بهدف تحسين الصورة الذهنية الناشئة عن انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة بحق العمالة الأجنبية، أوعزت الإمارات، بحسب متابعين للمشهد السياسي والاجتماعي للدولة، للشيخ «حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم» ولي عهد دبي لطرح مبادرة صحية تهدف إلى تقديم الفحوصات والخدمات العلاجية لأمراض الفم والأسنان لفئة العمال.
التقطت وسائل الإعلام المنتشرة بأربع مناطق إعلامية حرة بالدولة لتعزف سيمفونية الإشادة وتجاوب المجتمع مع المبادرة الإنسانية من قبل الدوائر الحكومية والمؤسسات الوطنية في إمارة دبي والتي أيضاً بدأت تعزف على ذات السيمفونية وبنفس الإيقاع المرحب.
تشمل المبادرة إجراء كافة الفحوصات العلاجية للعمال، وتقديم الاستشارة الطبية لأكثر من 2000 حالة وشخص من الفئة المستهدفة تنفيذا لتوجيهات ولي عهد دبي والتي جاءت لتواكب مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمال .
بلدية دبي، صاحبة الباع الكبير في التغطية على انتهاكات شركات المقاولات بحق العمالة، بدأت في توزيع عبوات تحتوي على أدوات صحية تعزز من عمليات وقاية الفم والأسنان، كما قدمت شركة الاتصالات المتكاملة «دو» بطاقات هاتفية مدفوعة القيمة للعمال بهدف رفع معنوياتهم وإبقائهم على اتصال مستمر مع ذويهم، في حين قدمت جمعية الاتحاد التعاونية حقيبة خاصة لكل عامل تحتوي على معقمات ومنظفات وأدوات نظافة شخصية.
«سيف بن مرخان الكتبي»، مدير عام مكتب ولي عهد دبي، أكد أن مساهمة هذه الجهات والأفراد في دعم توجه الشيخ «حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم» ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في الإمارة الإنساني يعكس مدى الحرص، والوعي الخيري والإنساني، لدى مختلف فئات المجتمع الإماراتي مشيدا بحرص هذه الجهات على المشاركة بشكل تطوعي مما يعزز من قيمة المبادرة ويعود بالنفع المباشر على فئة العمال التي تستحق منا كل دعم وشكر وتقدير.
وأكد «الكتبي» على ضرورة نشر ثقافة تعزيز العمل والخدمة المجتمعية لدى جميع المؤسسات الخاصة والعامة لأنه جزء لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية والواجب النابع من الشعور بالامتنان والتقدير للجهود التي تبذلها الحكومة لتسهيل الأعمال وتوفير البني التحتية والبيئة المتطورة للمستثمرين مما يسهم في ازدهار و نمو أعمالهم بدرجات كبيرة، فلا أقل من رد هذا الجميل بالمساهمة بفاعلية في الأعمال المجتمعية والإنسانية.
كما جدد «بن
مرخان» دعوته لجميع شركات الخاص بالمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية المتميزة التي أطلقها ولي عهد دبي؛ فقطاع الإنشاءات هو المستفيد الأول من هذه المبادرة لذا فإنه من المنتظر أن تكون مساهمة هذا القطاع في المبادرة أكبر وأشمل من بقية القطاعات مشيرا إلى أن المراحل التالية من المبادرة مفتوحة لجميع شركات هذا القطاع للمساهمة وذلك بالتنسيق مع المسئولين في كلية حمدان بن محمد للأسنان وعيادة دبي للأسنان.
وكانت جمعية «الإمارات لحقوق الإنسان» قد كشفت في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا ، عن تلقي الجمعية لعدد 545 شكوى خلال عام 2014، دون الإشارة إلى فحوى تلك الشكاوى.
كما ذكرت صحيفة الجارديان أن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة تجري تحقيقا بشأن إساءة معاملة العمال المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع التنويه بنشر نتائجه بحلول نهاية العام.
من جهة أخرى تتهم منظمات حقوق الإنسان الدولية، «جمعية الإمارات لحقوق الإنسان»، بغض الطرف عن ممارسات أجهزة الأمن الإماراتية مع المعتقلين، وخاصة معتقلين الرأي، وتحمل الإمارات أحد أسوأ السجلات في مجالات حقوق الإنسان وعلى وجه الا خصوص الإخفاء القسري بالسجون السرية.
