«الجارديان»: العمال الأجانب يبنون مركزا ثقافيا في الإمارات «في ظروف أشبه بالاعتقال»

الثلاثاء 7 أبريل 2015 12:04 م

أدانت نقابات عمالية وفنانون الأوضاع التي يواجهها العمال المهاجرون الذين يقومون ببناء مركز ثقافي في دولة الإمارات يتكلف 17 مليار جنيه أسترليني، بما في ذلك فروع جديدة لمتحفي اللوفر وجوجنهايم، واصفين هذه الأوضاع بأنها أشبه بـ«سجن مفتوح».

وقال اتحاد جمعيات التجارة الدولية وتحالف من الفنانين العالمين ومجموعة «عمالة الخليج»، المعنية بحقوق العمال، إن هناك عدة آلاف من العمال في مخيم العمل بجزيرة السعديات في أبوظبي يخضعون للتمييز وحظر التجول بعد الساعة العاشرة مساء فضلا عن مراقبة تحركاتهم من قبل حراس الأمن، كما أنهم لا يدخلون أو يخرجون بدون تصريح.

ووجد الباحثون أن آلافا من العمال الآخرين الذين يعيشون في مخيمات أخرى بالإمارات عانوا من قيود مماثلة.

ومن جانبه، قال «شاران بورو»، الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات، «تتم معاملة الناس مثل الدجاج حيث يتم حبسهم وفرض حراسة عليهم وغالبا ما يقومون بأعمال إضافية بدون أجر».

ونقلت الصحيفة عن اثنين من نشطاء العمال بالخليج، طلبا عدم الكشف عن اسميهما خوفا من الانتقام من قبل السلطات الإماراتية، إن قرية السعديات لا يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام، ولا توجد وسيلة نقل للعمال في سفرهم لمسافة 2 كيلومتر بين مدخل المخيم ونقطة التفتيش في محيطه إلا أتوبيسات داخلية بين الساعة والأخرى. ويغلق المخيم أبوابه في العاشرة مساء، وأي عامل يتأخر عن موعد حظر التجوال يظل محاصرا خارج المخيم في العراء حتى يصبح الصباح. ولا يسمح للعمال الوصول إلا لمحل إقامتهم في المكان الذي يعملون داخل حدوده.

وسوف تقدم مجموعة «عمالة الخليج» ما توصلت إليه إلى معرض «فينسيا بينالي»، أهم حدث فني معاصر في العالم، خلال شهر يوليو / تموز، حيث تقوم المجموعة بإجراء سلسلة من المحادثات لتسليط الضوء على محنة العمال في جزيرة السعديات.

ورغم أن السلطات الإماراتية تقول إن ظروف العمل في جزيرة سعدات في تحسن مستمر، إلا إن مجموعة «عمالة الخليج» تقول إن العمالة الإجبارية مستمرة، مشيرة إلى أن العديد من العمال يضطرون لدفع أتعاب غير قانونية لتأمين بقائهم في العمل، إضافة إلى أنهم يكونون في بعض الأحيان مجبرين على العمل بدون مقابل لأوقات إضافية.

وقال أحد النشطاء: «لا أستطيع أن أتخيل وضعا أسوأ مما شهدناه من حيث عدم احترام كرامة الإنسان».

ووصف الناشطون الأوضاع في مخيمات أخرى في أبوظبي ودبي بـ«البائسة»، بما في ذلك الحمامات المشتركة التي تتسع لأكثر 20 فردًا بدون أي صيانة للصحة العامة، فضلا عن تدني مرافق الصرف الصحي والأسواق التي بدت مثل «مقالب القمامة».

وقالوا إن معظم العمال يعانون ديونا متأخرة وخطيرة نتيجة لدفع رسوم الاستقدام غير القانونية للحصول على عمل في الجزيرة. وقال أحد العمال من نيبال إنه بحاجة للعمل لمدة عامين قبل أن يسدد رسوم تعيينه.

