمان بشأن التهديد الذي يشكله صدام مباشرة لبريطانيا والغرب.

في السياق، ذكرت افتتاحية «إندبندنت» أن تقرير «تشيلكوت» كان واضحا بشكل قاطع في عدة نقاط: أنه لم يكن هناك تهديد وشيك لبريطانيا، والأحكام الصادرة عن المخابرات البريطانية ما كانت لتصدر عن هواة، والتخطيط لما بعد الحرب كان سيئا للغاية، والغزو الذي قادته واشنطن لم يكن الملاذ الأخير لأن استراتيجية الاحتواء كانت لا تزال ممكنة.

ولخصت افتتاحية «غارديان» تقرير «تشيلكوت» بأن محصلته هي دولة دمرت (إشارة إلى العراق) وثقة تهدمت (إشارة إلى بريطانيا) وسمعة تحطمت (إشارة إلى بلير).

كذلك اعتبرت افتتاحية «تايمز» التقرير بمثابة التقييم النهائي لتجربة عسكرية انتهت إلى خطأ كارثي لعدم وجود التخطيط الأساسي والاجتهاد الواجب.

من جانبه، دافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير» عن قرار المشاركة في غزو العراق عام 2003, واعتبره صائبا وقدم في الوقت نفسه اعتذاراته عن نتائج الحرب التي قالت لجنة تحقيق بريطانية إن أسسها القانونية لم تكن مقنعة.

وقال «بلير» في مؤتمر صحفي بلندن إنه يتحمل بالكامل مسؤولية قرار مشاركة بريطانيا مع الولايات المتحدة في الغزو الذي أفضى إلى الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل «صدام حسين».

وجاءت تصريحاته بعيد صدور تقرير لجنة «تشيلكوت» الذي استغرق إعداده سبع سنوات وتضمن انتقادات لقرار المشاركة في الغزو.

وأضاف: «اتخذت هذا القرار لأنني كنت أعتقد أنه الشيء الصواب الواجب عمله استنادا إلى المعلومات التي كانت لدي والتهديدات التي استنتجتها، معتبرا أن قرار المشاركة في تلك الحرب اتخذ لأن «صدام كان يمثل تهديدا لشعبه وللسلم العالمي».

وقال «بلير» إنه لم يكن بمقدوره تأخير اتخاذ قرار المشاركة بالغزو لأن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأسبق «جورج دبليو بوش» كانت قد قررت التحرك عسكريا، علما بأن واشنطن ولندن تذرعتا بمزاعم عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل لاحتلاله, وتبين لاحقا أنها كانت كاذبة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة بريطانيا غزو العراق توني بلير جوش بوش باراك أوباما البيت الأبيض

«توني بلير»: أتحمل مسؤولية قرار الحرب بالعراق وأعتذر عن أخطاء الإجراءات

لجنة «شيلكوت»: بريطانيا تسرعت فى غزو العراق و«بلير» استند على معلومات خاطئة

«بلير» يعتذر بلطف عن «الهولوكوست» العراقي

محاكمة «توني بلير» وجدلية مقاومة الظلم في بلاد العرب

«أوباما»: غزو العراق أنتج «الدولة الإسلامية» وأزاح «صدام حسين» من طريق إيران

«الغارديان» عن ملفات استخباراتية: غزو العراق ساعد في ظهور «الدولة الإسلامية»

وزير الدفاع الأمريكي يصل إلى العراق في زيارة «مفاجئة»

من عدونا الحقيقي؟