«القدس العربي»: الأردن حذر «السيسي» من التدخل البري ... والإمارات غير متحمسة

السبت 11 أبريل 2015 04:04 ص

ذكرت صحيفة «القدس العربي» اللندنية، أن الإسناد الأردني القوي غير العلني لفكرة التراجع عن «السيناريو البري» في الحرب السعودية الأخيرة على الحوثيين في اليمن، لم يخفف من منسوب الارتباك الذي ينتجه إيقاع هذه الحرب بين عواصم المنطقة.

وأكد التقرير، أنه «في قياسات المؤسسة الأردنية تحديدا، تخطف «عاصفة الحزم» في اليمن الأضواء من المسرح الذي ينبغي التركيز عليه وهو ما يجري في العراق وسورية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على نسبة كبيرة من الأراضي في البلدين».

واعتبر أنه في القياسات نفسها، فإن الانتقال لمستوى الاشتباك البري الذي يبدو أن غرفة عمليات الرياض فكرت به لإخضاع الحوثيين على الأرض تماما، كان سيقود إلى تعقيدات متعددة أشبه بورطة بالنسبة للتحالف السريع الذي شكلته السعودية مرة بسياسة الإقناع للشركاء ومرة بسياسة «تخجيل» الحلفاء. مشيرا إلى أنه «في كل الأحوال فقد انضم الأردن للتحالف السعودي إلا أنه نشط خلف الأضواء للحيلولة دون سيناريو الدخول البري الذي كان قد تفاعل معه قبل التحذيرات الأردنية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي».

وبالتزامن مع ذلك، وبالتنسيق، دخل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» على الخط الإيراني ودعمت دول من بينها الإمارات الخط المخفف للحماس السعودي والداعي لتجنب إدخال قوات برية، وهو الأمر الذي نوقش في مقابلات لرؤساء الأركان العرب والحلفاء في الرياض وفق التقرير.

ويشير «بسام البدارين»، مدير مكتب «القدس العربي» في عمان، إلى أنه «يُعتقد وعلى نطاق واسع بأن الزيارة التي قام بها مؤخرا للسعودية رئيس الأركان الأردني الجنرال «مشعل الزبن» جددت التأكيد على تضامن الأردن مع السعودية في كل الأحوال، لكنها أظهرت أو ألمحت للمحاذير الأردنية عندما يتعلق الأمر بالخط البياني لورطة من طراز سيناريو العمل البري». مضيفا أنه «يتردد أن مؤسسة القصر الملكي الأردنية نفسها نصحت وعملت في الاتجاه المعاكس لسيناريو الاشتباك البري وإدخال قوات برية إلى اليمن».

عمليا وحسب مصادر مطلعة أكد التقرير أنها تشكلت في أروقة التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، فإن هناك وجهة نظر تحث على هدف سياسي مرحلي يتمثل في «دفع إيران للتفاوض على الوضع في اليمن وإخضاع الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح للعودة إلى المسار السياسي وسحب المظاهر المسلحة».

ويبدو أن وجهة نظر الأردن والإمارات حققتا «تعديلا» مهما ومؤثرا في مسار الحرب السعودية على الحوثيين وشركائهم في اليمن، على أساس منح الحوثيين وصالح فرصة التأمل والتفكير بالعودة لطاولة الحوار بعدما فهم الجميع الممحو والمسكوت عنه والمخفي في عاصفة «الحزم» السعودية، وبعدما أبلغ «أردوغان» إيران بأن النظام السعودي أظهر وبكل قوة استعداده للقتال وبحزم في حال التحرش بمصالحه في اليمن أو عبر اليمن.

نصائح «أردوغان» للإيرانيين تحالفت فيما يبدو مع الموقف الميداني والعملياتي لدول مثل الأردن والإمارات في العمل على «اختبار» أجندة محددة للحرب وللتحالف قوامها العودة للرئيس الشرعي ولطاولة الحوار وانسحاب المظاهر المسلحة، مع حرص الرياض على أن يرتبط ذلك بأجندة زمنية محددة وينتهي بإبعاد الحوثيين عن التحكم بمفاصل السلطة ووقف شحنات السلاح الإيرانية لهم. الجانب السعودي أقر إبعاد سيناريو الاشتباك البري مؤقتا على أساس اشتراطات محددة حسب المعلومات تبدأ بأن لا ينتهي المشهد بأي مكافأة من أي نوع للحوثيين وبأن لا يمتد الزمن طويلا في اختبار المقترحات الجديدة وأن لا يستبعد الخيار البري تماما، بحسب «القدس العربي».

ويؤكد التقرير أنه بالنسبة لدولة كالأردن، «لا زالت الحرب على الحوثيين مباغتة ومفاجئة ولم يجر الاستعداد جديا لها، وانطلقت بدون تحضيرات أو مشاورات حقيقية مع الشركاء والأطراف».

ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الأهم في القراءة الأردنية لمسار الحدث ومن ذلك كله هو «الخشية من أن تؤدي الحرب على الحوثيين، وقد أدت فعلا، لتشتيت جهد الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

  كلمات مفتاحية

أمير قطر يزور غرفة عمليات «عاصفة الحزم» بقاعدة الرياض الجوية

«رأي اليوم»: مظاهرة رفض «عاصفة الحزم» في القاهرة تكشف عن ”أزمة مكبوتة“ في العلاقات

ملك الأردن: أمن واستقرار دول الخليج من أمن بلادنا

مؤشرات مصرية نحو المشاركة بقوات برية في اليمن

«ستراتفور»: الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

مصادر مصرية: لا صحة للصور المتداولة عن «نقل جنود للمشاركة عسكريا» في «عاصفة الحزم»

الأردن ليس باكستان أو المغرب أو مصر

المناورات «المصرية ـ السعودية»: تمهيد لمغامرة برية في اليمن؟

«عاصفة الحزم» بين الحسم العسكري والحل الدبلوماسي

سجل المقاتلين الحوثيين في الحرب البرية حافل