وفي الوقت نفسه بدأ الاتحاد الدولي للنقابات حملة على وسائل الاعلام الاجتماعية تستهدف جوجنهايم وأحد رعاته الرئيسيين، «ديور»، في محاولة لدفع المتحف لمعالجة ظروف العمل في جزيرة السعديات، حيث من المتوقع أن يبدأ هذا العام بناء أكبر فروعه.

وتسلط المرحلة الأولى من الحملة التي بدأها الاتحاد الدولي للنقابات الضوء على التفاوت بين رعاة الفن الأثرياء الذين يدفعون حتى 75 ألف دولار للحصول على طاولة عشاء ضمن حفلة جمع تبرعات في جوجنهايم الدولي بنيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي برعاية «ديور»، والأوضاع المزرية والفقيرة التي يعانيها عمال السعديات.

وقال «بورو»، الذي التقى مدير متحف جوجنهايم «ريتشارد أرمسترونج»، في جزيرة السعديات في وقت سابق من هذا الشهر، إن الحملة تستهدف أيضا رعاة آخرين للمتحف مثل «هوغو بوس» و«تيفاني وشركاه» وسامسونج وفيليبس والمؤسسات والشركات الغربية الأخرى المشاركة في السعديات، حيث بدأ بناء فرع لجامعة نيويورك ومتحف اللوفر الجديد المقرر افتتاحه العام المقبل.

ورفض جوجنهايم التعليق. كما لم تستجب شركة اللوفر والسياحة للتنمية والاستثمار، التي تشرف على تطوير جزيرة السعديات، لطلبات التعليق على الأمر.

وبدأت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة تحقيقا بشأن إساءة معاملة العمال المهاجرين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان الدافع من ورائه جزئيا هي المخاوف حول الأوضاع في جزيرة السعديات، ومن المقرر أن ينشر هذا التحقيق بحلول نهاية العام.

المراجعة الأخيرة لجزيرة السعديات التي أعدها «برايس ووترهاوس كوبرز»، المعين من قبل التطوير والاستثمار السياحي لمراقبة الرعاية الاجتماعية للعمال، وجدت أن الشركة لم تنفذ على الدوام سياسة ممارسات التوظيف، والتي من المفترض أن تضمن المعاملة العادلة للعمال.

ووفقا لذلك الفحص والمراجعة، فقد فرض التطوير والاستثمار السياحي عقوبات مالية ضد ثلاثة فقط من ستة تبين خرقهم للسياسة العام الماضي. ومع ذلك، لاحظ الفحص أن التطوير والاستثمار السياحي تعهد بإدخال قوانين عمل أكثر عدلا من هذا العام، وقام بالفعل ببعض التحسينات على المرافق، بما في ذلك خدمات غسيل الملابس من الباب إلى الباب والمطابخ الجديدة.

  كلمات مفتاحية

الإمارات حقوق العمالة جزيرة السعديات انتهاكات الإمارات

هيومن رايتس تطالب الإمارات بتصحيح الانتهاكات ضد عمال جزيرة السعديات

الإمارات ترفض تقرير «هيومن رايتس» بشأن انتهاكات بحق العمالة المنزلية الأجنبية

الأوبزرفر: ظروف العمالة المهاجرة في الإمارات «فضيحة دولية»

عبيد جزيرة السعديات: أبوظبي والجانب المظلم من الفن

في الإمارات: العمال الأجانب كوقود لآلة بناء الأبراج الفارهة

تقرير يكشف سوء معاملة العاملين في مشروع جامعة نيويورك بأبوظبي

دبي تسعى لتحسين «سمعتها السيئة» في معاملة العمالة الأجنبية

«رايتس ووتش»: «العقد الموحد» في الإمارات خطوة نحو حماية العمالة الأجنبية

40 أجنبيا بالإمارات يشكون تأخر رواتبهم والتهديد بإلغاء إقامتهم