تعهد «جيريمي كوربين» النائب العمالي عن دائرة إسلينغتون نورث في العاصمة البريطانية لندن بنشر بيان رسمي باسم الحزب يعتذر فيه للبريطانيين عن «كذب الحزب عليهم» في حرب العراق، كما تعهد أيضا بطلب الاعتذار من الشعب العراقي على المعاناة التي تسببت فيها الحرب التي شنت بذريعة وجود أسلحة نووية وكيماوية لدى نظام الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين».
وأعرب «كوربين» عن رغبته في تصحيح مسار «الحزب العمالي» بما في ذلك الاعتذار رسميا عن حرب العراق والجرائم التي ارتكبت باسم هذه الحرب وتورط فيها زميله «توني بلير».
ويستعد «كوربين» (66 عاما) لحمل مشعل «الحزب العمالي» يوم 12 سبتمبر/أيلول المقبل بعدما لم يعد هناك منازع له، وبعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها «الحزب العمالي» في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في مايو/أيار واستقالة «إيد ميلباند».
وأوضحت وسائل إعلام بريطانية أن أعضاء «حزب العمال» كانوا 200 ألف في الانتخابات الماضية، وارتفع بشكل صاروخي إلى 600 ألف في نهاية أغسطس/آب، فمن جهة شباب متحمس يريد التصويت على «كوربين» زعيما للحزب، ومن جهة، معتدلون انضموا للحزب لمنع «كوربين» من الفوز حتى لا يكون مرشحا للحكومة سنة 2020.
ويشد هذا السياسي انتباه البريطانيين التقدميين والحركات السياسية اليسارية في أوروبا بفضل أطروحاته التي ترمي إلى إعادة الروح اليسارية إلى «الحزب العمالي» التي فقدها مع حقبة رئيس الوزراء السابق «توني بلير».
ويحمل هذا السياسي أطروحات متقدمة في معالجة قضايا مثيرة للجدل في بريطانيا وأوروبيا مثل الهجرة، وبعيدا عن سياسة المحافظين وخطاب التخويف الذي تنهجه أحزاب ومنها «أوكيب».
وبحسب مراقبين فإن «توني بلير» يعتبر أكبر الخاسرين، فهو يحذر أعضاء الحزب من خطورة «كوربين» قائلا إنه سيعمل على تصفية إرث الحزب والقضاء عليه والتسبب في خسارة تاريخية.
ولم تلق هذه الاتهامات اهتماما بعد الاتهامات التي تم توجيهها إلى «بلير» بتوريط الحزب في حرب العراق بانخراطه في مخططات المحافظين الجدد وما تلاها من جرائم ومعاناة في الشرق الأوسط وخدمته أجندة اليمين العالمي.
تأتي تصريحات «كوربين» بعد تصريحات أبرز مرشحي «الحزب الجمهوري» الأمريكي «دونالد ترامب» بوصفه حرب العراق من الأخطاء الكبيرة في تاريخ الولايات المتحدة.